الرئيس الإسرائيلي يبحث تخفيف التوتر مع الأردن

الأوساط السياسية في إسرائيل تولي أهمية كبيرة لزيارة ريفلين إلى الأردن في وقت يشوب فيه التوتر العلاقات بين البلدين.
السبت 2019/11/30
الملك عبدالله الثاني: العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها الآن

القدس - ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن اتصالات أولية تجري بين تل أبيب وعمّان، لترتيب زيارة رسمية للرئيس رؤوفين ريفلين، إلى الأردن، في وقت وصف فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني العلاقات مع تل أبيب بالسيئة.

وأشارت الصحيفة أن الزيارة المرتقبة ستكون الرسمية الأولى لريفلين إلى عمّان بصفته رئيسا لإسرائيل، بعد زيارته لها سابقا بصفته عضوا ورئيسا للكنيست (البرلمان).

وقالت الصحيفة إن مكتب ريفلين يولي لهذه الزيارة أهمية كبيرة، خاصة بعد تصريحات للملك عبدالله الثاني، مؤخرا في نيويورك، قال فيها “إن علاقات بلاده مع إسرائيل في أسوأ حالاتها حاليا”.

وجاءت تصريحات العاهل الأردني خلال جلسة حوارية عقب تسلمه جائزة “رجل الدولة – الباحث” لعام 2019، نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مساء الخميس الماضي.

وقال الملك خلالها “بالنسبة للعلاقات الأردنية الإسرائيلية فهي في أسوأ حالاتها الآن، ويرجع جزء من الأسباب إلى قضايا داخلية في إسرائيل”.

واستطرد “علينا تذكير الناس بأن السلام الأردني الإسرائيلي تم إنجازه دون الأميركيين؛ حيث جلس الأردنيون والإسرائيليون معا لأنه كان لديهم الثقة ببعضهما لصنع هذا السلام، وأتمنى أن يمكننا ما سيحصل في إسرائيل في الشهرين أو الثلاثة القادمة من العودة للحديث معا عن أمور بسيطة لم نتمكن من مناقشتها خلال العامين الماضيين”.

ووفق الصحيفة، فإن المقترحات التي تصدر عن مسؤولين إسرائيليين بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول ضم منطقة غور الأردن، هي في نظر العاهل الأردني “عقبة” أمام تحسين العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

وفي وقت سابق الخميس، قالت الصحيفة نفسها إن لقاء جمع بين ريفلين والأمير غازي بن محمد، مستشار الملك عبدالله الثاني، في لندن، خلال الأسبوع الجاري، بمشاركة مسؤولين أردنيين وإسرائيليين.

وتمر العلاقات بين الأردن وإسرائيل بفترة توتر مؤخرا على خلفية انتهاكات إسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى واحتجاز متبادل لمواطنين من البلدين، إضافة إلى إطلاق نار وقع في مجمّع السفارة الإسرائيلية بعمّان، في يوليو 2017، ما أسفر عن مقتل أردنيين اثنين وإصابة إسرائيلي.

وفي أحدث مثال على ذلك شعر الأردن بالصدمة بفعل تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وعد فيها خلال الدعاية الانتخابية في انتخابات سبتمبر الماضي بضم غور الأردن. وقال نتنياهو عن غور الأردن “هذا هو الدرع الشرقي الذي يضمن أننا لن نعود أبدا إلى بلد يبلغ عرضه بضعة كيلومترات”.

ولاقى تعهد نتنياهو بالسيادة على غور الأردن، وهي خطوة ترقى إلى الضم، إدانة من الفلسطينيين.

وكتبت المسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، على تويتر إن “خنوع نتنياهو الرخيص لقاعدة ناخبيه العنصرية والمتطرفة تكشف عن أجندته السياسية الحقيقية المتمثلة بفرض ’إسرائيل الكبرى’ على كل فلسطين التاريخية وتنفيذ أجندة تطهير عرقي”.

وخلال السنوات القليلة الماضية تأثرت العلاقات الدبلوماسية سلبا أيضا بجمود عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وخلافات تتعلق بالحرم القدسي.

وعاد غور الأردن مجددا إلى دائرة الضوء بعد قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية. ويُعتقد أن السلطة السياسية في إسرائيل ستحاول الاستفادة من هكذا وضع لتمرير قرار ضمّ غور الأردن الذي سيعني بالضرورة نسف خيار حل الدولتين.

ويمهد قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالمستوطنات الطريق أمام إسرائيل لضم منطقة غور الأردن التي تشكل نحو ثلث مساحة الضفة الغربية، وهو ما سيعني إنهاء حلم الفلسطينيين بقيام دولة مستقلة، في حال تحقيقه.

ويعتقد قادة إسرائيل، وحتى المعارضة، أنه من الأفضل استغلال وجود الإدارة الأميركية الحالية لتمرير هكذا مشروع استراتيجي بالنسبة إليهم، وسط ترجيحات بأن ذلك سيتم خلال أقل من عام، ارتباطا بانتهاء الأزمة السياسية الداخلية (في علاقة بالشلل الحكومي)، وأيضا بالانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في نوفمبر 2020، ويخشى من أن تأتي رياحها بما لا تشتهيه السفينة الإسرائيلية.

وواضح من خلال هذا التمشي أن إدارة ترامب، وبتوافق مع الإسرائيليين، تعمل على تفكيك أسس السلام القائمة، لخلق وضع جديد يتماهى مع ما تصبو إليه إسرائيل سواء على صعيد توسيع نطاق حزامها الأمني أو احتكار أكثر ما يمكن من مقدرات الفلسطينيين.

2