الدول الأوروبية تواصل محاصرة نفوذ حزب الله اللبناني

ألمانيا تحظر ثلاث منظمات مقربة من الحزب.
الخميس 2021/05/20
لا تهاون في ألمانيا مع أنشطة الموالين لحزب الله

كثفت الدول الأوروبية تحركاتها بغية محاصرة نفوذ ميليشيا حزب الله اللبنانية عبر استهداف أذرعه المنظماتية والجمعياتية، حيث أصدرت برلين قرارا يقضي بحظر نشاط ثلاث منظمات مقربة من الحزب ما يعكس عزما أوروبيا على تحجيم نفوذه.

برلين - تواصل الدول الأوروبية العمل على محاصرة نفوذ ميليشيا حزب الله اللبنانية من خلال وضع حد لنشاطات المنظمات والجمعيات المقربة من الحزب أو المرتبطة به ارتباطا مباشرا.

وفي سياق ذلك أعلنت الحكومة الألمانية أمس الأربعاء حظر ثلاث منظمات مقرّبة من حزب الله، ما يوسع دائرة الضغوط الأوروبية والدولية على الحزب الموالي لإيران.

وكتب المتحدث باسم وزارة الداخلية هورست سيهوفر في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن برلين “حظرت ثلاث جمعيات كانت تموّل تنظيم حزب الله الإرهابي”.

وأكد وزير الداخلية أن “الذين يدعمون الإرهاب لن يكونوا في أمان بألمانيا، لن يجدوا ملاذا هادئا في بلدنا” مضيفا أن عمليات تفتيش تجري في العديد من الولايات ألمانية بالتزامن مع هذا الحظر.

وبحسب تقييم السلطات الأمنية فإن الجمعيات الثلاث المحظورة هي “عائلة ألمانية لبنانية” و”الناس من أجل الناس” و”أعط السلام”، والتي قامت بجمع تبرعات لصالح “أسر شهداء” من حزب الله ورعايتها.

وتأسست الجمعيات الثلاث لتحل محل جمعية “مشروع الأيتام في لبنان”، والتي تم حظرها في ألمانيا عام 2014 بقرار من وزير الداخلية الألماني آنذاك توماس دي ميزير.

واتهمت السلطات هذه الجمعيات بالعمل تحت ستار أغراض دينية وإنسانية في ألمانيا بما يؤول في نهاية المطاف إلى شن هجمات على إسرائيل.

هورست سيهوفر: من يدعم الإرهاب لن يكون في أمان بألمانيا، ولن يجد ملاذا في بلدنا
هورست سيهوفر: من يدعم الإرهاب لن يكون في أمان بألمانيا، ولن يجد ملاذا في بلدنا

وعادة ما يستخدم حزب الله اللبناني الجمعيات الخيرية كغطاء لأنشطته في الخارج وتحركات أمواله المشبوهة، التي عادة ما تكون مصادرها غير قانونية أو متأتية من تجارة المخدرات والسلاح.

وسبق أن صنّفت ألمانيا ومجمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحزب الله منظمة إرهابية.

وفي موفى أبريل من عام 2020 قامت السلطات الألمانية بمداهمة مساجد ومنظمات على صلة بحزب الله وذلك في أعقاب تصنيف الحزب منظمة إرهابية وحظر أنشطته.

وفي آخر تقرير نشرته هيئة حماية الدستور الألمانية (الاستخبارات الداخلية)، قُدرت كوادر حزب الله في ألمانيا بنحو 1050 شخصا.

وفي الأعوام الأخيرة أنهت دول عديدة ترددها إزاء حزب الله حيث صنفته 16 دولة على الأقل (على غرار ألمانيا وبريطانيا وهولندا وليتوانيا وإستونيا، وهي دول تابعة للتكتل الأوروبي) منظمة إرهابية.

وكان لهولندا السبق في تصنيف حزب الله منظمة إرهابية وحظره؛ حيث أعلنت أمستردام في عام 2014 حظر كافة أنشطة الحزب على أراضيها لتصبح أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ هذا القرار.

وبقيت أنشطة الجناح السياسي للحزب، الذي كان ينظم بشكل منتظم تظاهرات مناهضة لإسرائيل، مسموحا بها مدة طويلة، قبل أن يتمّ حظرها في البلاد عام 2020.

ويأتي إعلان وزارة الداخلية في سياق تصعيد عسكري منذ أكثر من أسبوع في منطقة الشرق الأوسط على خلفية القتال في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل.

وأُطلقت صواريخ الاثنين من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل التي ردت بإطلاق مدفعيتها نحو مصادر النيران، بحسب قول مصادر أمنية في البلدين.

Thumbnail

وهذه المرة الثانية التي تُطلق فيها صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل منذ بدء الأعمال العدائية بين إسرائيل والفلسطينيين.

ولم يعلق حزب الله اللبناني على عملية إطلاق الصواريخ هذه، أو على الصواريخ التي أطلِقت في 13 مايو من جنوب لبنان وسقطت في البحر.

وتخشى ألمانيا تصاعد معاداة السامية في البلاد، بالتزامن مع مواجهة التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية بين إسرائيل وحماس، والذي انعكس على الوضع الأمني العام في ألمانيا التي تنشط على أراضيها عدة اتحادات إسلامية.

وحذرت السلطات الألمانية الاتحادات الإسلامية، التي عادة ما يتم توظيفها سياسيا وأيديولوجيا من قبل مموليها، من مغبة ممارسة العنف ضد اليهود وتحميلهم مسؤولية أفعال الحكومة الإسرائيلية.

وفي برلين جرت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تخللتها صدامات وتوقيفات.

والأسبوع الماضي أُحرقت أعلام إسرائيلية أمام كنيسين يهوديين في مونستر وبون. وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل آنذاك إن “ديمقراطيتنا لن تتسامح إزاء التظاهرات المعادية للسامية”.

5