الدفاع.. السلاح السري لساوثغيت مع إنجلترا

كشف مدرب المنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت عن مجموعة التغييرات التي أدت لتحسن أداء فريقه في الفوز على التشيك في ختام منافسات المجموعة الرابعة بنهائيات كأس أوروبا 2020. وعلى ملعب ويمبلي أدى منتخب إنجلترا بشكل أفضل من مباراته الأخيرة أمام أسكتلندا، ليتصدر المجموعة برصيد 7 نقاط، وينتظر خصمه في الدور ثمن النهائي.
لندن – أبدى غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي رضاه إزاء ما قدمه الفريق في المباراة التي انتهت بالفوز على نظيره التشيكي 1 – 0 في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات دور المجموعات بكأس الأمم الأوروبية، وأثنى على لاعب خط الوسط بوكايو ساكا.
وحسم المنتخب الإنجليزي المباراة بهدف وحيد سجله رحيم سترلينغ، ليؤمن صدارة المجموعة برصيد سبع نقاط، بينما تجمد رصيد المنتخب التشيكي عند أربع نقاط لكنه ضمن التأهل ضمن أفضل أربعة منتخبات من أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست.
وسيظل المنتخب الإنجليزي بذلك في العاصمة البريطانية لندن، حيث يستضيف في دور الستة عشر صاحب المركز الثاني بالمجموعة السادسة. وقال ساوثغيت “كنا نريد الفوز بصدارة المجموعة والبقاء في ملعب ويمبلي، سننتظر لنرى من سنواجهه”. وأثنى على أداء ساكا الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، قائلا إنه معجب للغاية بما قدمه. وقال بشأن منافس المنتخب الإنجليزي في الدور الستة عشر “في مرحلة ما يتحتم عليك مواجهة أفضل الفرق. هذا يشكل تحديا للنفس”.
وقال سترلينغ بشأن المباراة أمام التشيك “أعتقد أن هناك جوانب إيجابية في المباراة. فقط احتفظنا بالكرة بشكل أفضل وهو ما منحنا المزيد من الخيارات الهجومية”.
كذلك أثنى سترلينغ على زميله ساكا الذي كاد أن يفتتح التسجيل بمساعدة جاك جريليش، وقال “أعتقد أن ساكا كان ممتازا”. وقال ساكا عقب المباراة “المدرب أبلغني بخوض المباراة والتعبير عن نفسي”، وأكد أنه كان من المهم أن يضمن المنتخب البقاء في ويمبلي. وأضاف “نتمتع بثقة كبيرة في اللعب هنا والجماهير تشكل لاعبا إضافيا بالنسبة إلينا”.
وبعد ثلاث مباريات في دور المجموعات ضمن بطولة كأس أوروبا، لم تستقبل شباك المنتخب الإنجليزي أي هدف. والمرة الوحيدة التي حدث فيها أمر مماثل، كانت خلال كأس العالم 1966 حينما توّج “الأسود الثلاثة” أبطالا. فهل يمكن للإنجليز أن يحلموا بتكرار الإنجاز رغم هجوم متذبذب وخصم من العيار الثقيل في ثمن النهائي؟
ساوثغيت لا يمكن أن ينخدع بالضعف النسبي للمنافسين حتى الآن، وهو يعرف جيدا أن بطولة أخرى ستبدأ في ثمن النهائي
قبل انطلاق البطولة فُتن الجميع بالقوة الهجومية للإنجليز، وكانوا ينتظرون عروضا مبهرة من هاري كاين، فيل فودن، جايدون سانشو، ماركوس راشفورد، أو رحيم ستيرلينغ، وذلك لأن تلك الآمال بدت أكثر مشروعية مع عبور إنجلترا من مجموعتها في التصفيات مع تسجيل 37 هدفا في ثماني مباريات.
لكن حاليا لم يكن إلا مهاجم مانشستر سيتي سترلينغ، صاحب الهدفين اللذين سجلهما المنتخب في المسابقة القارية، على مستوى التوقعات. هدفان منحا المنتخب سبع نقاط (تعادل سلبا في مباراة أسكتلندا) بفضل دفاع لم يكن قط نقطة قوته. ومنذ انتهاء التصفيات منذ أكثر من عام ونصف العام اتخذ ساوثغيت تدريجيا نهجا أكثر حذرا في اللعبة.
وخلال دوري الأمم الأوروبية الأخير حاول العودة إلى تنظيم من ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع، وهو التكتيك الذي وصل به مع المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم في روسيا عام 2018. لكن ذلك انتهى بنصف فشل، إذ احتل الإنجليز حينها المركز الثالث في مجموعتهم خلف بلجيكا والدنمارك. ومذاك الحين عاد ساوثغيت إلى نظام 4 – 2 – 3 – 1 أو 4 – 3 – 3 مدعما بمحور دفاعي مزدوج ثابت، وظهيرين سريعين في بناء الهجمات، وخصوصا حين يتقدّم “الأسود الثلاثة” بالنتيجة.
ويمكن تفسير ذلك الحذر المفترض بطرق عدة، أولها الدروس المستفادة من تتويج “الزرق” مع ديدييه ديشان في مونديال روسيا، وأيضا من المنتخبات الأخرى في المسابقات الكبرى السابقة، حيث غالبا ما يفوز من لديه أفضل دفاع. ساوثغيت واضح بما يكفي لإدراك أن مدافعيه أو حارس مرماه ليسوا الأفضل في مجالهم، وأن الهيكلية التنظيمية يجب أن توفر عنصر القوة الإضافية التي قد تفتقر إليها العناصر.
للمفارقة، فإن القوة الهجومية الإنجليزية تعزز هذا الشعور، على غرار فرنسا، بأن الهدف يمكن أن يأتي في أي وقت، وأن تقديم عرض جيد هو أمر ثانوي تماما. ضد الكروات كما ضد التشيكيين، بمجرد التقدم بهدف، بدأت إنجلترا حتى نهاية المباراة الثلاثاء بالاعتماد على ثلاثي خط الوسط المكون من جوردان هندرسون وكالفين فيليبس وجود بيلينغهام، والتقدم بلعب تمريرات ولكن من دون جرأة أو إبداع.
اقرأ أيضا:
ورغم ذلك، فإن النتائج، حتى ولو لم تكن بحسب الطموحات، موجودة. فسجلت إنجلترا مباراتها الثامنة من تسع مواجهات بشباك نظيفة، وأنهت دور المجموعات بالصدارة من دون أي صعوبة، حتى أمام التحدي البدني مع الأسكتلنديين. وبتسجيله هدفين فقط في ثلاث مباريات، يكون المنتخب الإنجليزي الأقل تهديفا من بين متصدري المجموعات في تاريخ المسابقة.
لكن لا يمكن أن ينخدع ساوثغيت بالضعف النسبي للمنافسين حتى الآن، وهو يعرف جيدا أن بطولة أخرى ستبدأ في ثمن النهائي، مع خصوم من عيار مختلف تماما بدءا من المباراة المقبلة. فهل سيصمد الحرس الخلفي الإنجليزي أيضا أمام صدمات فرنسا أو ألمانيا المتحمّسة أو البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو الذي يراقبه الجمهور الإنجليزي بشغف؟
وتعهد المدرب الإنجليزي أنه “كائنا من كان الخصم، سيكون الأمر صعبا للغاية. لكننا أدركنا أنه منذ البداية ومن وجهة نظري سوف نتحسن أكثر. نحن بالفعل فريق تصعب مواجهته، ولكن يمكننا تقديم المزيد”. لكن واقعيا، من المرجح أن تنتهي المغامرة الإنجليزية إذا لم يستيقظ الهجوم.