الدراما الخليجية في رمضان.. عين على الماضي وأخرى على الحاضر

دائما ما نتساءل في مثل هذا الوقت من كل عام، ونحن مقبلون على الموسم التنافسي الأهم للدراما العربية، عن الجديد الذي ستقدمه هذه الدراما، عمّا سيخرج من دائرة التكرار؟ وما هو الذي سيتجاوز رتابة القصص المعتادة والقضايا الهامشية؟

لا شك أن الأمر لا يتعلق بالقصة وحدها، فالسياق الدرامي هو مجموعة متكاملة من العناصر المتضافرة، من قصة وسيناريو وأداء وإضاءة ومواقع تصوير وغيرها من التفاصيل، ونزعم هنا أن الدراما الخليجية باتت أكثر جرأة من ذي قبل، وأوفر حظا في الإمكانات المادية والتقنية والفنية، وهي قادرة بلا شك على تحقيق التميز والمنافسة، فلعلنا نشهد هذا العام ما يثلج صدورنا.

من الزمن الماضي

أول ما يمكن أن نلاحظه في الأعمال المشاركة في الموسم الرمضاني لهذا العام، أن جانبا لا بأس به من هذه الأعمال يتناول فترات تاريخية متفاوتة، إذ تطالعنا النجمة حياة الفهد برفقة النجوم أحمد الجسمي وهبة الدري وهنادي الكندري وشيماء علي في مسلسل “حدود الشر” للمخرج أحمد دعيبس، ليسلطوا الضوء على طبيعة الحياة الاجتماعية في الكويت زمن الستينات من القرن الماضي.

وفي  نفس الحقبة تقريبا تدور أيضا أحداث مسلسل “لا موسيقى في الأحمدي” وهو من إنتاج “إيجل فيلمز”، والمسلسل مأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتبة الكويتية منى الشمري، وهو من إخراج محمد دحام الشمري ويشارك فيه النجم جاسم النبهان وعبدالمحسن النمر وفوز الشطي وعدد من النجوم والنجمات الآخرين.

أما المسلسل الإماراتي “الطواش” الذي يشارك فيه جمع من الفنانين من بينهم: أحمد الجسمي ورزيقة طارش وعلي التميمي، فتدور أحداثه في أربعينات القرن الماضي حول تجارة اللؤلؤ في الإمارات وما تعرضت له من كساد بظهور اللؤلؤ الصناعي.

ومن بين الأعمال الإماراتية المنتظرة أيضا والمأخوذة عن عمل أدبي يطالعنا المسلسل الإماراتي “ص.ب 1003”، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب الإماراتي سلطان العميمي ومن إخراج باسم شعبو ويدور في فترة الثمانينات من القرن الماضي، حول موظف بريد يتقمص شخصية رجل آخر، والعمل من بطولة كل من هدى الغانم وجاسم الخراز وياسر النيادي وفاطمة الحوسني وآخرين.

وبين الأعمال المشاركة في هذا السباق تتميز الدراما السعودية بغلبة الأجواء الكوميدية على طبيعة الأعمال المقدمة، كما أن جانبا منها يعد استكمالا لأجزاء أخرى تم عرضها خلال المواسم السابقة، حيث سنتابع هذا العام الجزء الجديد من مسلسل “بدون  فلتر”، كما يستكمل النجم ناصر القصبي ما بدأه في العام الماضي بتقديم الجزء الثاني من مسلسل “العاصوف”، بالإضافة إلى أجزاء جديدة من مسلسلي “على جنب” و“شباب البومب”.

وعلى مستوى الأعمال السعودية أيضا تطالعنا مجموعة من الأعمال الجديدة من بينها مسلسل “هيبرلوب” للمخرج أوس الشرقي والنجمين أسعد الزهراني وحبيب الحبيب والنجمة شمس الكويتية، وهو مسلسل اجتماعي غنائي ساخر ذو حلقات منفصلة، كما أن لنا موعدا أيضا مع نجمات الدراما السعودية نرمين محسن ومروة محمد ومريم الغامدي من خلال مسلسل “يلا نسوق” للمخرج أحمد شفيق، ويدور في إطار كوميدي حول مجموعة من الفتيات اللاتي قررن افتتاح مركز لتعليم قيادة السيارات للسيدات.

ومن الكوميديا إلى الأكشن والدراما من  خلال مسلسل “اختراق” الذي تشارك فيه نخبة من الفنانين السعوديين والعرب، ويدور حول طبيب سعودي مقيم في أوروبا يكتشف مؤامرة لاستغلال احتياجات اللاجئين من الدواء، وحين يهم بالكشف عنها يجد نفسه متورطا في قضية إرهاب، والمسلسل من بطولة النجم عبدالمحسن النمر ويعقوب الفرحان ونضال نجم وبمشاركة ممثلين من صربيا ومصر وإيطاليا وأوكرانيا.

وبين الأعمال الإماراتية المنتظرة سيكون لنا موعد مع المسلسل الكوميدي “جديمك نديمك”، وهو من إخراج مصطفى رشيد ويشارك فيه نجم الكوميديا الإماراتية جابر نغموش إلى جانب كل من سعاد علي وعلي الغرير وسلوى الجراش.

و“جديمك نديمك” من نوعية الأعمال المتصلة المنفصلة، فلكل حلقة قصة مختلفة عن الأخرى ومغامرة جديدة بطلتها العمة مريم التي تجد نفسها واحدة من نجوم عالم التواصل الاجتماعي من دون أن تدري.

وفرة كويتية

للدراما الكويتية نصيب وافر كالعادة من جملة الأعمال الدرامية الرمضانية، إذ لنا موعد مع باقة مختلفة ومتنوعة من المسلسلات الكويتية، بينها على سبيل المثال مسلسل “حضن الشوك” للمخرج حمد البدري، ويشارك فيه النجوم إبراهيم الحربي وإلهام الفضالة ومحمد علوي وعبير أحمد وانتصار الشراح ونور الغندور.

كما تطل علينا النجمة صمود الكندري من خلال مسلسل “مني وفيني” وهو من إنتاجها وإخراج عبدالرحمن السلمان الذي يخوض أولى تجاربه الإخراجية من خلال هذا المسلسل، ويضم العمل أيضا إلى جانب صمود الكندري النجوم حسين المنصور وباسمة حمادة ومحمود بوشهري ومشاري البلام وشيماء سبت، ويدور العمل في إطار اجتماعي.

أما الفنانة إلهام الفضالة فتطل علينا في رمضان بشخصية مختلفة من خلال الدور الذي تؤديه في مسلسل “وما أدراك ما أمي” الذي تشاركها فيه نخبة من النجوم والنجمات، من بينهم هنادي الكندري وحسين المهدي ويعقوب عبدالله وريتاج العلي وهو من إخراج حسين الحليبي.

وفي أجواء من الترقب تدور أحداث مسلسل “العذراء” الذي يدور حول امرأة محكوم عليها بالإعدام، ويشارك في المسلسل شجون الهاجري ومشاري البلام وعبدالله الطليحي ولولوة الملا وسعاد علي، وفي إطار اجتماعي آخر تدور أحداث مسلسل “موضي قطعة من الذهب” الذي يشارك فيه الفنانان داوود حسين وأسمهان توفيق إلى جانب نور الكويتية ولمياء طارق وحسين المهدي وهبة الدري وعبدالمحسن القفاص وآخرين.

وعن حياة العاملين بعد التقاعد يدور مسلسل “سواها البخت” من إخراج حسين آبل، والمسلسل من بطولة هيا الشعيبي، وحول قضايا المرأة العاملة أيضا تدور أحداث مسلسل “أنا عندي نص” للفنانة سعاد عبدالله، وهو مسلسل لايت كوميدي، يشارك فيه كل من هدى الخطيب وشجون الهاجري وبدرية طلبة وليلى عبدالله.

ويشكل هذا المسلسل التعاون الثاني بين سعاد عبدالله والمخرج منير الزعبي والمؤلف حمد الرومي بعد تعاونهم العام الماضي في مسلسل “عبرة شارع”.

وعلى صعيد آخر يطالعنا المخرج الكويتي سلطان خسروه بمسلسله الجديد “سبع أبواب” بعد انقطاع سنوات عن الإخراج الدرامي، وهو مسلسل اجتماعي يتناول قصصا مختلفة، وتشارك في العمل باقة متنوعة من نجوم ونجمات الخليج من بينهم سعد الفرج وجاسم النبهان وإبراهيم الحربي، بالإضافة إلى ظهور خاص للنجم المصري بيومي فؤاد.

أما الفنانة هدى حسين فنراها في رمضان المُرتقب من خلال مسلسل “أمنيات بعيدة” الذي يدور في إطار اجتماعي، ويشاركها بطولة العمل أيضا كل من هنادي الكندري وجمال الردهان وهو من إخراج محمد القفاص.