الدراما الاجتماعية السورية تخرج من عباءة الحرب لتنتصر للحب

خرجت الأعمال الدرامية الاجتماعية السورية لهذا العام من عباءة الحرب السورية، وأماطت اللثام عن موضوعات جديدة لم تتطرّق إليها سابقا عبر نصوص تحمل العمق والجرأة في الطرح والرصانة في الحوار ويشارك فيها نجوم الصف الأول.
دمشق - بدا من اللافت تركيز الدراما الاجتماعية السورية في مسلسلات رمضان الحالي على المشكلات الاجتماعية العميقة، والخوض في غمار موضوعات شائكة دون إغفال الحب كعنوان أساسي ومحرّك للأحداث بأسلوب مختلف مع بقاء الحرب كخلفية لأحداث الأعمال دون الخوض في تفاصيلها وتداعياتها كما جرى عليه الأمر في العقد الأخير.
ووفق خط درامي جديد لم تتطرّق إليه الأعمال السورية تصدر مسلسل “على صفيح ساخن” الواجهة من خلال توليفة جمعت بين النص والإخراج المتميزين والأداء الاستثنائي لفنانين نجوم، حيث يروي قصة عائلة “الحجار” التي لم تتوقّع العودة إلى البلاد ثانية بعد إخفاقها بالهجرة ليتعيّن عليها تصفية حسابات قديمة والدخول في دوامة صراعات يتحكم بمجرياتها تجار الممنوعات.
والمسلسل من إنتاج “غولدن لاين” و”أي.سي ميديا” ومن تأليف علي وجيه ويامن الحجلي وإخراج سيف سبيعي وبطولة باسم ياخور وسلوم حداد وأمل بشوشة وميلاد يوسف وعبدالمنعم عمايري ويامن الحجلي وناظلي الرواس ويزن خليل وعبدالفتاح مزين وسمر سامي وممثلين آخرين.
وفي الدراما الاجتماعية طرح الحب بمفهوم مختلف عبر مسلسل “خريف العشاق” الذي تبدأ أحداثه خلال فترة السبعينات، ويروي قصة ثلاثة شبان يتزوّجون ثلاث فتيات من بيئات مختلفة بعد قصص حب شائكة لتتغيّر مصائرهم على مدى ثلاثة عقود ويعود الكل إلى حياته وإلى شريكه بشكل لا يشبه البدايات.
والمسلسل من إنتاج “إيمار الشام” وتأليف ديانا جبور وإخراج جود سعيد وبطولة الأخوين أحمد الأحمد ومحمد الأحمد وحلا رجب ولجين إسماعيل وترف التقي وعلا سعيد وصفاء سلطان وحسين عباس وممثلين كثر آخرين، ويلعب الفنان أيمن زيدان دورا محوريا في أحداث العمل.
كما يطرح الحب بمفهوم آخر في مسلسل “ضيوف على الحب” الذي تدور أحداثه في عام 2018، ويتناول حكاية مجموعة شباب وشابات من مناطق مختلفة يقطنون في منزل دمشقي تمتلكه امرأة تكون بمثابة أم وأخت لهم، ويبحثون عن فرصة عمل طلبا للاستقرار، فتبدأ معركتهم مع الحياة ومعاناتهم لبلوغ أحلامهم.
والمسلسل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني السوري وتأليف سامر محمد إسماعيل وإخراج فهد ميري وبطولة شكران مرتجى وفادي صبيح وجرجس جبارة وجيني إسبر وزهير رمضان وبلال مارتيني وعلي سكر وهيما إسماعيل ورنا كرم ورنا العظم وكرم الشعراني ووضاح حلوم وعاصم حواط وخلود عيسى وكناز السالم وآخرين.
أما مسلسل “بعد عدة سنوات” فتدور أحداثه في زمنين مختلفين؛ ثمانينات القرن الماضي وعام 2014، وتبدأ الحكاية مع الصحافية رنا التي كانت في طريق عودتها إلى منزلها فتطرق أحد أبواب البيوت هربا من المعارك، وهو لعائلة مكوّنة من أبوين وخمسة أبناء، حيث يسرد لها معروف قصة أسرته ويعود معها بالزمن إلى الخلف لتتوالى الأحداث.
والمسلسل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني السوري وتأليف بسام جنيد وإخراج عبدالغني بلاط وبطولة ديمة قندلفت وميلاد يوسف ومحمد حداقي وسعد مينة وعلا باشا وروبين عيسى وعلي كريم وكرم الشعراني ووسيم الرحبي وريم زينو وهبة زهرة ورنا العضم وريم عبدالعزيز ولوما بدور وأسامة السيد يوسف وسوار الحسن.
والأمر ذاته ينسحب على الدراما الإذاعية التي أتت غالبيتها اجتماعية بنكهات عاطفية، حيث حافظت الإذاعات السورية على طقوسها البرامجية والدرامية خلال شهر رمضان الحالي عبر تقديمها لسلة برامجية ودرامية منوّعة من إنتاج دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
وتنوّعت البرامج والتمثيليات الإذاعية المقدّمة في هذا الموسم من ناحية الشكل والمضمون مع مشاركة عدد كبير من الفنانين السوريين فيها، مثل المسلسل الرمضاني الإذاعي “إنت عيني” الذي يذاع يوميا على موجات إذاعة “دمشق”، وهو من تأليف إلياس الحاج وإخراج محسن غازي، ومن بطولة حسام الشاه وعاصم حواط ووفاء موصللي وأمانة والي.
أما مسلسل “ريح الحبيب” الذي تبثّه إذاعة “صوت الشباب”، فهو من تأليف بشرى عباس وإخراج مهند ديب وبطولة رامز عطاالله وسمر عبدالعزيز ونضال جوهر وتماضر غانم، وهو مسلسل درامي عاطفي يخوض في ويلات الحرب، عن لقاء يجمع بين قلبين، ليشعرا معا بالسكينة والمحبة.
وهو ما أكّدته ولاء (سمر عبدالعزيز) لعلي (رامز عطاالله) عندما تمكّن الحب من قلبها تجاهه فعشقته وعشقها وقرّرا أن يمضيا سوية في هذه الحياة. يجمعهما شيء أكبر من الحب، ألا وهو عمل الخير ومساعدة كل محتاج أضنته الحرب ومزّق كبده وكبد أطفاله جوع الحصار.
ويقدّم البرنامج الدرامي “شرفات الروح” فكرة عن التصوف والمتصوفة، وهو من إعداد الكاتب محمود عبدالكريم وإخراج باسل يوسف وأداء الأشعار للفنان هشام كفارنة والفنانة هناء نصور.
كما يحضر عبر أثير إذاعة “أمواج” باللاذقية برنامج “حكاوي البحر” الذي ينتجه المركز الإذاعي والتلفزيوني في اللاذقية مع الكاتب إلياس الحاج وإخراج وسنان بلال، وهو من بطولة ناصر مرقبي وباقة من نجوم الدراما.
ومن البرامج التي تبثّ عبر أكثر من إذاعة سورية يحضر البرنامج الدرامي “الإمتاع والمؤانسة” تأليف نهلة السوسو وإخراج ثراء دبسي، والبرنامج الدرامي “رسائل الأزمنة القادمة” تأليف طالب عمران وإخراج فراس عباس وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية، هذا إلى جانب السلسلة الدرامية الأشهر “حكم العدالة” التي أتت هذا العام من تأليف منيب هائل اليوسفي وإخراج محمد عنقا.
ومسلسل “حكم العدالة” عمل إذاعي سوري من تأليف الراحل هائل اليوسفي وقد تعاقب على إخراجه مجموعة من المخرجين الإذاعيين، وهو عمل متكامل الحبكة الدرامية يحمل صفة الواقعية ويعتمد عنصر التشويق والإثارة، انطلق عبر أثير إذاعة “دمشق” منذ ثلاثة عقود وحقّق نجاحا منقطع النظير، وقد فاز بجوائز عديدة كأفضل عمل ومسلسل بوليسي إذاعي عربي.
وعن إنتاجات هذا العام قال المخرج باسل يوسف مدير دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري “مازالت الدراما الإذاعية تحظى بمكانها اللائق بين كل أنواع الدرامات الرمضانية، وهناك تركيز واهتمام بنوعية هذا الفن الإذاعي المميّز من قبل دائرة الدراما الإذاعية مع السعي لتقديم أعمال ذات خصوصية خلال شهر رمضان، من حيث أفكارها وموضوعاتها التي تطرحها سواء كانت اجتماعية أو دينية لتعطي نكهة خاصة وتميزا بالبرامج الدرامية والمسلسلات الرمضانية“.