الدبيبة يختار التصعيد ضد سلطات الشرق في ذكرى معركة الكرامة

المشير حفتر: لقد منحنا الفرص على أمل أن يتطور المشهد السياسي.
السبت 2024/05/18
تصريحات الدبيبة تغذي الانقسام في ليبيا

أثارت تصريحات رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، بمناسبة ذكرى معركة الكرامة، جدلا واسعا في المنطقة الشرقية، وسط تأكيد المراقبين على كونها زادت من تعميق الهوة بين طرابلس وبنغازي، وغذت حالة الانقسام السياسي القائم في البلاد.

طرابلس - اختار رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، تصعيد الموقف مع سلطات المنطقة الشرقية وعلى رأسها القيادة العامة للجيش، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق معركة الكرامة ضد الجماعات الإرهابية والميليشيات الخارجة عن القانون.

وأفاد الدبيبة أن “الإنفاق الموازي سحب قرضا بـ15 مليار دينار (2 مليار دولار) بلا رقيب ولا حسيب”.

وأضاف في تسجيل مرئي أن “الإنفاق الموازي في شرق ليبيا يتم عن طريق أخذ القروض من المصارف التجارية، متسائلا: كيف نتعامل مع هؤلاء؟”.

وتابع الدبيبة: ”الآن أخذوا قرضا من المصرف التجاري الوطني ومصرف الجمهورية وغيرها من فروع المصارف بقيمة 15 مليار دينار بلا رقيب ولا حسيب”.

وعندما سأله أحد الحضور عن إمكانية التعاون في مجال إعادة الإعمار، قال الدبيبة إنه لا يتعامل إلا مع “التريس”، وهي مفردة محلية يقصد بها الرجال.

وكانت تلك العبارات كافية ليشن أنصار الجيش الوطني حملة واسعة النطاق للرد على الدبيبة، معتبرين أن المفردات الواردة على لسانه زادت من تعميق الجراح، وقطع الطريق أمام أية محاولة لتجاوز الأزمة السياسية.

عقيلة صالح: المشير خليفة حفتر نجح في بناء مؤسسة عسكرية رغم الحرب
عقيلة صالح: المشير خليفة حفتر نجح في بناء مؤسسة عسكرية رغم الحرب

ورأى مراقبون، أن تصريحات الدبيبة المسربة جاءت لتؤكد على عمق القطيعة بينه وبين القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ولتطرح الكثير من الأسئلة عن مستقبل الحل السياسي في ظل استمرار حالة الانقسام السياسي والنفسي والاجتماعي بين افرقاء الأساسيين في البلاد.

وجاءت تصريحات الدبيبة بعد أيام قليلة من الهجمة الشرسة التي شنها رئيس دار الإفتاء التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الصادق الغرياني ضد المشير حفتر وأبنائه، وحديثه عن مطبعة للعملة تابعة لأسرة قائد الجيش، وإصداره فتوى تدعو إلى إعلان الجهاد ضد الوجود الروسي في مناطق نفوذ قوات حفتر.

وبالمقابل، أكد المشير خليفة حفتر، أن من “وصفهم بأعداء الديمقراطية أقسموا بأغلظ الإيمان بأنَّ المشير لن يترشح”، مضيفا “لقد منحنا المسار السياسي أكثر مما ينبغي للوصول إلى الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية الفصل فيها للشعب”.

وبيّن في كلمة ألقاها مساء الخميس، بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق معركة الكرامة، أن “العمل مستمر ليلا ونهارا ليكون الجيش الوطني الليبي على استعداد للدفاع عن الوطن، وقال: انتصرنا على الإرهاب نصرًا مبينًا بعد سنوات من الصبر والقتال”، وتابع أن “جيل اليوم والمستقبل لن ينسى تضحيات أبطال الكرامة الذين أعادوا لليبيا الحياة بوابل من الرصاص اتجاه الإرهاب، مضيفاً “نؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة ولن نعترض على أي مواطن ليبي يرى بنفسه الكفاءة للترشح للانتخابات”.

وشدد القائد العام للجيش على دعمه كل المبادرات التي تهدف لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، مؤمنا بأن القرار للشعب، والصندوق هو الحكم بين المترشحين، وأوضح أنه بالرغم مما تحقق من إنجازات على الصعيد العسكري وفي مجالات التنمية ظل المسار السياسي يتراجع للوراء، مشددا على ضرورة العمل سويا رغم التحديات لبناء الدولة التي يتطلع لها الليبيون، ومردفا أن الشعب سيد فوق أرضه ولا يُسمح لأحد أن ينصّب نفسه وصيًا عليه، مشيرا أن الشعب سيبقى رغم كل الفتن متآخيا ومترابطا.

وأشرف المشير حفتر على استعراض عسكري كبير في مدينة بنغازي بحضور رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس الحكومة المنبثقة عن البرلمان أسامة حماد ورئيس أركان القوت المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة عيسى سيف المزروعي وعدد من الوزراء والنواب والدبلوماسيين العرب والأجانب والقادة العسكريين والأمنيين.

احتفالات الذكرى العاشرة لمعركة الكرامة كشفت عن قطيعة غير قابلة للوصل بين طرابلس وبنغازي

وقال حفتر: “على الرغم مما تحقق من إنجازات على الصعيد العسكري والأمني، وفي مجالات التنمية والبناء ظل المسار السياسي يراوح مكانه، اجتماعات تليها اجتماعات، وفود تذهب وتجيء، وبيانات ساخطة تليها بيانات أشد سخطا ووعود فارغة”، معتبرًا أن ذلك “منهج مخطط له بعناية فائقة ليبقى الحال على ما هو عليه”.

وأوضح: “هم يخشون الانتخابات، لأن الديمقراطية سترمي بهم خارج دائرة التاريخ، وحجتهم في ذلك أننا عسكريون”، متابعًا: “نعم نحن عسكريون في ميادين القتال.. ولكننا مدنيون في مجالات البناء والإعمار”، وأكد: “نحن مدنيون على دعمنا اللامحدود للحكومة الدستورية الشرعية ومؤسساتها كي ترقى بمستوى أدائها، ونحن مؤمنون بالديمقراطية والتبادل السلمي على السلطة، ومدنيون بدعمنا لكل المبادرات التي يهمها إجراء انتخابات نزيهة وشفافة”.

وتابع حفتر: “لقد منحنا الفرص أكثر مما ينبغي، على أمل أن يتطور المشهد السياسي بالتوافق والتراضي، وطلبنا من كل القوى الوطنية بمنح المسار السياسي وقتا إضافيا، وندعوهم من جديد للعمل الجاد لتصدر المشهد والإجماع على رؤية وطنية جامعة تضمن وحدة البلاد وبناء الدولة، تحت راية الحرية والديمقراطية وفي حماية ودعم القوات المسلحة”.

وأشار القائد العام إلى أنه: لولا القوات المسلحة، ما شهدنا مشروعات الإعمار وإعادة البناء في ليبيا، مؤكدا التزامه بدعم كل مبادرات إجراء انتخابات نزيهة وشفافة إيمانا بأن القرار للشعب في اختيار من يحكمه.

وأوضحت أوساط ليبية مطلعة أن احتفالات الذكرى العاشرة لمعركة الكرامة كشفت عن قطيعة غير قابلة للوصل بين طرابلس وبنغازي، تأكدت من خلال عدم حضور أي مسؤول من المنطقة الغربية أو ممثل للمجلس الرئاسي أو حكومة الوحدة الوطنية للاحتفال الذي يحيل على سنوات طويلة من الحرب الدامية في مواجهة الإرهاب.

وأشارت الأوساط إلى أن حالة الانقسام كانت واضحة، وهي تتعمق أكثر بمرور الأشهر والسنوات، مردفة أن المشير حفتر حاول أن يكون أكثر مرونة في خطابه في قراءته للواقع، لكن ذلك لم يكن كافيا لإظهار الوضع السياسي والاجتماعي على غير حقيقته.

وأكد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الخميس، أن الجيش الليبي قدم الواجب الوطني لإعادة الأمن والأمان في البلاد، وقال في كلمة بالمناسبة: “نثني على جهود قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر ونجاحه في تأسيس مؤسسة عسكرية”، معتبرا أن ”المشير حفتر نجح في بناء مؤسسة عسكرية رغم الحرب والظروف الصعبة وأصبح لدينا جيش يحمي الأرض من النفوذ الأجنبي”.

وأضاف صالح: ”الجيش الوطني أكد أن ليبيا ليست قابلة للتصرف أو المساومة، حيث استطاع حماية الأرض والدولة من التدخلات الأجنبية وإعادة الروح لبناء الدولة”، ورأى أن: ”القائد العام استطاع نقل البلاد من مرحلة الحرب إلى مرحلة الازدهار والنمو”، لافتا إلى أن “الجيش الوطني استطاع محاربة الإرهاب في كافة المدن الليبية، وأبناء المؤسسة العسكرية قدموا روحهم فداء للبلاد”.

4