الدار البيضاء عاصمة للكتاب ومعرضها يحتفي بجوائز أدبية عربية وعالمية

أعلن وزير الثقافة والاتصال في المغرب عن العناوين الكبرى للبرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، في دورته الخامسة والعشرين، التي تقام في الفترة من السابع إلى السابع عشر من فبراير الحالي، كما كشف الوزير محمد الأعرج في ندوة صحافية أقيمت صباح الجمعة عن تفاصيل هذه الدورة وجديدها وأهم فقراتها الثقافية، إلى جانب اللقاءات الخاصة بضيف الشرف، حيث تحل إسبانيا ضيفة على الدورة الحالية من المعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة الاقتصادية للمملكة، وقد تحولت إلى عاصمة عربية للكتاب في هذا الشهر.
الدار البيضاء (المغرب) – بمشاركة 700 عارض يمثلون 40 دولة، وبمشاركة 350 مفكرا وأديبا وشاعرا، تنطلق في السابع من هذا الشهر فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب في مدينة الدار البيضاء، هذا ما أعلن عنه وزير الثقافة والاتصال في المغرب محمد الأعرج في الندوة الصحافية الجمعة، وهو يكشف تفاصيل دورة جديدة من هذه التظاهرة الثقافية العربية والدولية.
تظاهرة صارت ملتقى للكتاب والمبدعين من وعبر العالم، وموعدا للإعلان عن أهم الجوائز الثقافية المحلية والعربية والعالمية، ومنها جائزة القراءة في المغرب وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في العالم العربي وجائزة الأركانة العالمية للشعر.
إسبانيا ضيفة شرف
وقع الاختيار هذه السنة على الثقافة الإسبانية لتحل ضيفة شرف على معرض البيضاء للنشر والكتاب. اختيار يؤكد مرة أخرى عمق الحوار الثقافي العربي الأوروبي، كما يرسخه الجوار الإسباني المغربي عبر الجغرافيا والتاريخ.
وتحل ثقافة سيرفانطيس ضيفة على الثقافة المغربية والعربية، عبر سلسلة من اللقاءات والندوات، ومن خلال استضافة أعلام الثقافة الإسبانية المعاصرين، كما يشهد المعرض مشاركة دور نشر ومؤسسات ثقافية إسبانية تعرض آخر الإصدارات والإبداعات الناطقة باللغة القشتالية.
وبحسب الوزير محمد الأعرج، فإن حلول إسبانيا ضيفة شرف في هذه السنة إنما “يأتي في سياق يؤكد رسوخ العلاقات التاريخية والثقافية بين المغرب وجارته الشمالية، بما يجمعهما من إرث حضاري مشترك ضارب في أعماق التاريخ، ورهانات مستقبلية مرتبطة بجوار جغرافي، يمثل فيه البلدان معا همزة وصل بين ضفتي المتوسط، الأمر الذي يجعل من هذه الاستضافة مناسبة أخرى لتبادل التأثير والتأثر بين الثقافتين المغربية والإسبانية، عبر مجموعة من الأسماء الفكرية والإبداعية الإسبانية”.
ويشهد معرض البيضاء تنظيم سلسلة من الندوات واللقاءات الأدبية والنقدية والفكرية، تلامس قضايا عديدة وإشكالات جديدة مطروحة للنقاش في الفضاء الثقافي العمومي، ومنها ندوة “القراءة من الورقي إلى الرقمي”، وندوة “اللغة العربية والتعدد اللغوي في المغرب”، و”علم السياسة: أسئلة مغربية”، و”القدس: من أجل وعي دولي إنساني بتاريخها وبإرثها المشترك”، و”الأدب الأذربيدجاني وآثاره في الآداب الإنسانية”، و”اللغة والحث التاريخي”، وندوة حول الكتاب الأمازيغي، وأخرى عن التحولات المجتمعية في عيون السوسيولوجيا، ويشارك في هذه المحاور باحثون ونقاد مغاربة وعرب وأجانب، يقدمون وجهات نظرهم وتصوراتهم، كل من موقع تخصصه الأكاديمي وانشغاله المعرفي.
كما يتضمن البرنامج الثقافي للمعرض سلسلة ندوات تنعقد تحت مسمى “تجارب في الكتابة”، الأولى بعنوان “مختبر الكتابة الشعرية”، بمشاركة محمد عناد النبهان من الكويت ويوسف وهبون ورشيد الياقوتي وعزالدين بوركة من المغرب، والثانية عن “الرواية موئلا” بمشاركة يحيى يخلف من فلسطين وواسيني الأعرج من الجزائر وعبدالمجيد سباطة من المغرب، وندوة ثالثة عن “النص بطلا سينمائيا”، بمشاركة مختار سعد شحاتة من مصر وخيري الذهبي من سوريا والبشير الدامون من المغرب، ورابعة عن “رحلة النص وعودته” مع كاميران الحاج من سوريا وتشن تشنغ من الصين وسناء الشعيري من المغرب.
كما ستقام ندوة تحت عنوان “من الأدب إلى الصحافة: الخيط الخفي”، وندوة عن الترجمة، وندوة “من النص إلى الخشبة” وندوة “القصة القصيرة: متعة الحكي” بمشاركة باحثين ومبدعين ومترجمين مغاربة.
جائزة ابن بطوطة
خلال السنوات الأخيرة، صارت فقرة الإعلان عن جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة من اللحظات الأساسية الكبرى في برنامج المعرض الدولي للنشر والكتاب في المغرب.
والجائزة التي يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي سيتم الإعلان عن المتوجين بها في حفل خاص، بحضور وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج ومدير المركز العربي للأدب الجغرافي ومدير الجائزة الشاعر السوري نوري الجراح، وبحضور أعضاء لجنة تحكيم الجائزة والمتوجين بالجائزة في مختلف فروعها.
ويتعلق الأمر بجائزة التحقيق وجائزة الترجمة وجائزة الرحلة المعاصرة “سندباد الجديد” وجائزة “اليوميات”، بينما حجبت لجنة التحكيم جائزة “الدراسات” برسم هذه السنة.
وبمشاركة الفائزين التسعة بالجائزة في دورة 2019، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم، تقام ندوة عن أدب الرحلة، ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق” بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال في المغرب.
وإلى جانب جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، يشهد المعرض تنظيم أمسية للشاعر اللبناني وديع سعادة، المتوج هذه السنة بجائزة الأركانة العالمية للشعر، التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، إلى جانب فقرة “أسماء فوق البوديوم”، التي تحتفي بالكتاب المغاربة الذين حصلوا على جوائز أدبية وفكرية مرموقة.
وسيكون الموعد هذه السنة مع البلاغي المغربي محمد مشبال، المتوج بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن كتابه “في بلاغة الحجاج”، والروائية عائشة البصري الحائزة على جائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة للكتاب، في دورته الأخيرة، عن روايتها “الحياة من دوني”، كما يشهد المعرض حفل “جائزة القراءة”، والذي تقيمه “شبكة القراءة في المغرب” بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية.
وتواصل دار الشعر بتطوان تنظيم “ليالي الشعر” في معرض البيضاء منذ ثلاث سنوات، وقد اختارت هذه المرة إقامة أربع ليال شعرية فنية، ويشارك في الليلة الأولى الشاعر العراقي خالد المعالي والشاعرة السورية خلود شرف والشاعران المغربيان أحمد عصيد وعياد ألحيان، ويحيي هذه الليلة الطفل الفنان حمزة لبيض في موشحات أندلسية وخالدات عربية، رفقة الفرقة الموسيقية برئاسة الفنان رشيد زروال.
أما الليلة الثانية فتشهد مشاركة أربعة شعراء مغاربة، وهم بوعزة الصنعاوي وفؤاد شردودي وجمال الموساوي وجمال بودومة، وتحيي هذه الليلة فرقة “أفنان” للعزف على آلة القانون برئاسة عبدالناصر مكاوي.
وتشارك في الليلة الثالثة الشاعرة الصربية ماتيا بيكوفيتش والشاعر الكوبي فيكتور رودريغيث نونيس والشاعرة المغربية فاتحة مرشيد والشاعر الزجال مولاي عبدالعزيز الطاهري، إلى جانب عروض موسيقية فنية، بينما يشارك في الليلة الرابعة الشاعر الفلسطيني غسان زقطان والتونسي المنصف الوهايبي والشاعران المغربيان محمد علي الرباوي وإدريس عيسى، مع مرافقة موسيقية فنية.
ساعات مع الكتاب
“ساعة مع كاتب” هي فقرة دأب فيها المعرض على استضافة كتّاب ومبدعين، في لقاء خاص يستعرض تجربة الضيف في الكتابة وعلاقته بما يكتب، وسيحل ضيفا على هذه الفقرة كل من الروائي اللبناني إلياس خوري والشاعر المصري رفعت سلام والروائي المغربي الميلودي شغموم والكاتب العراقي صموئيل شمعون والكاتب المصري إبراهيم عيسى.
كما تقام في معرض البيضاء مجموعة من الفقرات الأدبية والثقافية، ومنها فقرة “الكاتب ومترجمه”، وفقرة “أصوات جديدة في الكتابة”، وفقرة “في حضرة كتاب” وفقرة “ذاكرة”، من خلال لقاءين؛ الأول عن الشاعر مولاي علي الصقلي مبدع النشيد الوطني المغربي ومبدع شعر الأطفال في المغرب، والثاني عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش في الذكرى العاشرة لرحيله. كما تحتضن أروقة العرض توقيع المئات من الإصدارات الأدبية
والفكرية التي يعرضها الناشرون في دورة استثنائية هي الدورة الخامسة والعشرون من المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدار البيضاء، ليحتفي المعرض هذا العام بيوبيله الفضي.
وضمن فقرة “في حضرة كتاب”، يلتقي جمهور المعرض مع أسماء بارزة في الثقافة المغربية، تقدم آخر إصداراتها، من بينهم الطاهر بن جلون وعبدالفتاح كيليطو ومحمد برادة وعبدالإله بلقزيز ومحمد الأشعري وأحمد المديني ولطيفة لبصير وعبدالسلام بنعبدالعالي وبنسالم حميش وحسن رشيق ومبارك ربيع وزهور كرام وحسن إغلان.