"الحصان الأبيض" للبنانية هدى عيد تضيء حياة المراهقين

المجموعة القصصية تتألف من خمس قصص قصيرة جاءت تحت عناوين "الحصان الأبيض"، "الهدية"، "الغاضب"، "صراخ لانا"” و"نُو إنغلش".
السبت 2021/11/20
مواقع التواصل غيّرت القيم (لوحة للفنان فؤاد حمدي)

بيروت - تندرج المجموعة القصصية الجديدة “الحصان الأبيض وقصص أخرى” للروائية اللبنانية هدى عيد ضمن إطار الحقل التربوي الذي يستهدف فئة اليافعين، حيث يتم استحضار هموم هذه الفئة العمرية المحيَّرة بأسئلتها العفوية وعوالمها الخاصة في ظل متغيرات الحياة المعاصرة والسياق الثقافي الحاضن لها، وخاصة زمن منصات التواصل الكاسح للقيم التقليدية التي يجاهد الأهل للحفاظ عليها.

ويتمّ إظهار خطاب النص في بناء قصصي متعدّد الوظائف من حيث المواقف والأفكار والتوقعات وفي سياقات حكائية متنوعة ومتعدّدة وطريفة أحيانا.

وفي الرواية الصادرة حديثا عن الدار العربية للعلوم “ناشرون” تتّخذ القصة القصيرة العربية تنويعا جديدا في وظيفة الأدب وغايته، وبما يمكن وصفه كتابة نوعية سواء على مستوى الشكل أم المضمون، أم على مستوى التوليف النصي والحواري الذي حوّل كل قصة من قصص المجموعة إلى قيمة وظيفية وتربوية وثقافية في آن معا.

استهداف فئة اليافعين

وتقول الأكاديمية اللبنانية هدى المعدراني في قراءة نقدية للمجموعة القصصية “تضيء هذه القصص -كلّ بحسب موضوعها- على حياة المراهق، وتوضّح له مآزمه النفسية، وتوقظ فيه عنفوان شبابه، وثورته وتمرّده، وجنونه وجموحه، وانطلاقته وحبّه للتفوّق. وتعكس تقلباته المزاجيّة ورفضه الآخر النمطي، وتبيّن استغاثته الصامتة بأبويه، وحاجته إليهما”.

وتتابع “تتمثّل في القصص حركية الشباب مقابل سكون الكبار، وتُظهر القصص شغف الشباب بالجديد الذي يشدّد على دور الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستثمار تقنياتها، كما لا يهمل السرد أن يبثّ بين طيّاته قيما أخلاقية عديدة”.

وتضيف “بالمقابل فإن هذه المجموعة القصصية تسعى في مجمل رسائلها الضمنية إلى إشراك القارئ بدافع تنمية ذوقه الجمالي، وانتقاله من دور المتقبّل النمطي إلى الدور التفاعلي الذي يحاور النص ويملأ فيه المسكوت عنه”.

وتتألّف المجموعة القصصية من خمس قصص قصيرة جاءت تحت عناوين “الحصان الأبيض”، “الهدية”، “الغاضب”، “صراخ لانا” و”نُو إنغلش”.

وهدى عيد حائزة على ماجستير في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية، الفرع الأول ببيروت، أستاذة مادة الأدب لصفوف المرحلة الثانوية، أخرجت ثلاث مسرحيات للمسرح المدرسي: هي “مغامرة رأس المملوك جابر” (2003)، و”حنظلة” (2004) و”طقوس الإشارات والتحوّلات” للمسرحي السوري سعدالله ونّوس (2005).

صدر لها عن “دار الفارابي”، “في بلاد الدخان”، (طبعة أولى في 2001، وطبعة ثانية في 2011) و”الحياة في الزمن الضائع” (2006)، و”ركام” (2009)، و”نوّارة” (2011)، و”حياة أخرى” (2012) و”سلطان وبغايا” (2015).

13