الحشيش آخر المتهمين بتأجيج أزمة التغيرات المناخية

الزراعة الداخلية في كولورادو تصدّر ما يقدر بنحو 1.7 في المئة من انبعاثات الغازات الدفئية السنوية على مستوى الولاية، على غرار تعدين الفحم.
الجمعة 2021/03/12
صانعو السياسات والمستهلكون في قفص الاتهام

يتهم باحثون أميركيون مستهلكي الماريجوانا ومقنّنيها بالتسبب في تأجيج أزمة التغيرات المناخية، وذلك بتجاهلهم التكلفة البيئية لزراعة هذه النبتة داخل الأماكن المغلقة، لافتين إلى أنها المصدر الرئيسي للاحتباس الحراري.

كولورادو (الولايات المتحدة) – توصّل باحثون في جامعة ولاية كولورادو الأميركية إلى أن ازدهار إنتاج الماريجوانا في الأماكن المغلقة في الولايات المتحدة هو مصدر رئيسي ومتزايد لانبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري.

وتضاعفت الصناعة التي تبلغ قيمتها 13.6 مليار دولار أربع مرات تقريبا منذ سنة 2012 عندما أصبحت واشنطن وكولورادو أول ولايتين تفتحان الأبواب أمام الاستهلاك غير الطبي.

وكانت كولورادو أول ولاية بدأت متاجرها في عام 2014 في بيع الماريجوانا للمستهلكين بعد أن أصبح القانون يسمح بذلك. وقال الباحثون في الدراسة إن صانعي السياسات والمستهلكين تجاهلوا التكلفة البيئية للزراعة الداخلية المتعطشة للطاقة إلى حد كبير.

وتسمح ما يقرب من ثلث الولايات الأميركية بالاستخدام غير الطبي، في حين أن القنب الطبي قانوني في حوالي الثلثين. وبات في وسع سكان العديد من الولايات ومن بينها مين وإيلينوي وكاليفورنيا شراء الماريجوانا بشكل قانوني للاستخدام الترفيهي.

وأفاد المؤلف المشارك للدراسة جيسون كوين، أن في كولورادو تصدر الزراعة الداخلية ما يقدر بنحو 1.7 في المئة من انبعاثات الغازات الدفئية السنوية على مستوى الولاية، على غرار تعدين الفحم.

ومن بين المساهمين الكبار، ذُكرت التدفئة والتهوئة وتكييف الهواء اللازمة للحفاظ على الظروف المناسبة لازدهار النباتات.

وتشير الأبحاث الأولية إلى أن مستوى الانبعاثات لكل 0.1 غرام من الحشيش (حوالي ثلث السيجارة الواحدة) يبقى أكبر بكثير من مستوى انبعاثات كأس المشروبات الروحية أو القهوة أو السجائر العادية.

Thumbnail

وأضاف كوين “لقد فوجئنا بشدة بمدى التأثير الكبير. وهناك فرصة حقيقية هنا للحد من هذا التأثير. يمكن للمستهلكين البدء في التساؤل: هل يُنتج القنب الذي أستهلكه في الداخل أم في الخارج؟”.

وأظهرت الدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر سستينابيليتي” أن الانتقال إلى البيوت الزجاجية يمكن أن يقلل الانبعاثات بنسبة 42 في المئة. كما يمكن أن تصل هذه النسبة إلى 96 في المئة عند اعتماد الزراعة الخارجية.

وكشف البحث عن تباين كبير في الانبعاثات في جميع أنحاء البلاد، وداخل بعض الولايات، مع الزراعة الداخلية في المناخات المعتدلة التي تتطلب تدفئة أو تكييف هواء أقل للحفاظ على درجات الحرارة والرطوبة الملائمة.

وبعد إعادة دخولها في اتفاق باريس للمناخ تتمثل إحدى المهام الرئيسية للولايات المتحدة، بتحديد هدف أميركي لخفض الانبعاثات لسنة 2030 وإنتاج خطة عمل وطنية أقوى للمناخ.

ولفت المؤلفون إلى أن إنتاج 28 غراما من الحشيش المجفف في شرق أواهو في هاواي كان مساويا تقريبا لحرق 60 لترا من البنزين، مما يُصدر أكثر من ضعف الانبعاثات الناتجة عن زراعة نفس الكمية في جنوب كاليفورنيا.

واقترحوا على الولايات التي قررت بالفعل إضفاء الشرعية على هذه الزراعة أن توجّه الإنتاج الداخلي نحو المناطق ذات المناخ الأمثل، بينما يجب على تلك التي تقنن الزراعة في المستقبل أن تفكر في تجنب الإنتاج في الأماكن المغلقة.

ومع ذلك، قالوا إن تبديل الإنتاج وتحويله إلى الهواء الطلق يمكن أن يخلق مخاوف أمنية ويصعّب على المزارعين إنتاج محاصيل متعددة في السنة وضمان الاتساق.

وهذا ما قد يزيد من متاعب منتجي القنب الذين واجهوا منذ السماح بزرع هذه النبتة في الولايات المتحدة سنة 2018، أوضاعا كثيرة لم تكن في الحسبان، فبالإضافة إلى اللصوص، اضطر هؤلاء إلى مواجهة تشبّع السوق والظروف الزراعية المعقدة والشكوك لدى رجال الشرطة وواجب إحراق المحاصيل فور بلوغها نسبا مرتفعة من رباعي هيدرو كانابينول.

وقد أقر مجلس النواب الأميركي، في ديسمبر الماضي، مشروع قانون إصلاحي شامل من شأنه إلغاء تجريم الماريجوانا على المستوى الاتحادي ويمحو العديد من السجلات الجنائية غير العنيفة.

24