الحريري: الاعتذار عن التكليف خيار مطروح

أوساط سياسية لبنانية ترى أن قرار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بالاعتذار عن تشكيل الحكومة يبقى رهين ما ستسفر عنه تحركات رئيس مجلس النواب.
السبت 2021/06/19
انسداد سياسي

بيروت- أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الجمعة أن تشكيل الحكومة المقبلة “أولوية” له مع إبقاء اعتذاره عن التكليف “خيارا مطروحا إذا كان يسهّل ولادة حكومة جديدة”.

وجاء موقف رئيس الوزراء المكلف بعد لقاء جمعه في بيت الوسط بالسفيرة الأميركية لدى بيروت دوروثي شيا.

وقال الحريري في تغريدة على حسابه على تويتر:

وترى أوساط سياسية لبنانية أن قرار الحريري بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة يبقى رهين ما ستسفر عنه تحركات رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتشير هذه الأوساط إلى أن هذه الخطوة في حال تحققت، وهو أمر مستبعد على الأقل في الظرف الراهن، فذلك سيكون عبر تنسيق وتفاهم مع بري الذي أظهر في الفترة الأخيرة دعما كبيرا للحريري في مواجهة ما يتعرض له من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون وظهيره السياسي التيار الوطني الحر.

ودخل بري مؤخرا في حرب بيانات مع رئاسة الجمهورية بعد انتقادات وجهتها الأخيرة له بسبب دعمه للحريري وتحركاته لحلحلة الأزمة الحكومية، وهو ما رأت فيه الرئاسة محاولة لحشرها في الزاوية وتعديا على صلاحياتها. وكان رد بري حازما حينما شدد على أن رئيس الوزراء المكلف هو من له الصلاحية في عملية التأليف، وأن اختيار الحريري من مهام المجلس النيابي لا غيره.

زيارة جوزيب بوريل تحمل رسالة تحذير من أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات

وكلف الحريري في أكتوبر الماضي بتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الماضي، لكن جهوده باءت بالفشل في ظل إصرار فريق رئيس الجمهورية على فرض رؤيته للتشكيل والحصول على الثلث المعطل.

وقدم الحريري للرئيس عون في 9 ديسمبر الماضي تشكيلة حكومية من 18 وزيراً لم يقبل بها الرئيس.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري أطلق بري مبادرة لحل أزمة تشكيل الحكومة تقوم على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيرا، من دون أن يحصل أي من الفرقاء السياسيين على “ثلث معطل”، الأمر الذي لا يلقى قبولا لدى عون وحزبه.

ويقول الحريري إن عون يحاول الحصول على “الثلث المعطل” لفريقه بما يسمح له بالتحكم في قرارات الحكومة.

ويثير هذا الانسداد السياسي مخاوف اللبنانين لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتخبط فيها لبنان والتي يصنفها البنك الدولي على أنها إحدى أسوأ الأزمات الدولية خلال مئة وخمسين عاما.

ويبدي اللبنانيون تشاؤما حيال إمكانية نجاح بري في كسر الجمود الحكومي الحاصل على ضوء ما حدث من تراشق بينه وبين رئاسة الجمهورية.

ويراهن اللبنانيون على المزيد من الضغط الخارجي في وقت تستعد فيه البلاد لاستقبال المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي تقول أوساط مطلعة إن زيارته ستتضمن توجيه رسائل تحذير من أن الاتحاد قد يضطر إلى تبني خيار العقوبات كورقة للضغط على السياسيين لتشكيل حكومة.

2