"الحرقة" مسلسل تونسي ضخم يغيب عن رمضان

مسلسل يتطرق إلى قضية الهجرة غير الشرعية من زاوية خارجة عن المألوف.
الاثنين 2020/04/27
معاناة من الأرض إلى البحر

تونس – يقدم صناع مسلسل “المايسترو” الذي لاقى نجاحا في رمضان السنة الماضية تجربة درامية تونسية جديدة في 2020، يلتقي خلالها مجددا المخرج الأسعد الوسلاتي والسيناريست عمادالدين حكيم مع شركة “دي جي برو” في تنفيذ الإنتاج ومؤسسة التلفزة التونسية على مستوى الإنتاج.

ومن المنتظر أن يفتح “حرقة”، الذي سيعرض في البرمجة الشتوية للتلفزة الوطنية، المجال أمام الدراما التونسية للعرض خارج رمضان، ليكسر بذلك موسمية المسلسلات التونسية التي لا تنتج إلا بالتزامن مع رمضان.

وقد اتخذ القائمون على العمل قرار تعليق التصوير وتأجيل العرض إلى الموسم الشتوي عوضا عن رمضان احتراما لقرار الحجر الصحي الشامل الذي اتخذته تونس منذ شهر مارس الماضي للتوقي من انتشار فايروس كورونا المستجد.

كما يأتي قرار التأجيل حفاظا على سلامة فريق العمل والمقاييس الفنية للمسلسل الذي صورت أكثر من ثلث مشاهده في الماء، كما يضم عددا كبيرا من ممثلي “الكومبارس”.

وتعني كلمة “حرْقة” باللهجة التونسية الهجرة غير الشرعية، والتي اصطلح على تسميتها باسم “حرقة” الذي يحمل دلالات كثيرة من اختراق القانون ومن خطر الموت والانطلاق نحو المجهول.

مسلسل “حرقة”، الذي يستكمل تصوير مشاهده المتبقية في نهاية شهر مايو أو بداية يونيو القادم بعد انتهاء الحجر الصحي، يجمع في أحداثه عددا من أبطال مسلسل “المايسترو” في طرح لقضية الهجرة السرية من منطلقات مغايرة للمضامين السائدة وفي رؤية تسلط الضوء على معاناة المهاجرين غير الشرعيين من تونسيين وأفارقة، من مفقودين في عرض البحر وناجين في مراكز الحجز بعد وصولهم إلى التراب الإيطالي.

“حرقة” أيضا رؤية فنية لقضايا اجتماعية حارقة تعرضه التلفزة الوطنية التونسية بعد رمضان في إخراج للأسعد الوسلاتي سيناريو عمادالدين حكيم ويجسد أدوار العمل عدد من أبطال “المايسترو” على غرار وجيهة الجندوبي، رياض حمدي، مالك بن سعد، مريم بن حسن، سناء الحبيب وحكيم بومسعودي وذلك إلى
جانب عائشة بن أحمد، الفنان عبداللطيف خيرالدين، محمد حسين قريع، مهذب الرميلي، ريم حمروني، أسامة كشكار ونبيل شاهد إَضافة إلى عدد من الممثلين الأجانب المشاركين في أحداثه.

وفي كلمة نشرها المخرج الأسعد الوسلاتي على صفحته في فيسبوك أكد أن قرار تأجيل المسلسل جاء بعد تفكير عميق لكنه خير فقط نشر “تيزر” المسلسل، مؤكدا أنه وكل الفريق كانوا يحلمون بدخول بيوت التونسيين في رمضان.

وفي كلمته لفت الوسلاتي إلى أنه إن كان قد تطرق في رمضان السنة الفارطة لقضية أطفال صغار عاشوا تجربة الإصلاحية وقساوتها في مسلسل “المايسترو”، فإنه في عمله الجديد “حرقة” يحكي عن معاناة من نوع آخر، القارب والبحر والهجرة السرية والطريق إلى المجهول، الأم التي تبكي والأب الذي يبحث من مكان إلى آخر على أمل صغير بأن يجد ابنه حيا كان أو ميتا.

وتمنى الوسلاتي النجاح لكل مخرج وتقني وممثل حارب وقاوم ليوصل عمله في شهر رمضان.

14