الحج هدية السعودية لأقارب ضحايا الإرهاب بنيوزيلندا

نك بيري
ويلينغتون (نيوزيلندا)- قالت آية العمري إنها تشعر بأن أخاها سيرافقها وستذكره في صلاتها ودعواتها عندما ستسافر إلى مكة الشهر المقبل للمشاركة في أداء فريضة الحج السنوية.
وتعدّ آية واحدة من 200 فرد من أقارب الناجين من إطلاق النار الذي طال مسجدين في كرايستشيرش، والذين سيسافرون إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي سيدفع جميع تكاليف السفر والإقامة بالنيابة عنهم.
وودّع السفير السعودي في نيوزيلندا، عبدالرحمن السحيباني، الجمعة الحجاج في مسجد النور، أين قتل مسلح 51 شخصا في مارس الماضي. وذكرت العمري أن السفير سلّم ملابس الإحرام للرجال وأخبر النساء بأنهن سيحصلن على كل ما يحتجنه عندما يصلن إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت “إنه لشرف كبير أن يرعى العاهل السعودي هذه الرحلات”، وتشير وثائق تأشيرتها إلى أنها تسافر كـ”ضيفة خادم الحرمين الشريفين”.
وترى أن الهدية جاءت في الوقت المناسب إذ ستساعدها على التغلب على حزنها خلال عيد إسلامي مهم. وأضافت أنها كانت تحلم بالسفر للحج قبل الزواج، وأشارت إلى هذه المبادرة بأنها نعمة لها ولأسرتها.
كما قالت إنها كانت متوترة في البداية، حيث لم تعرف المشاركين الآخرين لأن الكثير من صديقاتها قتلن خلال الهجمات التي شنت على المسجدين. وتابعت “إنها رحلة صعبة، يتخللها الكثير من المشي في الطقس الحار. لكن هذه المصاعب تبقى سطحية، حيث ستتفوق قيمة الفريضة عليها كلها”.
وذكرت آية أنها سافرت مع شقيقها ووالديها إلى مكة المكرمة عندما كانت صغيرة لأداء مناسك العمرة، أو ما وصفته بالحجة الصغرى.
من جهته، قال لطيف حلبي، وهو إمام مسجد لينوود، أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم، إنها ستكون رحلته الثالثة إلى مكة ولكنها حجته الأولى. وقال إنه مسرور بتعاون الحكومة النيوزيلندية مع السعودية لمساعدة الجالية المسلمة في كرايستشيرش على تجاوز المأساة. وأضاف “بمرور الوقت، سيتغلب المسلمون على الألم الذي لحقهم. لكن، سيستغرق ذلك سنوات إذ لن يروا أفراد أسرهم مرة أخرى”.
وكانت المملكة العربية السعودية من أكثر الدول التي شجبت الحادث الإرهابي الشنيع الذي استهدف المصلين في مسجدَيْن بنيوزيلندا ووصفته بأنه عمل جبان مخالف لقيم الأديان والتعايش.
وكان موقفها على لسان السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل في كلمة السعودية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقد في جنيف رافضا للإرهاب بكل أشكاله.
وقال السفير الواصل إنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، إنها تأتي ضمن سلسلة أحداث عنصرية وعرقية متتالية، تتغذى من ثقافة الكراهية والعنصرية والعنف والإرهاب والتطرف، وثقافة الإسلاموفوبيا ضد الأقليات والأعراق المتنوعة والمهاجرين في بعض الدول.
وأضاف الواصل بأن الحادث الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا يؤكد أن الإرهاب لا دين ولا عرق له، وترفضه الإنسانية جمعاء، وعلينا جميعا أن نتحد ونقف صفًّا واحدًا لمحاربة الكراهية والتطرف اللذين يتسببان في قتل الأبرياء.