الجيش البريطاني يخوض حربه القادمة ضد الأخبار الكاذبة

إدماج خبراء الإنترنت مع الأفراد المنتمين إلى فرق المخابرات في فرقة سادسة مهمتها معالجة المعلومات المضللة والأخبار المزيفة بفعالية أفضل.
الجمعة 2019/08/02
تغير طبيعة الحرب

لندن - اتحد خبراء الإنترنت مع خبراء وكالات الاستخبارات لمحاربة آفة الأخبار الكاذبة التي أصبحت سلاحا في هذه الحرب الجديدة التي تغيرت طبيعتها.

وجمع الجيش البريطاني قراصنة الإنترنت والمتخصصين في بث الدعاية في قسم واحد، كجزء من هدف يعكس الاعتقاد السائد الذي يدّعي بأن “الحدود بين السلام والحرب تضمحل”.

وسيدمج خبراء الإنترنت مع الأفراد المنتمين إلى فرق المخابرات في فرقة سادسة أعيد إنشاؤها. وستجمع هذه الفرقة قوات برية لشن عمليات سرية من النوع الذي تنظمه القوات الخاصة.

وقال الملازم إيفان جونز، وهو قائد وحدة عسكرية ضمن القوات المسلحة البريطانية، إن الخطة تعكس حقيقة “تغير طبيعة الحرب” وأن الحدود بين الحرب التقليدية والعصرية أصبحت غير واضحة.

وتتمثل إحدى المهام الأولى المسندة إلى الوحدة الجديدة في معالجة المعلومات المضللة والأخبار المزيفة القادمة من روسيا وغيرها من البلدان الأخرى بفعالية أفضل. فعلى سبيل المثال، في نهاية تدريباتهم الأخيرة في كرواتيا، نشرت قصص تفيد بأن الجنود البريطانيين حاولوا اختطاف طفل من البلاد، لكن السكان المحليين تفطنوا إلى عدم صحة ذلك.

وقال مصدر عسكري “وقعت بعض الحوادث بعد التدريبات، وانتشرت قصص عن جنود اتهموا بالضلوع في أعمال التخريب أو التبول في الأماكن العامة. وبالغ مؤلفو هذه القصص فيها على الإنترنت وبدأت تظهر في وسائل الإعلام المحلية. نحن بحاجة إلى أشخاص يمكنهم مواجهة ذلك بسرعة”.

ومع ذلك، وحسب مصادر مطلعة من الجيش، استغلت الأخبار الكاذبة بالموصل في العراق للتضليل المتعمد الهادف

لتقويض تنظيم الدولة الإسلامية. ورفضت المصادر تقديم المزيد من التفاصيل عن هذه النقطة لأسباب أمنية.

وانتهت العمليات الحربية البريطانية في العراق وأفغانستان منذ أكثر من 5 سنوات. وبينما يشارك الجيش الآن في بعض المهام السرية في بعض البلدان، أصبحت العمليات القتالية التقليدية نادرة في الحرب الحديثة.

من المرجح أن تشارك القوات العسكرية البريطانية في عمليات حفظ السلام والأمن، مثل قيادة مقاتلي حلف الناتو على الحدود التي تفصل بين روسيا وإستونيا، أو المشاركة في عمليات في مناطق من العالم أين يعتبر الوجود البريطاني الظاهر أمرا مرغوبا فيه من الزاوية السياسية.

لكن، يرى البعض أن ساحة القتال انتقلت إلى المساحات الإلكترونية والمعلوماتية، وخاصة في المعركة مع روسيا ومع دول مثل الصين وإيران، حيث يتمثل السؤال الأساسي في ما إذا كان يمكن للمملكة المتحدة أن تلعب دورا لضمان استمرار تحالف دول شرق أوروبا مع الغرب؟

في وقت سابق من السنة الحالية، جادل الجنرال السير مارك كارلتون سميث، الذي يشغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة، بأن حالة السلام أو الحرب لم تعودا بنفس الأهمية لأن الأنظمة الاستبدادية أصبحت “تستغل المساحة الموجودة بينهما”.

وشكّلت الفرقة السادسة خلال عملية إعادة التنظيم ضمن ميزانية الدفاع الحالية، في وقت أصبح فيه إجمالي أعداد القوات في أدنى مستوياته منذ الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى.

خلال السباق على منصب رئيس الوزراء، وعد الفائز بالمنصب بوريس جونسون بالحفاظ على الإنفاق الدفاعي في المستوى الحالي الذي يزيد عن 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، على عكس منافسه المهزوم جيريمي هانت الذي قال إنه سيرفعه إلى 2.5 بالمئة.

ويأمل الجنرالات في توفر إمكانية إعادة تدريب الجنود الراغبين في العمل أو تحسين مهاراتهم كمتسللين أو متخصصين في مجال المعلومات لتعزيز قدرات الفرقة السادسة التي حدّد مقرها في ويلتشاير. وسيشمل التغيير كذلك إعادة تنظيم الفرقة الأولى بالجيش لتركز على اللوجستيات والمهندسين والمسعفين. ولن تشهد الفرقة الثالثة التي يقع مقرها في يورك، والتي تعد الفرقة المقاتلة الرئيسية في الجيش البريطاني، أيّ تغيير.

19