الجوائز الأدبية العربية للعام 2015

الأحد 2015/12/20
نجيب محفوظ: نوبل جعلته اسما لجائزة عربية

كان للجوائز الأدبية العربية في العام 2015 نصيب الأسد من الأزمات التي أثارتها خاصة الجوائز الكبرى مثل البوكر وكتارا للرواية العربية وهي الجائزة الجديدة التي تمّ تدشينها في قطر لتكون مُنافسا للنسخة العربية من جائزة البوكر العالميّة، وحصل على جائزتها الروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد عن روايته المنشورة «أداجيو»، وسامح الجباس عن مخطوط روايته «جبل قديم وعقدة مشدودة»، وهو ما أثار موجة من الاستهجان من قبل الكثيرين بسبب موقف قطر العدائي من مصر، من بعد أحداث 3 يوليو وهو ما حدا بالجائزة إلى أن تثير محاكم التفتيش ضدّ الكُتّاب المصريين الذين تقدّموا للجائزة كما تردّد عن الكاتبة سلوى بكر، والروائي يوسف القعيد والكاتبة فاطمة ناعوت، وفي سياق حملة التشهير والرفض للجائزة هناك مَن طالب المجلس الأعلى للثقافة بضرورة قيامه بالتحقيق مع الـ240 روائيا مصريا الذين تقدّموا للجائزة، لمجرد أنّها قطرية.

وبإسقاط عضويتهم من اتّحاد الكتّاب، امتدت حملات التخوين لتصف هؤلاء المشاركين في المسابقة بأنّهم انتحروا أدبيّا، وإن كان البعض من المثقفين قد علّق بأنه يجب الفصل بين ما هو سياسي وما هو ثقافي.

هجوم على البوكر

فتحت جائزة البوكر لهذا العام الباب واسعا للهجوم عليها، وهو ما يعكس أهمية التعويل على نتائج هذه الجائزة التي بدأ الكثيرون يترقّبون نتائجها بعد رسوخ أقدامها في عالم الجوائز في العالم العربي، واقتصر الهجوم هذه المرّة على أعضاء لجنة التحكيم حتى قبل معرفة الفائز بالجائزة لهذا العام والتي كانت من نصيب الأكاديمي التونسي شكري المبخوت عن روايته «الطلياني» وهي أوّل رواية له.

بدأت الانتقادات مبكّرا بعد الإعلان عن القائمة الطويلة وإعلان أسماء لجنة التحكيم التي ترأّسها هذا العام الشاعر مريد البرغوثي، وضمّت في عضويتها الإعلامية البحرينية بروين حبيب إلى جانب أيمن أحمد الدسوقي الأكاديمي المصري، ونجم عبدالله كاظم الناقد والأكاديمي العراقي، وكاورو ياماموتو الأكاديمية والمترجمة والباحثة اليابانية.

الغريب أن بروين هي التي أثارت الأزمة بعد كتابتها مقالا عن لجنة تحكيم جائزة البوكر العربيّة ذكرت فيه الشّروط التي وضعتها اللجنة كأساس للمعيار والمفاضلة بين الأعمال الروائية، وهو ما فتح النار عليها حيث هاجمها الناقد العراقي سامي البدري واصفا «الأغصان تنبت في جذوع الشّجر السّليم».
الأكاديمي التونسي شكري المبخوت يتوّج بالبوكر
وتوالت الانتقادات للجائزة كما جاء في تحليل للناقد التونسي عبدالدائم السلامي بعنوان «الآفة التي أصابت الرواية في مقتل»، وقد تساءل ضمنه في استنكار «هل رأيتم بروين حبيب تقرأ رواية؟» وهو ما يعني نفيه عنها الذائقة الروائية تماما، فما بالنا بالذائقة النقدية، وبالمثل شنّ الروائي الجزائري سمير قسيمي حملة انتقاد على الجائزة والروايات أيضا. أما أقسى الانتقادات فجاءت من قبل الشّاعر المصري عبدالمنعم رمضان الذي أعلن في تصريح إعلامي أن «البوكر في منحدر منذ فترة، ويبدو أن كلّ عام يصبح أسوأ مما سبقه، على الرغم من أن العرب فرحوا بتلك الجائزة في بداية ظهورها، ولكن هذا العام تبدو سيئة جدّا، بالإضافة إلى أنّه يبدو أن لجنة البوكر خضعت لبعض الإرشادات من جهة ما، حيث ينقص الكثير من الأسماء في الترشيحات، الأمر الذي يجعلها أسوأ لجنة، فهي تنحدر مثلها مثل الجائزة، والأسماء الموجودة بها لا تليق لا بجائزة كبيرة ولا صغيرة».

غانم وجائزة الملتقى

لم تسلم جائزة ملتقى القاهرة الدولي السّادس للإبداع الروائي العربي مِن انتقادات والتي عُقدت بالقاهرة في شهر مارس على مدار أربعة أيام بحضور أكثر من مئتي روائي وناقد من مصر والعالم العربي تحت عنوان “تحولات وجماليات الشكل الروائي، دورة فتحي غانم”، وبرئاسة الروائي الجزائري واسيني الأعرج للجنة تحكيم جائزة ملتقى الرواية، بعضوية الناقد المصري إبراهيم فتحي، والدكتور بطرس حلّاق من سوريا، والدكتور حسين حمودة من مصر، والدكتور خيري دومة من مصر، والدكتور سعيد يقطين من المغرب، وصبحي حديدي من سوريا، والكاتبة نجوى بركات من لبنان، ويحيى يخلف من فلسطين.

ولما منح الملتقى جائزته للأديب الكبير بهاء طاهر أكد في كلمته قائلا «إنني فخور بجائزة ملتقى القاهرة الدولي للرواية العربية، وأعتبرها وساما على صدري، كما أنني كنت فخورا بأنني كنت مرشحا في الدورة الأولى، وهنّأت عبدالرحمن منيف لحصوله عليها، ولكنني كنت أتمنى أن تكون هذه الجائزة من نصيب الشباب»، ورغم أن الرجل كان يتمنى ذهابها إلى الشباب الذي يدعمه، إلا أن حملة مسعورة هاجمته، وراحت تهدّم كل منجزه، ولم يجدوا له عملا يستحق، بل وسموا كتابته بأنها لم تتغير منذ بداياته القصصية، وهناك من راح يغمز ويلمز إلى أن رواية «واحة الغروب» نسخة ضعيفة من رواية «الخيميائي» لباولو كويللو، والتي صدرت عام 1988.

جائزة ابن بطوطة

جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة التي تمنحها “دارة السويدي” في أبوظبي، قد أنجزت دورتها الأولى مطلع عام 2003، وتمنح سنويا لأفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاما مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي. وقد فاز بالجائزة في دورتها الأخيرة الحادية عشرة سنة 2015 عن النصوص المحققة: محمـد الزاهـي (تونس)، حسام الدين شاشية (تونس)، عبدالله محمد الحبشي (اليمن)، محمد حسني ذياب (سوريا). وفاز بالجائزة عن الرحلة المعاصرة: سعيد خطيبي (الجزائر)، محمد غبّاش (الإمارات).

في وسط الصورة محمد أحمد السويدي يوزع جائزة ابن بطوطة وعن يمينه عبد الله الحبشي وعن يساره حسني محمد ذياب
وفاز بالجائزة عن الدراسات في الأدب الجغرافي: حسام الدين شاشية (تونس). وفاز بجائزة اليوميات مفيد نجم (سوريا). وقد تشكلت لجنة التحكيم لهذه الدورة من خمسة أعضاء من الأكاديميين والأدباء والباحثين في الحقل الجغرافي، هم: عبدالنبي ذاكر، شعيب حليفي، خلدون الشمعة، الطايع الحداوي، والشاعر نوري الجرّاح. وقد بلغ عدد المخطوطات المشاركة 36 مخطوطا جاءت من 9 بلدان عربية.

وتهدف الجائزة وفقا لبيان التأسيس إلى إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي، وهو المطلب الذي ينسجم مع طموحات الدار. وأثناء تسليم الجوائز في مفتتح الشهر الجاري تحدّث كلّ من الأستاذ محمد أحمد السويدي حول جملة المشروعات التنويرية التي ترعاها دارة السويدي الثقافية، وأيضا تحدث الشاعر نوري الجرّاح مدير عام الجائزة ومدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي حول مشروع ارتياد الآفاق وتطوّراته الجديدة وما أنجزه وما يعتزم القيام به مستقبلا، ولا سيما مشروع مئة رحلة إلى الحج ومشروع رحلات شرقية ومشروع رحلات إلى أوروبا.

نجيب محفوظ للرواية

على الرغم من ضآلة القيمة المادية لجائزة نجيب محفوظ التي يمنحها قسم النشر بالجامعة الأميركية من عام 1996، إلا أن قيمتها المعنوية كبيرة من ناحيتيْن: الأولى أنها تحمل اسم نجيب محفوظ أديب نوبل، والثانية لأن الرواية الفائزة تترجم إلى اللغة الإنكليزية، ولهذا يعقد الكُتّاب عليها آمالا كبيرة، والمعروف أن الجائزة تمنح في 11 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي يوافق مولد الأديب الراحل.

وقد حصل هذا العام على الجائزة الروائي اللبناني عن رواية «لا طريق إلى الجنة» الصادرة عن دار السّاقي، وقد سبق للكاتب أن فاز عن رواية «مئة وثمانون غربا» بجائزة المتوسّط 2009.

وقد تشكّلت لجنة التحكيم من الدكتورة تحية عبدالناصر أستاذ الأدب الإنكليزي والمقارن بالجامعة الأميركية بالقاهرة، والدكتورة شيرين أبوالنجا أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة القاهرة، والدكتورة منى طلبة أستاذ مساعد الأدب العربي بجامعة عين شمس، وهمفري ديفيز المترجم المعروف للأدب العربي، والدكتور رشيد العناني أستاذ فخري للأدب العربي الحديث بجامعة إيكستر.
وبذلك تكون الجائزة خالفت العُرف (بين الأدباء وليس من شروط الجائزة) بأن تُمنح بالتناوب مرة لعربيّ ومرة لبلد المنشأ، وقد فاز العام الماضي بها حمّور زيادة السوداني عن رواية «شوق الدرويش» عن دار العين.
حسن داوود يتوّج بجائزة نجيب محفوظ

العويس والنقد

في العاشر من هذا الشهر أعلنت جائزة العويس للإبداع العربي في دورتها الرابعة عشرة 2014-2015 عن نتائجها، وقد حاز الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على جائزة «العويس للإبداع» في حقل «شخصية العام الثقافية» تقديرا لمساهماته المؤثرة في إثراء الحياة الثقافية المحليّة والعربيّة.

وقد تقاسم الكاتب الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل والكاتب المصري يوسف القعيد جائزة القصة والرواية والمسرحية، أما جائزة الدراسات الأدبية والنقد فكانت بالتناصف بين الناقد المصري الدكتور صلاح فضل والناقد الكبير كمال أبوديب.
وفي الشّعر أسندت إلى الشاعر الإماراتي حبيب الصائغ، وأخيرا جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية منحتها لجنة التحكيم إلى المؤرخ المصري رشدي راشد. والجدير بالذكر أنّ الجائزة تصدر عن مؤسّسة سلطان بن علي العويس الثقافيّة بدولة الإمارات المتحدة، وتعتبر من أبرز الجوائز الأدبية العربية غير الرسمية.
16