الجزائر تعطل مسار إحياء الاتحاد المغاربي بتوتير العلاقات مع الرباط

الثلاثاء 2014/09/16
الحدود المغلقة ساهمت في اضطراب العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب

الرباط – في حواره مع “العرب” تحدث الحبيب لعلج، المستشار البرلماني وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الائتلاف الحكومي، عن عديد المواضيع الحساسة على غرار العلاقات المغربية-الجزائرية المتوترة والتي ستشهد مستقبلا حسب اعتقاده مزيدا من الاضطرابات. كما تحدث لعلج عن الانتخابات المغربية القادمة وعن الحكومة الحالية وما حققته من إنجازات إيجابية على حد قوله.

وأكد الحبيب لعلج، المستشار البرلماني المغربي وعضو حزب التجمع الوطني للأحرار، بأن العلاقات المغربية الجزائرية تنتظرها اضطرابات مختلفة ومتعددة، مبرّرا ذلك بأن الجزائر تتخوف اقتصاديا وسياسيا ممّا حققه المغرب من تقدم على جميع الأصعدة.

وأوضح لعلج في حواره مع “العرب”، أن تطور المغرب ليس في صالح الجزائر التي تحاول أن تأخذ جميع احتياطاتها لتبقى هي القوة الريادية في المنطقة، حتى ولو افتعلت المشاكل للمغرب”.

وأشار محدّثنا أن الجزائر بإمكانها أن تلعب دورا رياديا في المنطقة المغاربية نظرا إلى إمكانياتها النفطية ورأس مالها البشري، وأن تجعل من الاتحاد المغاربي منافسا للاتحاد الأوروبي أو شريكا له، لكن الجزائر ظلت طوال سنوات ومازالت تهتم بالتدخل في شؤون غيرها عوض التنسيق مع الدول المغاربية لإعادة إحياء الاتحاد.

الجدير بالذكر أن المغرب بادر باقتراح إعادة إحياء الاتحاد المغاربي، لأن التحولات السياسية التي شهدتها بعض الدول المغاربية في إطار الحراك العربي تفرض تجاوز الخلافات لإرساء علاقات تعاون تستمد مقوماتها من مصالح الشعوب المغاربية، ورغبتها في تحقيق الاندماج الإقليمي.

وقد أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، في مناسبات عديدة على ضرورة إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي، باعتباره وسيلة ناجعة لتحقيق التنمية الشاملة ولجعل الدول الأعضاء قادرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

ويرى مراقبون في هذا السياق أنّ إعادة إحياء الاتحاد المغاربي أمر ضروري وحتمي، باعتبار أن التكتلات الإقليمية أضحت اليوم خيارا سياسيا جديّا، تمليه التحديات الدولية والواقع الاقتصادي الذي يحكمه منطق السوق، فالاتحاد على حدّ تعبيرهم “وسيلة للاحتماء من المخاطر الخارجية المتزايدة في أبعادها العسكرية والاقتصادية والسياسية، ومدخلا لتحقيق التنمية الشاملة”.

الحبيب لعلج: الجزائر تحاول أن تبقى القوة الريادية في المنطقة وذلك بافتعال المشاكل للمغرب

وأشاروا إلى أنّ الاتحاد لم يحقق طموحات الشعوب المغاربية وانتظاراتها، لأنّ الإرادة السياسية الكفيلة بتطويره لم تتبلور بالنسبة إلى بعض الدول وعلى رأسها الجزائر التي استرسلت في “جمودها” وفي “تعنّتها”، وفي غلقها للحدود مع المغرب وهو ما يتعارض مع الأهداف المحورية للاتحاد والمتمثلة أساسا في فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني.

واسترسل لعلج في الحديث عن الشّأن الداخلي المغربي وعن موضوع الساعة المتمثل أساسا في الانتخابات حيث قال لـ”العرب”: “بكل صراحة من يتخوف من تزوير الانتخابات بعد 2011، لا يحترم ذكاء المغاربة، لأن الحكومة تعمل جاهدة لضمان النزاهة والشفافية المطلوبة وقد عبرت عن حكامتها بتعيين وزير الداخلية محمد حصاد للإشراف على العملية الانتخابية، فهو وزير مستقل وغير متحزب”.

وتابع محدّثنا قوله: “أريد أن أطمئن المغاربة بأنهم في بلد ديمقراطي وبلد المؤسسات وبلد تتداول فيه السلطة، ولنا المؤسسة الملكية تحمي الجميع وتحترم اختيارات المواطنين”.

تجدر الإشارة إلى أنه في المدة الأخيرة راجت أخبار وتصريحات لبعض قياديي أحزاب المعارضة في المغرب تتهم فيها حكومة ابن كيران بالتحضير لتزوير الانتخابات القادمة باعتبار أن حكومته لم تف بالتزاماتها ولم تحقق مطالب الشعب في مختلف المجالات.

وعارض المستشار البرلماني، كل من يقول إن “الحكومة ذات مرجعية إسلامية، موضحا بأن الحكومة الحالية هي حكومة تتشكل من أربعة أحزاب مختلفة من حيث الإيديولوجيا، لأن فيها أحزابا ليبرالية وأخرى اشتراكية أما حزب العدالة والتنمية فهو لا يتوفر إلا على 16 بالمئة”.

وأضاف أن الأحزاب المشكّلة للحكومة جاءت لتطبق ما جاء في الدستور من أحكام ومبادئ، مبرزا أن ما يهم المواطن اليوم هو التنمية وتحسين مستوى عيشه، والأحزاب بما فيها العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار ليست هي القادرة وحدها على بناء المغرب لأنها مجرد مؤسسات في إطار التشريع".

وأكد المستشار البرلماني، على أن المغرب اليوم حقق قفزات نوعية اقتصاديا وسياسيا ما جعل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي تنظر إليه كحليف استراتيجي مهم لها، وهذا لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة عمل مشترك بين المعارضة والحكومة.

2