الجزائر تضاعف اهتمامها بالأمازيغية من خلال قناة تلفزية وبرامج إذاعية

القناة تسعى إلى إنتاج أفلام ذات جودة عالية باللغة الأمازيغية تتماشى مع الأحداث والواقع.
الخميس 2021/04/22
الأمازيغية مكون أساسي في الثقافة الجزائرية

الجزائر - أكد يوسف عثمان مدير القناة التلفزيونية الرابعة الناطقة بالأمازيغية في الجزائر أن رهان هذه المرحلة هو الوصول إلى إنتاج أفلام ذات جودة عالية يراعى فيها التنوع اللساني والثقافي الجزائري.

وأوضح مسؤول القناة، التي تم إطلاقها منذ 18 مارس 2009، أن رهان القناة الرابعة للتلفزيون الجزائري هو الوصول إلى “إنتاج أفلام راقية ذات جودة عالية باللغة الأمازيغية تتماشى مع الأحداث والواقع، مع جمالية الصورة، ويراعى فيها التنوع اللساني الذي تزخر به لغتنا”.

واعتبر عثمان أن السينما، بالإضافة إلى كونها تمنح الفرص للفنانين في إبراز مواهبهم، فهي تلعب دورا كبيرا في إيصال عدة رسائل مهما كان نوعها للمشاهد الذي من المعروف أنه يتأثر بالأفلام التي تبث على شاشة التلفزيون أكثر من أي عمل تلفزيوني آخر.

وأشار ذات المسؤول في حوار خاص معه بمناسبة الذكرى الـ41 للربيع الأمازيغي، إلى أن التوجه الحالي للقناة هو التخلي عن دبلجة المسلسلات والأفلام والوثائقيات وعدم اللجوء بقدر المستطاع إلى الأرشيف لحشو الشبكة البرامجية للقناة الرابعة والابتعاد عن إضفاء الطابع الفلكلوري لكل ما يبث فيها.

كما تعمل القناة جاهدة على منح فضاء لكل تنوع لساني، كما قال مديرها، معتبرا هذا الاختلاف عاملا لـ”تعزيز الوحدة واللحمة الوطنيتين أكثر من أي شيء آخر”.

وأضاف عثمان أن رسالة القناة هي إعلامية بحتة تحاول التقريب بين مختلف الألسن التي تزخر بها الجزائر، مثمنا بالمناسبة المجهودات التي بذلت منذ 11 سنة من الوجود لإثراء الشبكة البرامجية للقناة الأمازيغية، لاسيما في السنتين الأخيرتين، لتلبية حاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية وخاصة الأطفال، حيث تم على سبيل المثال بث منذ يناير الماضي لأول مرة حصة أسبوعية “اراش ناغ” (أولادنا) تعنى بشؤون الطفل.

ووفق عثمان، عملت القناة جاهدة على التوزيع “العادل” للبرامج التي تبث على مدار الأسبوع حسب التنوع اللساني، مع التعريف تدريجيا باللهجات التي لا تزال مجهولة لدى الجزائريين أو التي يكون تواجدها “مناسباتيا فقط”.

وبالنظر إلى المهام الرئيسية المنوطة بالقناة وهي مرافقة جهود الدولة لترقية الأمازيغية وإعطائها مكانتها الدستورية كلغة وطنية ورسمية، تم إطلاق برنامج جديد “أزار نتدوكلي” (جذور الوحدة) يشرف عليه باحثون ولسانيون ومهتمون بالحقل الثقافي.

المهام الرئيسية للقناة الأمازيغية هي مرافقة جهود الدولة لترقية هذه اللغة وإعطائها مكانتها كلغة وطنية ورسمية

وبالإضافة إلى ذلك نجد نشرات الأخبار والحصص القارة التي تعنى بمختلف المواضيع التي تهم المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، وتشمل الشبكة البرامجية أيضا “تاسرثيث” أو “السياسة” وهي حصة تهتم بالقضايا الدولية.

وعلى غرار كل القنوات التلفزيونية، تقدم القناة بمناسبة رمضان شبكة برامجية تتماشى مع خصوصية الشهر الفضيل حيث تم إنتاج ستة أفلام، مسلسل واحد، أربع حصص وثائقية وسلسلتين من نوع “سيت كوم”، حسب مدير القناة الذي أشار في هذا الإطار إلى أن جائحة كورونا تسببت في “تراجع كبير” في الإنتاج.

أما عن إحياء الربيع الأمازيغي في 20 أبريل، فقد تم للغرض إعداد حصة من 90 دقيقة حول مكاسب اللغة الأمازيغية وحصيلة 25 سنة من عمر المحافظة السامية للأمازيغية التي عملت منذ نشأتها على مرافقة جهود الدولة في الارتقاء بالثقافة والهوية الوطنية.

وبمناسبة حلول شهر التراث الذي يمتد من 18 أبريل إلى غاية 18 مايو، تقدم القناة الرابعة مجموعة من الحصص لاسيما حول دور التراث الشفوي ومساهمة المرأة الجزائرية عبر الأشعار والقصص في الحفاظ على التاريخ الأمازيغي.

وسيتم على المدى القريب إنجاز حصة اجتماعية وكذا إطلاق برنامج لتلقين اللغة الأمازيغية لأبناء الجالية الوطنية المقيمة بالمهجر.

وفي نفس المسار للاهتمام باللغة الأمازيغية تم أخيرا توقيع اتفاقية تعاون بين المحافظة السامية للأمازيغية والإذاعة الوطنية الجزائرية بهدف توسيع الحجم الساعي للبرامج والحصص الإذاعية الناطقة بالأمازيغية.

وتأتي هذه الاتفاقية التي وقع عليها الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الهاشمي عصاد والمدير العام للإذاعة الوطنية محمد بغالي تجسيدا “للتعاون الإيجابي بين المؤسستين الرامي إلى المساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية المتجذرة في عمق التاريخ”، حسب عصاد.

واعتبر عصاد أن توسيع حجم البرامج والحصص الإذاعية الناطقة بالأمازيغية بمختلف تنوعاتها اللسانية المتداولة على المستوى يبقى “رهانا يستوجب كسبه”، لاسيما وأن مؤسسة الإذاعة الوطنية تعد “شريكا إعلاميا هاما” للمحافظة.

وفي ذات المنحى، أكد عصاد أن الإذاعة الوطنية تعد بمثابة “نموذج جاد في مجال المساهمة في تثمين عنصر أساسي من عناصر الهوية الوطنية إضافة إلى العربية والإسلام”، مبرزا أن “حضور الأمازيغية اليوم عبر 26 محطة أثيرية يدعونا للوقوف أيضا وبكل مسؤولية على وضعيتها كلغة وطنية رسمية في منظومة الإعلام الوطني الإذاعي، فضلا عن استشراف رهانات مستقبلية تستهدف توسيع وجودها بشكل تدريجي عبر مختلف المحطات الإذاعية المحلية عبر تراب الوطن”.

14