الجزائر تستعين بالمسرح والسينما لاستعادة زخمها الثقافي

الجزائر - عرض المسرح الوطني محي الدين بشطرزي مساء الأحد مسرحية “أخام ناغ” (بيتنا) نص وإخراج عقباوي الشيخ على قناته الرسمية في اليوتيوب.
والعمل أنتج سنة 2020 من طرف الجمعية الثقافية “فرسان الركح” بالتعاون مع صندوق التشجيع على الإبداع الفني والأدبي لوزارة الثقافة والفنون الجزائرية.
وتتناول المسرحية في طابع ميلودرامي طيلة 87 دقيقة ظاهرة عزل كبار السن في دور المسنين، حيث جسد الشخصيات كنزة طالبي (لويزة) وسفيان ميهوب (زهير) ومالك فلاق (ايدير) وحمزة مشماش (صابر)، ويروي كل منهم كيف انتهى به المطاف في هذه الدار التي تجمعهم.
ويأتي هذا العرض إثر قرار وزارة الثقافة مؤخرا إعادة فتح المسارح وقاعات السينما والعروض المغلقة منذ شهر مارس الماضي للجمهور، حيث ستقدم العروض افتراضيا أو بحضور جزئي للجمهور.
وبدأت الساحة الثقافية الجزائرية تشهد عودة الحركة تدريجيا، فأخيرا كشف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطرزي عن أسماء الفائزين في المسابقة الافتراضية “لأحسن مشهد تمثيلي”، والتي انطلقت في يوليو 2020 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية وعيد الشباب.
وعادت الجائزة الأولى لكل من تيزيري بن يوسف من تيزي وزو وأحمد بريك شاوش من مدينة بومرداس لتمثيلهما أحد الأدوار في مسرحيتي “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” و”حافلة تسير” على التوالي.
بينما فاز بالجائزة الثانية عمار صابر من تيزي وزو عن تجسيده لأحد الأدوار في مسرحية “حافلة تسير”، في حين حصلت بريزة سعيدي من مدينة باتنة على المركز الثالث لتجسيدها أحد الأدوار في مسرحية “سي قدور المشحاح”.
هذا واختار المسرح عشرين مرشحا من المسجلين في هذه المسابقة التي نُظمت في إطار برنامج المسرح الوطني الجزائري الافتراضي، والذي التزم، على غرار جميع المؤسسات الثقافية الأخرى، بالامتثال الصارم للبروتوكول الصحي الساري ضد انتشار وباء كورونا.
وتحصل الفائزون على مبلغ 100 ألف دينار جزائري للجائزة الأولى و60 ألف دينار للثانية و30 ألف دينار للمركز الثالث.
"تعاونية الحلقة للثقافة والفنون لسيدي بلعباس" تفتح باب التسجيلات للمشاركة في الطبعة الأولى من أيام تسالا الوطنية لسينما المؤلف
ومطلع هذا الشهر قدم العرض الأول للمسرحية الجديدة “عربة وحكايات” من إنتاج الجمعية الثقافية “الأمل” بمدينة وهران، في انتظار عرضها خلال الأيام القادمة بحضور الجمهور.
وتتناول المسرحية المنتجة بدعم من وزارة الثقافة والفنون والتي بثت في فيديو عبر صفحتي فيسبوك لمديرية الثقافة والفنون وديوان الثقافة والإعلام بوهران قصة أعضاء فرقة فنية تعطلت بهم العربة، وعندما كانوا يقومون بإصلاحها التف حولهم المارة فاغتنموا هذه الفرصة ليسردوا على مسامعهم قصصا من التراث الشعبي الجزائري.
ويعد هذا العمل الفني الجديد من نوع المسرح الغنائي، حيث تتخلل لوحاته الثلاث باقة من الأغاني من إنتاج الجمعية، كما أضاف محمد ميهوبي، مؤلف هذه المسرحية التي تم تصويرها فوق خشبة المسرح الجهوي لوهران “عبدالقادر علولة” في ديسمبر الماضي مع التزام الممثلين بارتداء الكمامات عند التمثيل.
وافتتح نادي المزهر مساء السبت نشاطه الرسمي مجددا في شقه المسرحي، وذلك بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بمدينة قسنطينة وسط حضور لافت لمحبي الفن الرابع و فنانين ومثقفين وصحافيين.
وكانت الافتتاحية بعرض مسرحي قصير عبارة عن تركيب لمسرحية “ألف تحية لعرفية” من تأليف الأديب الراحل محمد ذيب (1920 – 2003) الذي برع بكتاباته باللغة الفرنسية في الرواية والقصة القصيرة والمسرح والشعر، في محاولة لإبراز أعماله للأجيال الجديدة، خاصة وأن العديد من مؤلفاته تناولها مخرجون في أعمال تلفزيونية على غرار مسلسل “الحريق” الذي صور مرحلة من مراحل الاحتلال الفرنسي للجزائر قبل الحرب العالمية الثانية من إخراج مصطفى بديع العام 1974.
كما نظمت بالمناسبة مائدة مستديرة حول مسرح الهواة، باعتباره اللبنة الأولى للتعريف بالفنانين والكتاب بمشاركة العديد من الوجوه المسرحية المنضوية في الفرق المسرحية للهواة من الجيل الأول التي ساهمت في بروز المسرح القسنطيني في سنوات السبعينات والثمانينات.
وقد أبرز رئيس فرقة “أهل المسرح” كمال بروكي أهمية بعث المسرح الأطوار التعليمية لاكتشاف مواهب شابة من شأنها أن ترتقي بالفن الرابع، معتبرا أن النهوض بمسرح الهواة “يستوجب تكاثف جهود كل الفاعلين في قطاع الثقافة للعودة بهذا الفن إلى سابق عهده”.
أما المخرج التلفزيوني علي عيساوي، فاقترح إبرام اتفاقيات بين مختلف المسارح الجهوية والتلفزيون الجزائري من أجل استعادة الأرشيف واستعماله في مختلف المجالات التي من شأنها مرافقة الفنانين الهواة في اكتساب الخبرات السابقة.
كما أوضح أحمد ميرش مدير المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، أن افتتاح هذا النادي في شقه المسرحي يعد “متنفسا لكل المبدعين والفنانين المسرحيين بهدف ترقية وخدمة المسرح”.
وفي إطار استعادة النشاطات السينمائية أعلنت “تعاونية الحلقة للثقافة والفنون لسيدي بلعباس” أخيرا عن فتح باب التسجيلات للمشاركة في الطبعة الأولى من أيام تسالا الوطنية لسينما المؤلف التي تنظم من 18 إلى 22 مارس المقبل.
وأضافت التعاونية في إعلانها أنه تم تحديد يوم 15 فبراير القادم كآخر أجل للتسجيلات المشاركة في هذه التظاهرة السينمائية التي تقام برعاية وزارة الثقافة والفنون وتحت إشراف قطاع الثقافة لمحافظة سيدي بلعباس، مشيرة إلى أنها مفتوحة لجميع المخرجين الهواة والهيئات والأفلام القصيرة، على ألا تتجاوز مدة الفيلم 30 دقيقة.