الجزائري عبدالنور عصمان يرسم أحلامه الضائعة ويراقصها

الجزائر - لم يكتف الفنان التشكيلي الجزائري عبدالنور عصمان بتقديم نفسه للجمهور من خلال معرضه بالمركز الثقافي الفرنسي في العاصمة الجزائر الذي يحمل عنوان “ملتقط الأحلام”، فقد أرفق أعماله برقصة كوريغرافية أدّاها وهو يرتدي برنوسا رسم عليه وجوه بعض الشخصيات التي رسمها على لوحاته، وهي تمثّل جزءًا من عوالمه الفنية التشكيلية.
واعتمد الفنان على هذه الطريقة من أجل الترويج لمعرضه الأوّل عبر الوسائط التكنولوجية لتحقيق الانتشار لأعماله التي استغنى فيها عن الخامات اللونية، مكتفيا فقط باللّونين الأبيض والأسود.
ويقول عصمان إن لوحاته تمثّل ترجمة حرفيّة لبعض أحلامه ولأحداث واقعية، فضلا عن بعض التجارب والخبرات التي عاشها.
ويضيف أن لوحاته عصارة لثلاثية الأحلام والواقع والتجارب الشخصية، والهدف منها التعبير عمّا قد يصادفه الإنسان في حياته اليومية، كما تهدف هذه اللوحات إلى مساعدة كلّ من يُشاهدها على التعبير والإفصاح عن مشاعره الدفينة، لا شحنه بمشاعر الحزن والكآبة مثلما يعتقد بعض الذين يكتفون بقراءة سطحية للّونين الأبيض والأسود، وللوجوه العابسة التي تُعدّ قاسما مشتركا بين أغلب اللوحات المعروضة.
ويُشير عصمان إلى أن التقنية التي يلجأُ إليها في رسم أعماله تعتمد بشكل أساسيٍ على الحبر الصيني والتداعي الحر للأفكار دون أن يُسلّط عليها سيف الرقابة أو صرامة العقل الواعي.
ويوضح أن اعتماده على ترجمة أحاسيسه في أعماله جعله يتّخذ من الوجوه البشرية ثيمة أساسية مشتركة في لوحاته، لأن الوجوه والتعابير التي تظهر عليها تُمثّل الترجمان الذي يكشف عن مكامن الروح في تقلُّب مزاجها، والحركة الشعوريّة البشرية التي تتفاعل مع المحيط وتنفعل بكل ما يدور حولها من أحداث ووقائع.
ومع أنّ عصمان مُعتز بكونه من التشكيليين العصاميين إلاّ أن طريقته في الرسم وأسلوبه في التعبير يُحيلان إلى تلك الفكرة التي عبّر عنها بيكاسو، حين قال “عندما اكتشفنا التكعيبيّة لم يكُن هدفنا هو اكتشافها، لقد أردنا فقط أن نُعبّر عمّا كان كامنا فينا من الأزل”. فهذا التشكيلي الجزائري لم يكن يريد من خلال لوحاته أن يُحقّق هدفا أكبر من ترجمة ذاته وأحلامها، وأن يتقاسم هذا الهدف مع غيره ممّن لا يستطيعون ترجمة ذواتهم على الورق.
