الجزء الثاني من فيلم "بورات" نقد ساخر لأميركا

لندن- في عام 2006 سبب فيلم “بورات” صدمة في العالم بهجومه الساخر واللاذع على الولايات المتحدة الأميركية، وقد حقق الفيلم نجاحا استثنائيا حيث فاقت إيراداته 260 مليون دولار. كما رشح للفوز بجائزة أوسكار عن فئة أفضل سيناريو.
والآن يعود بطل الفيلم الممثل الكوميدي البريطاني ساشا بارون كوهين في جزء ثان مصور بأسلوب الفيلم الوثائقي انقسمت بشأنه آراء النقاد قبل أسبوعين من الانتخابات الأميركية. وقد صوّرت تتمة “بورات” هذا الصيف مع فريق مصغر فور تخفيف القيود المتصلة بوباء كوفيد – 19 في الولايات المتحدة، وفق ما أعلنه موقع “ديدلاين” المتخصص.
وفي الجزء الثاني من فيلم “بورات”، الذي سيعرض على منصة أمازون برايم بدءا من يوم الجمعة، يعود بارون كوهين إلى شخصية الصحافي الكازاخستاني بورات ساجدييف الذكوري العنصري الذي يسافر مرة أخرى إلى أميركا.
تدور أحداث الفيلم الكوميدي في جزئه الأول، الذي أنتجته شركة “فوكس” الأميركية، حول بورات المذيع التلفزيوني الكازاخستاني الذي يتم إرساله إلى الولايات المتحدة لإعداد تقارير إخبارية عن الحياة في أميركا، ولكنه يصادف العديد من المواقف الكوميدية، وبدلا من التركيز على عمله يصبح أكثر اهتماما بالبحث عن النجمة باميلا أندرسون ومحاولة الزواج منها.
لكن الأحداث في الجزء الجديد هذه المرة تدور حول محاولة بورات تزويج ابنته البالغة من العمر 15 عاما لنائب الرئيس مايك بنس أو، في حالة فشل ذلك، لرودي جولياني رئيس بلدية نيويورك السابق، والذي أصبح الآن المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب. وقالت مجلة فارايتي إن الفيلم يقدم “رواية متسقة ومتماسكة تتخللها مشاهد مشينة وغير متوقعة”.
وجرى الكشف عن عدد محدود من مفاجآت الفيلم قبل الإصدار، لكن النقاد قالوا إنها تشمل اقتحام كوهين لمؤتمر سياسي وهو يرتدي زي ترامب، وإقامته في الحجر الصحي بسبب فايروس كورونا مع أعضاء من مجموعة “كيو. إيه. نون” المؤمنة بنظريات المؤامرة، وزيارته لعيادة إجهاض.
وواجه كوهين بعد عرض الجزء الأول نقدا كبيرا ليس من الأميركيين فحسب، بل طالته كذلك احتجاجات عنيفة من الحكومة الكازاخستانية، واتهمه الكازاخستانيون بتشويه سمعتهم، وقال آنذاك “كنت في موقف عجيب للغاية حينما أعلنت هذه الدولة أنني عدوها الأول ، فالأمر بمجمله كوميدي ليس أكثر”.
وحول الجزء الجديد من الفيلم قال كوهين لصحيفة نيويورك تايمز في نهاية الأسبوع الماضي “هدفي هنا لم يكن فضح العنصرية ومعاداة السامية. الهدف هو إضحاك الناس، لكننا نكشف عن الانزلاق الخطير نحو الاستبداد”.
ويعتبر الفيلم عودة من قبل كوهين إلى عالم الشاشة الكبيرة، إذ بعد نجاح الجزء الأول من الفيلم احترف الممثل إجراء مقالب بأشخاص عاديين أو مشاهير من خلال تأدية شخصيات مختلفة، من مغني الراب المزعوم “علي جي” مرورا بالمذيع النمساوي برونو. وفي 2018، طبّق هذه الفكرة في برنامج تلفزيوني بعنوان “هو إيز أميركا” أثار فضيحة خصوصا لوضعه شخصيات سياسية مختلفة في مواقف محرجة.