الثقافة الانتقالية المؤقتة

الأربعاء 2014/12/17
غياب مشروع مسرحي حقيقي في تونس

في تونس ظل العمل الثقافي إلى اليوم ممارسات فردية بحتة، إذ ليس هناك مشروع ثقافي حقيقي، بل مجرد فوضى ثقافية غير مفهومة وغير واضحة المعالم، أشبه بالعزف المنفرد. إن المسار الثقافي غير موجود في الحقيقة، ما هو طاغ على المشهد هو الاهتزاز الثقافي وكأننا بصدد ثقافة انتقالية ووقتية.

الجيد اليوم هو ما يقدمه المبدعون الشباب وممارساتهم الثقافية الجديدة، لكنها في المقابل مازالت ممارسات مرتجلة لم تجد التأطير الكافي بعد. ثم إن الربيع العربي لم ينعكس على الوضع الثقافي بوضوح، فقط هناك حيز صغير من الحرية وهبها للمبدعين والمثقفين، لكنه يظل منقوصا، إذ للربيع العربي فقط صدى سياسي أما المشروع الثقافي فهو مجرد تسمية إذ مازال لم يتأسس بعد.

من زاوية أخرى قرأت العديد من الكتب التي نشرت مؤخرا لمجموعة من الشباب سواء في الشعر أو السرد وأعجبت بها كثيرا إذ تبشر بالكثير حقيقة، لكن شدني كتاب فكري مهم في رأيي بعنوان “هنا تباع الشعوب خلسة” لأم الزين بن شيخة المسكيني وكتاب” ثورة بيضاء” وهو كتاب مشترك. حضور المرأة في مختلف أنماط الفعل الثقافي تحسن قليلا لكنه لم يتطور مطلقا بل بقي بنفس الخصائص التي عهدناها فيه من قبل.

إن المشكلة في الثقافة التونسية هي مشكلة وعي بالدرجة الاولى، وعي عند المسؤولين والناس الفاعلين في القطاع الثقافي أيضا، وتبقى المعظلة الأبرز هي غياب سياسة ثقافية واضحة المعالم والخطى، تكون توجيهية تؤسس لثقافة حقيقية لا لثقافة الواجهات والديكور.

المسرح بدوره ينسحب عليه ما تعانيه مختلف الفنون في تونس، إذ ليس هناك من مشروع حقيقي، فقد ظل العمل فرديا بحتا في إطار تجارب لا يحكمها توجه جمالي خاص أو اشتغال حقيقي.

14