التونسيون يجعلون من الموسيقى علاجا لضغوط الحياة

جمعية تونسية تعتمد الموسيقى لمقاومة الضغوط النفسية عبر تقنيات تعتمد على الجانب الحسي والحركي والمرافقة والصوت والتصور والاستماع والارتخاء.
الأحد 2020/02/02
تنفس الصعداء على إيقاع الموسيقى

تسعى جمعية تونسية إلى نشر ثقافة العلاج بالموسيقى بين التونسيين كحل للتخلص من ضغوطهم اليومية وما تشحنهم به من طاقات سلبية ومشاعر قلق وتوتر وكآبة.

تونس – احتضنت المؤسسة الثقافية “مدينة العلوم” بالعاصمة التونسية لقاء حول العلاج بالموسيقى وكيفية التحكم في الضغط النفسي وإدارة الإجهاد، بهدف التعريف بكيفية العلاج بالموسيقى باعتماد تقنيات مبسطة، ومساعدة جميع الشرائح العمرية على التحكم في الضغط النفسي اليومي عن طريق الموسيقى لتفادي الحالات المرضية المستعصية.

ووفقا لوكالة الأنباء التونسية (وات)، قالت رحاب الجبالي، المختصة في العلاج بالموسيقى ورئيسة الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى بتونس، إن الجمعية تطمح من خلال لقاءات مماثلة إلى نشر ثقافة العلاج بالموسيقى.

وأضافت الجبالي أن جهود الجمعية هدفها التعريف بهذا النوع من العلاج لدى التونسيين لأن ثقافة العلاج بالموسيقى مازالت مغمورة ولم يكتشفها الناس في تونس هذا من جهة، ومن جهة أخرى للدور الفاعل الذي تلعبه الموسيقى في المساعدة على التخلص من ضغوط الحياة اليومية.

ولفتت إلى حجم مخاطر الضغوط اليومية، معتبرة أن لها تأثيرات سلبية على الصحة لكونها تغذي مشاعر الكآبة والإحباط في النفوس، مما يفرز زيادة في الشعور بالتوتر والقلق خاصة أثناء العمل أو خلال فترة تربية الأبناء ما تنجرّ عنه الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية وإمكانية التعرض إلى الانهيار العصبي.

واستخدمت الموسيقى كعلاج منذ قرون، إذ كان هذا العلاج يمارس في العصور القديمة لطرد الأرواح الشريرة، واستخدم أيضا في المعابد المصرية.

وكان الفيلسوف اليوناني أرسطو يعتقد أن الموسيقى تؤثر على الروح، ووصف الموسيقى كقوة تطهّر المشاعر. أما المؤرخ الروماني كورنيليوس نيبوس فقد استخدم صوت الصنج النحاسي والماء لعلاج الاضطرابات النفسية.

وتتمثل أعراض الضغط النفسي، بحسب الجبالي، أساسا في زيادة معدلات ضربات القلب وزيادة معدل التنفس وارتفاع ضغط الدم والعصبية الشديدة واضطرابات في النوم، علاوة على زيادة الشعور بالإحباط والتقلبات المزاجية وتجنب الآخرين والشعور بالإرهاق المستمر والصداع الدائم.

والعلاج بالموسيقى عبارة عن عملية يقوم خلالها المختص بالعلاج الموسيقي باستخدام الموسيقى وكل من جوانبها البدنية والعاطفية والعقلية والاجتماعية والجمالية والروحية لتحسين الحالة العقلية والبدنية للمريض، وهو أحد العلاجات التي تكون سندا للعلاجات الطبية الأخرى.

وأكّدت الجبالي أن العلاج بالموسيقى يعدّ حلا أمثل لمقاومة الضغوط النفسية عبر تقنيات تعتمد على الجانب الحسي والحركي والمرافقة والصوت والتصور والاستماع والارتخاء إضافة إلى الطريقة النشيطة عبر الإيقاع الجسدي والغناء والعزف على بعض الآلات الموسيقية.

وأشارت إلى أن الطريقة المعتمدة حاليا في تونس تتمثل في طريقة الصوت والتصور وطريقة الارتخاء والتنفس العميق.

وأضافت أن طرق العلاج تستهدف أيضا المرضى بالتوحد والزهايمر وذوي الاحتياجات الخصوصية، وأنه من المنتظر أن يتم استهداف المزيد من هذه الحالات ومعالجتها حالة بحالة عبر برنامج خاص يشرف عليه مركز العلاج بالموسيقى والفنون خلال مارس المقبل.

ويساعد المعالِجون بالموسيقى بصورة أساسية المرضى لتحسين الصحة في العديد من المجالات مثل مهاراتهم الحركية والاجتماعية ونوعية الحياة، عبر استخدام المجالات الموسيقية مثل حرية الارتجال أو الغناء أو الاستماع وذلك لتحقيق أهداف العلاج.

وقالت الجبالي إن الجمعية تعمل على مسألة العلاج بالموسيقى منذ عشر سنوات بإجراء الأبحاث الرامية إلى التوعية بأهمية اعتماد هذا التمشي لعلاج العديد من الأمراض التي تتطلب الدقة في المعاملة.

ويشار إلى أن الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى تأسست سنة 2013، وتعمل بالأساس على دعم العلاج بالموسيقى في المجال العلمي والبيداغوجي والعلاجي.

24