التوجس يخيم على مباحثات "الفرصة الأخيرة" لإتمام بريكست باتفاق

انقسامات عميقة لا تزال تعصف بمباحثات بريكست بشأن القضايا الأساسية في ظل إصرار رئيس الوزراء بوريس جونسن على أن بلاده "ستزدهر بقوة" أيا تكون نتيجة المحادثات.
الاثنين 2020/12/07
قلق من خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي

يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاق مع بريطانيا بشأن العلاقة المستقبلية بين الطرفين وذلك في جولة جديدة من المباحثات، قد تكون الأخيرة، بدأت الأحد وتتواصل حتى الاثنين، وسط توجس من عدم التوصل إلى اتفاق بعد تعثر المفاوضات التي استمرت طيلة ثمانية أشهر.

بروكسل- بدأ كبار المفاوضين عن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا جولة جديدة حاسمة وقد تكون الأخيرة من المباحثات الأحد، من أجل إتمام مغادرة المملكة المتحدة للتكتل الأوروبي باتفاق وسط مخاوف كبيرة من إمكانية عدم بلوغ ذلك.

وتفاقمت مؤخرا التحذيرات من أن الطرفين لن يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن بريكست، ما دفع بفرنسا إلى التهديد برفع "الفيتو" على الاتفاق التجاري الذي قد يتم التوصل إليه. وفشلت لندن وبروكسل في تحقيق اختراق على مدى ثمانية أشهر من المفاوضات.

ووصل المفاوض البريطاني، ديفيد فروست، إلى بروكسل الأحد، حيث بدأ محادثات مع نظيره الأوروبي ميشال بارنييه، بعد توقف المفاوضات ليومين في أعقاب أسبوع شهد مجادلات تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل في لندن.

وقال فروست للصحافيين لدى وصوله إلى محطة “ميدي” للقطارات في بروكسل “نعمل جاهدين في محاولة للتوصل إلى اتفاق. سنرى ما سيحدث في هذه المفاوضات”.

غوردون براون: إذا لم نتوصل لاتفاق فإننا سنكون في حرب اقتصادية مع أوروبا
غوردون براون: إذا لم نتوصل لاتفاق فإننا سنكون في حرب اقتصادية مع أوروبا 

وفي الأثناء، ذكرت تقارير أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيعمل على حشد تأييد القادة الأوروبيين بعدما أجرى اتصالا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين السبت، أقر الطرفان بعده بأنه لا تزال هناك “خلافات كبيرة” بشأن القضايا الأساسية.

وسيجري الاتصال الثاني بين فون دير لاين ورئيس الوزراء البريطاني مساء الإثنين، قبل أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل الخميس، في إطار قمة تستمر ليومين خُصّصت في الأساس للتعامل مع الخلاف في صفوف دول التكتل على الميزانية، ليخيّم عليها مجددا القلق حيال بريكست.

وأصدر جونسون وفون دير لاين، بعد الاتصال، بيانا مشتركا بدت لهجته متشائمة، إذ لا تزال الانقسامات عميقة بشأن حقوق الصيد وقواعد التجارة المنصفة ووضع آلية تحكم أي
اتفاق. وقالا “بينما ندرك خطورة هذه الخلافات، اتفقنا على ضرورة بذل المزيد من الجهود من قبل فريقي التفاوض لتقييم ما إذا كان حلّها ممكنا”.

وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا في يناير، بعد نحو أربع سنوات من استفتاء أحدث انقسامات في البلاد، وبعد شهرين على فوز جونسون في انتخابات قال في الترويج لها إن اتفاق بريكست “جاهز”.

ولكن بريطانيا ملزمة بالسوق الأوروبية الموحدة، حيث لا يتم فرض رسوم، حتى انقضاء الفترة الانتقالية في نهاية العام، وهو الموعد النهائي الذي سيكون على الطرفين بحلوله التوصل إلى اتفاق بشأن طبيعة علاقتهما المستقبلية.

وقال وزير البيئة البريطاني جورج يوستيس “إنه وضع صعب للغاية، لا جدوى من إنكار ذلك”. وأضاف في تصريحات لشبكة ’’سكاي نيوز‘‘، “سنواصل العمل على هذه المفاوضات إلى أن يصبح المضي قدما بها أمرا عديم الفائدة”.

وما لم يتم التوصل إلى اتفاق، سيحتكم الجزء الأكبر من التجارة عبر المانش إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، وسيعاد تطبيق الرسوم الجمركية والحصص بعد عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي العميق بين لندن ودول الاتحاد.

ويصر جونسون على أن بلاده “ستزدهر بقوة” أيا تكون نتيجة المحادثات، لكنه سيواجه تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة في حال لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق.

ومن جهته، صرّح رئيس الوزراء العمالي الأسبق غوردون براون لـ”سكاي نيوز” أنّه “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن، فأرى تداعيات دولية هائلة… لأننا سنكون في حرب اقتصادية مع أوروبا ستكلفنا كثيرا”.

تفاقمت التحذيرات من أن الطرفين لن يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن بريكست ما دفع بفرنسا إلى التهديد برفع "الفيتو" على الاتفاق التجاري الذي قد يتم التوصل إليه

وبقيت العواصم الأوروبية موحدة في موقفها الداعم لبارنييه على مدى مفاوضات بريكست الصعبة، لكن بدأت تظهر بعض الانقسامات الداخلية مؤخرا. وهددت فرنسا الجمعة، باستخدام حق النقض ضد أي اتفاق لا يفي بمطالبها بشأن ضمان تجارة منصفة والوصول إلى مياه الصيد البريطانية، وهي أمور طالبت بأن يتم التوصل إلى اتفاق دائم بشأنها في حين تفضّل بريطانيا إعادة التفاوض عليها بشكل متكرر.

وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي كليمان بون “نعرف أن الوصول بنسبة مئة في المئة إلى المنطقة البحرية للمملكة المتحدة انتهى”. وأضاف بون لصحيفة “جورنال دو ديمانش” “لكننا نريد وصولا دائما. لا يمكن أن يكون للبريطانيين القدرة على الوصول بشكل كامل إلى السوق الأوروبية الموحدة واستثناء السمك”.

ومن المقرر أن يقدّم بارنييه إيجازا لمندوبي الدول الأعضاء في التكتل الإثنين، في وقت تشاطر دول عدة باريس مخاوفها من احتمال تقديم الجانب الأوروبي الكثير من التنازلات، خصوصا في ما يتعلّق بقواعد التجارة المنصفة. وقال مصدر مطلع على المحادثات إن “أي شيء ممكن” في هذه المحادثات.

5