التوتر والإجهاد أثناء الحمل يؤثران سلبا على الطفل

خوف النساء الحوامل من احتمال انتقال عدوى كورونا لأجنتهن يضاعف احتمالات إصابتهن بالقلق والتوتر.
الجمعة 2020/07/10
القلق يهدد الأجنة

أنقرة – أكدت دراسة أجرتها كلية العلوم الصحية التركية أن وباء كورونا تسبب بالقلق والتوتر المعتدل أو الشديد في ثلث المجتمع، مشيرة إلى أن خوف النساء الحوامل من احتمال انتقال العدوى لأجنتهن حال الإصابة بالفايروس، ضاعف احتمالات إصابتهن بالقلق والتوتر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

وقالت عضو الهيئة التدريسية بكلية العلوم الصحية التركية، أخصائية أمراض النساء والتوليد الدكتورة أوزلم أوليا أوغلو بوزقورت، “لكن هذا القلق والتوتر قد يؤثران سلبا على صحة الأجنة”.

وأفادت بوزقورت أن فايروس كورونا “ينتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، ويشكل مخاطر متعددة الأوجه على الصحة العامة”.

وتضيف أنه “إلى جانب الآثار السلبية للجائحة على الصحة البدنية، فإنها تخلق الخوف والقلق في المجتمعات وتؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية”.

ولفتت إلى أن التوتر والإجهاد “يؤثران سلبا على النساء أكثر من الرجال، لاسيما الحوامل”، مضيفة “رغم أن الحمل عملية سعيدة ومثيرة وحساسة للكثير من النساء، إلا أن الأمهات الحوامل يعتبرن أكثر عرضة للإصابة بالقلق نتيجة التغيرات النفسية والجسدية التي ترافق عملية الحمل”.

وتضيف أن “انتشار الأوبئة، بما في ذلك وباء كورونا الذي اجتاح العالم، يزيد من حجم الإجهاد والتوتر الذي تتعرض له النساء الحوامل بسبب الخوف على صحة الجنين”.

وأردفت بوزقورت أن “أسبابا مثل الحجر الصحي والعزلة والتباعد الاجتماعي والتدابير الاستثنائية في الحياة اليومية، وتجنب الذهاب إلى المراكز الصحية بسبب الخوف من وباء كورونا، تزيد من معدلات الاكتئاب والقلق بين النساء الحوامل”.

الأمهات الحوامل أكثر عرضة للإصابة بالقلق نتيجة التغيرات النفسية والجسدية أثناء الحمل

وأشارت إلى أنه “يمكن أن تظهر أعراض الإجهاد والتوتر أثناء الحمل كتغيرات في الشهية، واضطرابات في النوم والتركيز وزيادة الخوف والقلق المرتبط بالحمل والولادة”.

وحذرت بوزقورت من أنه “قد تكون لتدهور الصحة النفسية للأم مخاطر قصيرة وطويلة المدى على صحتها، بالإضافة إلى الآثار السلبية على النمو البدني والفكري والنفسي للطفل”.

وأوضحت أنه وبشكل عام “يمكن لعوامل الإجهاد والتوتر المرتبطة بالحرب، والكوارث الطبيعية، والأوبئة، وفقدان أحد الأقارب، أن تؤثر سلبا على صحة الأم والطفل”.

وأفادت بوزقورت أن صحة الإنسان “تبدأ في مرحلة التكون في رحم الأم، وتؤثر بشكل دائم على حياته بعد الولادة”.

وتشدد على أن “الإجهاد المزمن يمكن أن يزيد من الآثار السلبية على الأم وطفلها، ويزيد من إفراز هرمون الكورتيزول الذي يؤثر سلبا على الجهاز العصبي والتطور السلوكي للجنين”.

كما حذرت من أن “التوتر والإجهاد يؤثران سلبا على سلوكيات الأطفال ويزيدان من احتمالات إصابتهم بالاكتئاب”. وتوضح أن ذلك يتسبب أيضا “بمعاناة الأطفال من مشاكل تتعلق بضعف القدرة على التعلم، ونقص الانتباه، وفرط النشاط والتوحد، والسلوك المعادي للمجتمع”.

وشددت على “ضرورة ابتعاد النساء الحوامل عن التوتر والإجهاد لتجنب آثارهما السلبية المحتملة، والحصول على المساعدة الطبية من المراكز الصحية”.

ونصحت الأخصائية في أمراض النساء والتوليد “بتقليل النساء الحوامل من متابعة الأخبار المتعلقة بوباء كورونا أو الأخبار التي تبعث التوتر في النفس”.

كما أكدت على “التقليل من متابعة وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ووسائل الإعلام”، مشددة على “ضرورة النوم بشكل منتظم ما بين 7 – 9 ساعات يوميا”، مؤكدة على “أهمية اتباع النساء الحوامل نظاما غذائيا صحيا ومتوازنا واكتساب هوايات جديدة وممارسة الرياضة بانتظام”.

ونصحت كذلك أفراد الأسرة، ولاسيما الزوج، “بدعم المرأة الحامل ومحاولة إبعادها عن القلق والتوتر”.

21