التوترات العسكرية تجبر إثيوبيا على المضي في ترسيم الحدود مع السودان

الخرطوم – بحثت الخرطوم وأديس أبابا الجمعة، ترتيبات لانعقاد جولة ثانية لترسيم الحدود بين البلدين، بعد ثماني سنوات من انعقاد الجولة الأولى.
يأتي ذلك في ظل توتر تشهده المنطقة الحدودية منذ أسابيع، أثار مخاوف من انفجار الوضع العسكري بين الجانبين.
وجرى لقاء بين وكيل وزارة الخارجية السودانية محمد شريف، والسفير الإثيوبي لدى الخرطوم يبلتال أميرو، لبحث انعقاد الجولة بالتزامن مع بدء نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، زيارة إلى العاصمة الإريترية أسمرا، حيث من المرجح أن تركز على المشكلة الحدودية.
ولطالما اتهم السودان إثيوبيا بالمماطلة في مفاوضات ترسيم الحدود، الأمر الذي تنفيه الأخيرة، ويقول مراقبون إن الأوضاع الميدانية الأخيرة من شأنها أن تشكل حافزا لكلا الطرفين للذهاب قدما في خطوة الترسيم، وإلا فإن نتائج استمرار هذا الملف مفتوحا قد تكون وخيمة.
وفي عام 2013، عقدت اللجنة العليا الخاصة بالحدود بين البلدين، الجولة الأولى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبدء ترسيم الحدود، غير أنها لم تصل إلى نتائج تلقى قبول الطرفين.
والأربعاء، اتهمت إثيوبيا السودان بـ”انتهاك الاتفاق الموقع بين البلدين عام 1972 بشأن القضايا الحدودية، وذلك بغزو الأراضي الإثيوبية”.
وقال ممثل إثيوبيا في لجنة الحدود المشتركة مع السودان إبراهيم إندريس في مؤتمر آنذاك، “إن الاتفاق يدعو إلى استمرار الوضع على الأرض إلى حين توصل البلدين إلى حل ودي لمسألة الحدود بينهما”.
وفي 31 ديسمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمرالدين في مؤتمر صحافي، سيطرة جيش بلاده على كامل الأراضي الحدودية مع إثيوبيا.
ومنذ نحو 26 عاما، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة (شرق)، بعد طردهم منها بقوة السلاح. وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك.