التهديدات الإرهابية تتربص بمطار كابول

الرئيس الأميركي يحذر من أن الوضع في أفغانستان يبقى بالغ الخطورة ويؤكد أن الضربة لن تكون الأخيرة ضد الإرهابيين.
الاثنين 2021/08/30
مطار كابول بات هدفا لداعش - ولاية خرسان

مع اقتراب إتمام عمليات الإجلاء من قبل الولايات المتحدة وعدة دول أخرى، بات مطار كابول يواجه تهديدات إرهابية متصاعدة حيث شن الجيش الأميركي ضربة عسكرية الأحد استهدفت آلية قال إنها مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد ساعات من إطلاق واشنطن تحذيرات من وجود تهديد إرهابي وصفته بالموثوق والمحدد يستهدف المطار.

كابول- تسلط التحذيرات التي أطلقتها الولايات المتحدة مساء السبت والضربة العسكرية التي نفذتها في العاصمة الأفغانية التهديدات الإرهابية التي باتت تتربص بمطار كابول الدولي عقب سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان.

وقال مسؤولان أميركيان إن الولايات المتحدة نفذت ضربة عسكرية في كابول الأحد. وقال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن اسميهما، إن الضربة استهدفت آلية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مضيفين أنهما ينقلان عن معلومات أولية وحذرا من أنها قد تتغير.

وجاء ذلك إثر تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من هجوم “محتمل جدا” على مطار كابول الأحد أو الإثنين بعد الاعتداء الدامي الذي استهدفه الخميس، قبل أيام من انتهاء عمليات الإجلاء التي تقوم بها الولايات المتحدة وفيما لا يزال العديد من الأفغان يأملون في مغادرة البلاد هربا من تهديد حركة طالبان.

جو بايدن: خطر حدوث هجوم إرهابي على مطار كابول يبقى مرتفعا

وكتب بايدن في بيان صدر مساء السبت أن “الوضع على الأرض يبقى بالغ الخطورة وخطر هجوم إرهابي على المطار يبقى مرتفعا”. وأضاف “أبلغني قادتنا بهجوم محتمل جدا خلال الساعات الـ24 إلى الـ36 المقبلة”.

وبعد بضع ساعات، حضت السفارة الأميركية في كابول جميع الأميركيين على مغادرة محيط المطار، وهو تحذير تكرره منذ بضعة أيام “بسبب تهديد محدد وموثوق”.

وصرح اثنان من مسؤولي الصحة في الإدارة الأفغانية السابقة أن حوالي تسعين شخصا نقلوا إلى مستشفيات كابول إثر الهجوم الخميس عند أحد مداخله توفوا، وأن حصيلة الجرحى وصلت إلى 150، فيما تحدّثت بعض وسائل الإعلام المحلية عن 170 قتيلا. كما قضى في الاعتداء 13 جنديا أميركيا ومواطنان بريطانيان.

ورد الجيش الأميركي على الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في ولاية خراسان بشن ضربة جوية بواسطة طائرة دون طيار. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على إثرها السبت مقتل “هدفين مهمين” في التنظيم هما من “المخططين” و”العملاء”.

وحذر بايدن من أن “هذه الضربة لن تكون الأخيرة”، مؤكدا “سنواصل مطاردة أي شخص ضالع في هذا الاعتداء المشين وسنجعلهم يدفعون الثمن”.

وقبل بضعة أيام من الموعد النهائي في الحادي والثلاثين من أغسطس لاستكمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما، تشارف عمليات إجلاء الراغبين في الفرار من البلد بعد سيطرة حركة طالبان عليه على نهايتها في مطار حامد كرزاي الدولي.

وأغلق مقاتلو طالبان كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا يسمحون بالمرور سوى للحافلات التي تحمل تصريح دخول. وأجبر الهجوم طالبان والأميركيين على التعاون بشكل أوثق. وأوضح مسؤول في طالبان “لدينا لوائح قدّمها الأميركيّون… إذا كان اسمك على اللائحة، يمكنك المرور”. لكن لم تعد هناك حشود أمام مداخل المطار بعدما كان الآلاف ينتظرون منذ أيام خارج الموقع على أمل السماح لهم بالدخول والصعود في رحلة مغادرة.

وفي مواجهة سيل الانتقادات في الولايات المتحدة والخارج لإدارته للأزمة الأفغانية ولعملية الانسحاب من البلد، أكد بايدن مجددا تمسكه بالمهلة المحددة للجسر الجوي، بعدما دعا الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بعد الاعتداء إلى مواصلة عمليات الإجلاء رغم كل شيء. وانتهت السبت عمليّة الإجلاء البريطانيّة من أفغانستان، مع إقلاع آخِر طائرة نقلت آخر العسكريين المتبقين.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن ما يصل إلى 1100 أفغاني مؤهلين للإجلاء إلى بريطانيا بقوا في البلد، فيما أكد قائد القوّات المسلّحة البريطانيّة الجنرال نيك كارتر أن لندن ستستقبلهم إذا تمكنوا من مغادرة البلاد بوسيلة أخرى بعد انتهاء المهلة، معتبرا أن “عدم التمكن من إخراج الجميع أمر مفجع”.

الاعتداء الذي استهدف مطار كابول قضى على 13 جنديا أميركيا ومواطنان بريطانيان
الاعتداء الذي استهدف مطار كابول قضى على 13 جنديا أميركيا ومواطنان بريطانيان

وأعلنت فرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا والسويد الجمعة أنها أنهت رحلات الإجلاء، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا قبلها.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت أن فرنسا أجلت 2834 شخصا من أفغانستان وتجري “محادثات” مع طالبان وقطر لمواصلة إخراج الأفغان المعرضين للخطر. وأوضح ماكرون في بغداد حيث يشارك في مؤتمر إقليمي أنه يجري الإعداد لعمليات الإجلاء بالتعاون مع قطر التي تستطيع، في إطار محادثاتها مع طالبان، “ترتيب عمليات النقل الجوي”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع الاثنين بشأن الوضع في أفغانستان. وأعلن ماكرون في مقابلة الأحد أن فرنسا وبريطانيا ستدعوان خلال الاجتماع إلى العمل من أجل إقامة “منطقة آمنة” في كابول لمواصلة العمليات الإنسانية.

وسعت طالبان منذ عودتها لإظهار صورة انفتاح واعتدال، لكن الكثير من الأفغان معظمهم من سكان المدن ومن المتعلمين، يخشون أن تقيم الحركة النظام المتشدد ذاته الذي حكمت به بين 1996 و2001 وارتكبت في ظله فظاعات.

قبل بضعة أيام من الموعد النهائي لاستكمال انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان تشارف عمليات إجلاء الراغبين في الفرار على نهايتها في مطار حامد كرزاي الدولي

لكنّ أفغانا كثرا، معظمهم في المدن ومن المتعلّمين، يخشون ألا تُقيم الحركة سوى النوع نفسه من النظام الأصولي والقاسي الذي شهدته البلاد خلال حكمها بين 1996 و2001. ويخشى الذين عملوا في السنوات الأخيرة مع أجانب أو مع الحكومة السابقة الموالية للغرب، أن يتم قمعهم أو حتى ملاحقتهم، وتهافتوا بالآلاف إلى المطار سعيا للرحيل.

وسعى مفاوض طالبان السابق في محادثات السلام بالدوحة شير محمد عباس ستانيكزاي للطمأنة. وأكد خلال مؤتمر صحافي أن النساء لديهن “الحق الطبيعي” في العمل، مضيفا “يمكنهنّ العمل والدراسة والمشاركة في السياسة والقيام بأعمال تجارية”.

5