التعرض لتلوث الهواء يزيد من حدة المرض العقلي

الأبحاث الحديثة أظهرت أن الزيادات الطفيفة في تلوث الهواء مرتبطة بارتفاع كبير في الاكتئاب والقلق وحالات الانتحار.
الاثنين 2021/08/30
تلوث الهواء يسبب انخفاضا حادا في الذكاء

لندن – أظهرت الأبحاث الحديثة أن الزيادات الطفيفة في تلوث الهواء مرتبطة بارتفاع كبير في الاكتئاب والقلق. وربطت الأبحاث بين الهواء الملوث وزيادة حالات الانتحار وأشارت إلى أن النشأة في أماكن ملوثة تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات العقلية.

وكشفت دراسة، شملت 13 ألف شخص في لندن، أن زيادة طفيفة نسبيا في التعرض لثاني أكسيد النيتروجين تؤدي إلى زيادة بنسبة 32 في المئة في خطر الحاجة إلى علاج مجتمعي وزيادة بنسبة 18 في المئة في خطر دخول المستشفى.

واستخدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة “بريتش جورنال أوف بسيكياتري” تكرار الدخول إلى المستشفى أو زيارات الأطباء والممرضات مقياسا للشدة. ووجد الباحثون أن تقليلا طفيفا في ملوث واحد وحده يمكن أن يقلل المرض ويجنب عشرات الملايين من دخول المستشفى سنويا.

وقال الباحثون إن النتائج من المرجح أن تنطبق على معظم المدن في الدول المتقدمة، وأن الحد من تلوث الهواء يمكن أن يفيد الملايين من الناس.

وأكد جوان نيوبري من جامعة بريستول، والذي قاد الدراسة أنه يمكن تعديل تلوث الهواء، وعلى نطاق واسع أيضا.

وقال نيوبري “نحن نعلم أن هناك تدخلات يمكن استخدامها، مثل توسيع المناطق منخفضة الانبعاث”. مشيرا إلى أن التدخلات الصحية النفسية على المستوى الفردي هي في الواقع صعبة للغاية.

وأشار يوانيس باكوليس من كينغز كوليدج لندن، والذي كان جزءا من فريق البحث، إلى أن مستويات تلوث الهواء في لندن انخفضت في السنوات الأخيرة، لكن لا يوجد مستوى آمن. وأكد أنه حتى في المستويات المنخفضة من تلوث الهواء، يمكن ملاحظة هذا النوع من التأثير المهم للغاية.

ووجدت أبحاث أخرى أن تلوث الهواء يسبب انخفاضا هائلا في الذكاء وهو مرتبط بالخرف. وخلصت مراجعة عالمية في عام 2019 إلى أن تلوث الهواء قد يضر بكل عضو في جسم الإنسان. وتتبعت الدراسة الجديدة، المرضى في جنوب لندن من أول اتصال لهم بخدمات الصحة العقلية واستخدمت تقديرات عالية الدقة لتلوث الهواء في منازلهم.

الحد من تلوث الهواء يفيد الملايين من الناس

وتفاوتت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في منطقة الدراسة بين 18 و96 ميكروغراما لكل متر مكعب. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا لمستويات أعلى من التلوث بمقدار 15 ميكروغراما في  المتر المكعب، لديهم مخاطر أعلى بنسبة 18 في المئة لدخولهم المستشفى وخطر أعلى بنسبة 32 في المئة في حاجة إلى علاج في العيادات الخارجية بعد عام.

وكان الرابط أقوى بالنسبة إلى ثاني أكسيد النيتروجين، الذي ينبعث إلى حد كبير من مركبات الديزل، ولكنه كان أيضا مهما لتلوث الجسيمات الصغيرة، والذي ينتج عن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري. وتفاوتت مستويات الجزيئات الصغيرة من 9 إلى 25 ميكروغراما في المتر المكعب، وزاد التعرض المتزايد لثلاث وحدات من خطر دخول المستشفى بنسبة 11 في المئة ومخاطر العلاج في العيادات الخارجية بنسبة 7 في المئة.

وقيّم العلماء بيانات المريض مرة أخرى بعد سبع سنوات من العلاج الأول ووجدوا أن الارتباط بتلوث الهواء لا يزال واضحا. ولم يتم تفسير النتائج من خلال مجموعة من العوامل الأخرى المحتملة بما في ذلك العمر والجنس والعرق والحرمان أو الكثافة السكانية، على الرغم من أن العوامل غير المحددة ربما لا تزال تلعب دورا مهما.

وقال الباحثون “إن تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل لشدة المرض والانتكاس يمكن أن يوجه جهود التدخل المبكر ويقلل من المعاناة البشرية والتكاليف الاقتصادية الباهظة الناجمة عن المرض العقلي المزمن طويل الأمد”.

21