التطبيقات التي تركز على دعم الصحة تساعد في ملء الفراغ

الوباء تسبب في زيادة حالات القلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية بين الشباب.
الثلاثاء 2021/02/09
التطبيقات الإلكترونية تعالج اضطرابات المشاعر الناجمة عن كورونا

نيويورك - كشفت أبحاث جديدة أن جائحة كورونا تؤثر على الصحة العقلية للأطفال والشباب أكثر من غيرهم، لكن الفروق الطفيفة هي ما تستحق التفكير فيها. فكلما كبر سن الطفل كلما زادت فرصة إصابته، كما تعاني الفتيات أكثر من الفتيان. ومعظمهم لا يتلقون أي مساعدة.

وتقول تيريزا رفائيل في تقرير لها نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء، “إن هذه هي الصرخة الصامتة لأزمة كورونا، ورغم أن الفايروس لم يسبب للشباب قدرا كبيرا من الضرر البدني، فإنه ترك الكثير منهم يواجهون ليس فقط تعلم ما هو الفقدان، ولكن أيضا الاضطراب العاطفي، الذي قد يكون متمثلا في فقدان الحافز أو القلق أو الانسحاب أو حتى الأفكار الانتحارية. ونظرا لأن نصف المشكلات الصحية العقلية لدى الكبار تبدأ من عمر الرابعة عشرة، فإن هذه مشكلة لا يمكن تأجيل التعامل معها”.

وينصح الخبراء أولياء الأمور بالتزام الهدوء وترك أطفالهم يتحركون، والتأكد من أنهم يأكلون جيدا ويأخذون قسطا كافيا من النوم. وينبغي تقديم النصيحة بحكمة، بمحاولة تعريف أي شاب في حالة ضيق أن القيام بتمشية قد يكون أفضل من اللجوء للدردشة أو مشاهدة الأفلام في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.

ويتمثل جزء من الحل، على الأقل بالنسبة لمن لا يواجهون مشكلات حادة، في العمل على إقناع أبنائهم بالاستفادة بشكل أفضل من الأجهزة الذكية التي يلتصقون بها بالفعل. ويمكن للتطبيقات التي تركز على دعم الصحة، أن تساعد في ملء الفراغات الناجمة عن إغلاق المدارس، وعن نظام رعاية صحية يتحمل أكثر من طاقته.

وتشير رفائيل إلى أن التحدي الأساسي يتعلق بتفهم نوع الدعم المطلوب. فقد كشفت دراسة مطولة واسعة النطاق للصحة العقلية للأطفال والشباب، أجريت في إنجلترا ونشرت الشهر الماضي، أن 16 في المئة من بين من تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسادسة عشرة يعانون من اضطراب عقلي محتمل، بالمقارنة بـ10.8 في المئة في عام 2017، ويقول أكثر من 27 في المئة من الفتيات (ما بين 17 و22 عاما) و13 في المئة من الفتيان إنهم يعانون من اضطراب عقلي.

Thumbnail

وبالمثل كشفت دراسة لمعهد السياسة التعليمية بالمملكة المتحدة نشرت في نهاية يناير الماضي، انخفاضا أكبر في الحالة الصحية للفتيات، وشهدت الجائحة زيادة في حالات القلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية بين الشباب، كما تم تسجيل زيادة في اضطراب حالات الأكل. والكثير من هذه التأثيرات يمكن رؤيتها في أنحاء العالم. وبعضها كان شديدا: فاليابان سجلت زيادة في حالات الانتحار، خاصة بين الفتيات خلال الموجة الثانية من الإغلاق (وكانت قد انخفضت أثناء الموجة الأولى).

ورغم أن الغموض والعزلة بسبب الجائحة يؤثران على الأطفال من جميع الخلفيات، تتضاعف الأمور بالنسبة للأطفال الأكثر فقرا. ويحتمل أن الشباب الذين يعانون من مشكلات عقلية ينتمى معظمهم إلى أسر تعاني من عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية. كما أن نفس هؤلاء الشباب يعانون أكثر من غيرهم بالنسبة لفقدان التعلم بسبب الإغلاق. وتتمثل الأخبار السارة في أن هناك زيادة في الوسائل المساعدة الرقمية بالنسبة للصحة العقلية، ومن بينها البعض الذي يركز على الأطفال. والأمل هو أن تستطيع هذه الأدوات أثناء الانتظار لاستعادة دخول المدارس وتوسيع نطاق الدعم من جانب أنظمة الرعاية الصحية، الحيلولة دون أن تترك اضطرابات المشاعر الناجمة عن الجائحة آثارا طويلة المدى.

وترى رفائيل أن ما اعتاد أن يكون مجرد جزء هامشي ضئيل من التكنولوجيا المتعلقة بالصحة، سرعان ما اتسع نطاقه العام الماضي خاصة في الولايات المتحدة. فالكثير من التطبيقات توفر غرفا للدردشة، وكتابة الرسائل وحتى جلسات علاج منفردة. كما تتيح عدم الإفصاح عن الهوية والمرونة والجاذبية للمراهقين، الذين يقضون بالفعل جزءا كبيرا من حياتهم على الإنترنت.

وليس من المستغرب أن عام 2020 كان عاما قياسيا بالنسبة للاستثمار في مشروعات التكنولوجيا المرتبطة بالصحة العقلية بشكل عام، حيث كان هناك 146 صفقة بلغت قيمتها 1.6 مليار دولار من رأس المال الاستثماري منذ العاشر من ديسمبر.

ومنذ بداية الجائحة، سجلت الجمعية الخيرية لدعم الصحة العقلية للشباب Stem4 أكثر من 500 ألف تنزيل لتطبيقاتها المجانية، التي حصلت على موافقة الدائرة الوطنية للخدمات الصحية والخاصة بالإقناع بعدم إلحاق الضرر بالنفس، والمساعدة في التعامل مع القلق. وهذه الأعداد توضح أن مثل هذه التطبيقات سوف تصبح أكثر شيوعا لو أثبتت فعاليتها.

21