التحول الرقمي يفرض على المذيع التلفزيوني امتلاك مهارات أكبر

لندن – يزداد توجه الجمهور من التلفزيون إلى المنصات الرقمية بشكل متسارع، ما يضع وسائل الإعلام أمام تحدّي التحول من خدمة جمهور التلفزيون إلى خدمة جمهور واسع بغض النظر عن مكان وجوده، وانتقال المذيع التلفزيوني إلى مذيع شامل يراعي طبيعة المنصات الرقمية.
ويؤكد تقرير نشره موقع “إنسايدر انتيلغانس” أن أوقات مشاهدة التلفزيون تنخفض بشكل أسرع مما كان متوقعا. ففي عام 2019، كان وقت مشاهدة التلفزيون يوميا 4 ساعات و10 دقائق، وانخفض في عام 2021 إلى 3 ساعات و37 دقيقة.
وأشار التقرير إلى أن عام 2019 شهد تغيرات كبيرة، ونزيف المشاهدين نحو المنصات الرقمية. فالأجيال الشابة تفضل مشاهدة التلفزيون عبر الإنترنت، مثل تطبيقات البث عبر الهاتف المحمول، بدلا من مشاهدة التلفزيون الفعلي.
ويحصل غالبية جيل الألفية على أخبارهم من التلفزيون والمصادر الرقمية معا. ومع ذلك، فإن 36 في المئة من الأخبار تتم متابعتها عبر المصادر الرقمية فقط، بينما يحصل 8 في المئة فقط من المستهلكين الشباب على الأخبار من التلفزيون وحده. وهذا يؤدي إلى أن فشل الإعلام في التواصل مع المشاهدين عبر الإنترنت ستكون له عواقب سلبية، لاسيما على المذيعين الذين يتطلعون إلى توسيع نطاق انتشارهم.
ويجب على المذيعين التكيف مع التغييرات الإعلامية من أجل الاحتفاظ بمكانتهم ومكانهم. وسيساعد تحديد التغييرات الرئيسية والاتجاهات الناشئة في أساليب البث المتطورة، العاملين في الصناعة على تحديد كيفية تعديل استراتيجياتهم الإعلامية، وكيفية الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل لتحقيق النجاح والانتشار.
وقال المذيع تيم هيلر المتخصص في أحوال الطقس لموقع “آي.بي.إم”، إن “الطرق المبتكرة الجديدة لنشر المعلومات، مثل الخدمات الإخبارية المستمرة على مدار الساعة، ستصبح أكثر قيمة. إضافة إلى التحسينات في تكنولوجيا الطقس وحيوية النشرة الجوية في تقديم المعلومات المحلية الدقيقة التي يتوق إليها الناس ويتوقعونها بطريقة تناسب تطبيق البث عبر الإنترنت”.
ورغم أن المذيعين يبذلون جهدا كبيرا في تقديم محتوى متنوع من حيث الحجم وطبيعة المادة، لكن البعض منهم يحقق نجاحا أكبر من الآخرين، لكن ذلك لا يعني أن ما ينتجه الرابحون هو بالضرورة أفضل من الآخرين.
ويعود ذلك إلى أن الكثير من صناع المحتوى، يميلون إلى الاهتمام بتقديم الحقائق على أكمل وجه، وضخ عدد كبير من المعلومات لمواكبة عصر السرعة، لكنهم يتجاهلون أهمية ربط النقاط الأساسية في المادة المقدمة، مما يترك المستخدمين يتساءلون “وماذا في ذلك؟”.
ويقول التقرير إن المذيع يحتاج دائما الإجابة عن الأسئلة التي تحير الجمهور، وهو ما يُظهر فهمه للاحتياجات العملية للمستخدمين، حيث يجب أن يبحث عن كل ما له صلة بحياة المستخدمين اليومية. وهي ليست بالمهمة الصعبة في ظل التكنولوجيا التي سهلت العلاقة بين المستخدمين والمذيعين، بحيث يمكن توسيعها في الأشهر والسنوات القادمة.