التحكيم يثير الجدل في الدوري المغربي

الرباط - يشهد الدوري المغربي ببلوغ مراحله الحاسمة واقترابه من نهايته صراعا شديدا على درع المسابقة بين الثنائي البيضاوي الوداد والرجاء.
إلا أنه ببلوغ هذه المحطة ارتفعت وتيرة الاحتجاجات على قرارات التحكيم بشكل غير مسبوق وتنامت التظلمات والاحتجاجات على أطقم التحكيم من عديد الفرق التي تطالب تدخلا فوريا لجهاز الكرة لإنهاء ما وصفه أكثر من مسؤول بالمهازل الكبيرة والقرارات الغريبة للحكام بحضور “الفار”.
كان المغرب أول البلدان العربية والأفريقية التي طبقت تقنية الفار في ملاعبها وكان ذلك رهانا كبيرا لاتحاد الكرة وتحديدا رئيسه فوزي لقجع الذي أصر الموسم المنقضي على وجود هذه التقنية مهما كلفه ذلك من إيرادات مالية هامة ومن دورات تكوين وتعلم.
وأضاف في تصريحات إعلامية عديدة أن الغاية هي إنهاء الجدل التحكيمي والمساهمة في تكافؤ الفرص بين الجميع وإقرار تنافس عادل بين الفرق. ولم ينطلق الدوري بعد استئنافه على إثر جائحة كورونا إلا بعد أن جرى تثبيت الفار في كافة الملاعب.
ظروف مثالية
بعد التجربة الأولى والصعوبات التي رافقتها لغاية الاعتياد عليها، وتأكيد يحيى حدقة مدير جهاز التحكيم بالمغرب على ضرورة دعم الحكام وتمتيعهم بظروف مثالية لتشغيل وتطبيق التقنية كان الرهان كبيرا على نجاح الفار في موسمها الثاني خاصة بعد دعم رئيس اتحاد الكرة للحكام وحثهم على التعامل العادل مع كافة الفرق ولو اقتضى ذلك العودة إلى الفار مهما استغرق ذلك من وقت.
وبعد انتصاف الموسم الحالي أثيرت العديد من المؤاخذات منها عدم عودة العديد من الحكام إلى الفار للتأكد من اللقطات مثار الجدل وحتى بعد عودتهم أصر عدد من الحكام على الاحتفاظ بسلطاتهم التقديرية السابقة ليتشبثوا بقراراتهم وليس ملاحظات غرفة الفار إضافة إلى استغراق وقت طويل للتأكد من بعض اللقطات وهو ما يؤثر على إيقاع المباريات ويقابل بانتقاد واسع من الجماهير.
في الفترة الأخيرة استعر الجدل أكثر حول الفار وظهر الوداد في مقدمة الأندية التي تؤكد وجود تحامل عليها من طرف الحكام ليصرح رئيس النادي سعيد الناصيري بأنه تحدث مع المسؤولين عن جهاز التحكيم في هذا الشأن وأبلغهم استياء ناديه.
وأعقب ذلك خروج ألتراس الفريق للشارع بلافتات تحتج على مديرية التحكيم.
سريع وادي زم ومولودية وجدة واتحاد طنجة والمغرب التطواني ثم شباب المحمدية وأندية أخرى، انتقدت قرارات تحكيم وصفتها بالجائرة إما بإلغاء أهداف صحيحة أو احتساب ركلات جزاء خيالية أو التأثير على سير مبارياتها بقرارات غريبة أغلبها انضباطي.
والمثير للانتباه أن الحكام الذين تم وضعهم في قفص الاتهام أغلبهم من الدوليين وتورطوا مؤخرا في هفوات لا يرتكبها الحكام المبتدئون بشهادة خبراء في مجال التحكيم بالمغرب.
موجة قوية
بعد هذه الموجة القوية من الاحتجاجات خرج جمال الدين الكعواشي رئيس لجنة التحكيم بالمغرب عبر راديو مارس ليرد ويؤكد أن لجنته تراقب بقلق شديد واهتمام أيضا الجدل الذي يدور حاليا بالمغرب بسبب أخطاء الحكام ووعد بالتدقيق فيها.
وقال “نعد كل الفرق التي اشتكت بأننا نهتم بملفاتها وسندقق فيها وفي اللقطات المشبوهة. الفار تقنية حديثة بالمغرب وعلى الحكام أن يجتهدوا أكثر لا أن يعولوا عليها بنسبة مئوية كبيرة”.
وتابع الكعواشي “نقدر الاحتجاجات لكن لا ينبغي تهويل الأمور ضمانا لإنهاء الموسم بشكل هادئ ودون ضحيج وبعيدا عن الاتهامات المجانية”.
كما قرر اتحاد الكرة المغربي الانفتاح على شكاوى الفرق بتخصيص يوم دراسي بداية كل أسبوع لمناقشة الهفوات المرتكبة بالمباريات وتحديد مسؤولية المتسببين فيها وكذلك الحلول لتجاوزها.
قال مصدر من الرابطة الاحترافية لكرة القدم، إنه لم يتقرّر إلى غاية هذه اللحظة، تعيين حكام أجانب لقيادة بعض مباريات الجولات المتبقية من الدوري المغربي، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب استشارة واتفاق اللجان المسؤولة.
ونفى المصدر اتخاذ أي قرار في هذا الخصوص، مؤكدا أنه لا يمكن الحسم في هذا الموضوع حاليا، خاصة مع استعانة الدوري المغربي بتقنية الفار.