التحفظات على بعض بنود إعلان نيروبي لا تؤثر على استعدادات "تقدم" لعقد المؤتمر التأسيسي

الخرطوم – أثارت بعض بنود إعلان نيروبي الذي وقعه رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم" عبدالله حمدوك، ورئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال عبدالعزيز الحلو تحفظات بعض القوى السياسية المنخرطة ضمن تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، لكن من غير المرجح أن يؤثر ذلك على الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر التأسيسي للتحالف المدني.
وتضمن إعلان نيروبي منح الشعوب السودانية حق تقرير المصير، حال لم تُضمن المبادئ الواردة في الدستور الدائم، والتي على رأسها فصل الدين عن الدولة وتأسيس دولة علمانية مدنية وتأسيس منظومة عسكرية أمنية جديدة.
وبدا أن الهدف من الإعلان هو قطع الطريق على محاولة الحركة الإسلامية مجددا ابتلاع الدولة السودانية من خلال الجيش الذي بات رهين قراراتها. ويقول مراقبون إن المواقف التي أعلنتها قوى مؤسسة من "تقدم"، لا تعني الاعتراض عن الإعلان لكن على بعض البنود، وهو أمر سيكون مفتوحا للنقاش خلال المؤتمر التأسيسي المنتظر.
وقد أشار إعلان نيروبي في أحد بنوده إلى عقد مائدة مستديرة تشارك فيها كل القوى الوطنية المؤمنة بالمبادئ الواردة فيه. وأبدى كل من حزب الأمة القومي والتجمع الاتحادي تحفظات على مسألتي فصل الدين عن الدولة وأيضا الحق في تقرير المصير. وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، في بيان إن “إعلان نيروبي حوى قضايا خلافية تُبحث في المؤتمر القومي الدستوري، خاصة طبيعة الدولة ومسألة الدين والدولة والهوية ونظام الحكم وإجازتها بواسطة برلمان منتخب”.
ما تضمنه إعلان نيروبي من مبادئ وأهداف يتسق تماما مع رؤية الجبهة الثورية السودانية خصوصا الدعوة لوقف الحرب وتأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي
ولفت البرير إلى إدراك الحزب تعقيدات المشهد السوداني بسبب الحرب، حيث يعمل ضمن تنسيقية "تقدم" على نجاح المؤتمر التأسيسي لإدارة حوار شفاف حول إعادة بناء الدولة، بغرض التوافق على رؤية التحالف السياسية، ومن ثم مناقشة هذه القضايا في مائدة مستديرة تُشارك فيها كل الأطراف السودانية لإيجاد حل للأزمة.
من جهته قال التجمع الاتحادي إنه يُرحب بكافة جهود توسيع مظلة القوى المدنية الساعية لوقف الحرب واستئناف عملية الانتقال، مشددًا على أن إعلان نيروبي اشتمل على العديد من القضايا التي تؤسس لمستقبل البلاد وضمان استدامة النظام الديمقراطي.
ولفت إلى أنه يتحفظ بوضوح “على طرح إعلان نيروبي لقضية تقرير المصير، خاصة وأنه جرى ربطها بموضوعات شائكة من بينها العلمانية”. وشدد على أن قضية العلمانية يتوجب نقاشها في المائدة المستديرة والمؤتمر الدستوري. وتعقد تنسيقية "تقدم"، في نهاية مايو الجاري مؤتمرها التأسيسي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وسيتضمن المؤتمر بحث قضايا التأسيس ورؤية التحالف وحشد الدعم لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ويشكل المؤتمر التأسيسي مرحلة جديدة للقوى المدنية الساعية إلى إيقاف الحرب، ويؤمن كثيرون بأن إعلان نيروبي من شأنه أن يدعم جهود وقف الحرب خصوصا وأنه يضم أبرز الحركات المسلحة. ورحبت الجبهة الثورية السودانية بإعلان نيروبي. وقال في بيان لها إنه خطوة مهمة في اتجاه توسيع قاعدة الكتلة الرافضة لاستمرار الحرب بالسودان.
وأكدت الجبهة الثورية على أن ما تضمنه إعلان نيروبي من مبادئ وأهداف يتسق تماما مع رؤيتها خصوصا الدعوة لوقف الحرب وتأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي وفصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة.