التجدد المتسارع للسيارات النظيفة يحدد بوصلة انتشارها

شركة تسلا تروج لسيارتها موديل واي من خلال إمكانية تجهيز سيارتها المدمجة بصف مقاعد ثالث.
الأربعاء 2020/07/22
بورشه تيكان في سباق التطوير

تختلف السيارة الصديقة للبيئة عن الطرازات التي تعتمد على محرك الاحتراق الداخلي في عدة تفصيلات، مثل عدم وجود بادئ الحركة وعصا قياس مستوى الزيت ومجموعة العادم، ما يجعل التعامل معها أسهل خلال القيادة على الطرقات رغم المفاجآت التي تخفيها.

برلين - تتزايد قناعة المختصين بأن المركبات النظيفة لديها طابع استثنائي في كل شيء ولاسيما طريقة التعامل معها أثناء القيادة على الرغم من المشاكل التي قد تعترض السائق نتيجة التعقيدات التكنولوجية المكونة منها هذه الأنواع من السيارات.

ويُرجع المطورون ذلك لكون السيارات الكهربائية لا تحتوي ببساطة على المكونات الكلاسيكية من قبيل فلتر الهواء وفلتر الوقود وفلتر الزيت وشمعات الإشعال.

وينعم أصحاب السيارات الصديقة للبيئة بمعايشة أجواء مختلفة لمتعة القيادة سواء كانت سيارة صغيرة للسير داخل المدن أو سيارة كبيرة للأراضي الوعرة على غرار السيارات الرياضية.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى شتيفان فيكباخ، المسؤول عن تطوير سيارة بورشه تيكان قوله إن “السيارات النظيفة تمتاز بالسرعة الكبيرة، فعلى العكس من محركات الاحتراق الداخلي تصل المحركات الكهربائية إلى أقصى قوة سحب لها بعد مسافة قصيرة”.

ومع ذلك فإن التسارع ليس خطيا، ويمكن أن يتراجع بشكل ملحوظ اعتمادا على موديل السيارة والشركة المنتجة.

وبغض النظر عن السرعة، التي يمكن الوصول إليها بواسطة السيارة الكهربائية، فإنه يتعذر الوصول إلى الحدود القصوى للسرعة؛ لأن ذلك سيقلل من مدى السير المتوقع.

ولذلك تقوم الشركات العالمية مثل مرسيدس وأودي بتحديد السرعة القصوى في الموديلات الكهربائية عند حدود 180 كلم/ساعة.

وتسمح في الحالات الاستثنائية للموديلات الرياضية مثل إي – ترون سبورتباك أس بالوصول إلى سرعة 210 كلم/ساعة.

ويتعين على السائق إعادة معايرة نظام الإحداثيات الخاص به مجددا لأنه يفقد الشعور بالسرعة قليلا عند السير داخل المدن نظرا لعدم سماعه لضجيج المحرك المعتاد.

شتيفان فيكباخ: السيارات الكهربائية الحديثة تمتاز بسرعتها الكبيرة
شتيفان فيكباخ: السيارات الكهربائية الحديثة تمتاز بسرعتها الكبيرة

وتعود الأمور إلى طبيعتها عندما يتم السير بسرعة أعلى من 80 في المئة، حيث يظهر ضجيج الإطارات والرياح ويتداخل معها صوت المحرك.

وتعتبر المكابح من التجارب الجديدة أيضا في السيارات الكهربائية، وأوضح كريستيان شتروبه، من قسم التطوير بشركة سكودا التشيكية، أنه من أجل الوصول إلى الحد الأقصى لمدى السير فإن السيارات الكهربائية تقوم باستعادة طاقة الكبح مرة أخرى.

ويتم تحويل أقطاب المحرك الكهربائي إلى مولد مثل سيارة سكودا إينياك القادمة من الموديلات الرياضية متعددة الأغراض (أس.يو.في).

وبمجرد أن يقوم السائق برفع قدمه عن دواسة المكابح فإن الطاقة الحركية تتحول إلى طاقة كهربائية وتتباطأ بذلك السيارة، دون الحاجة إلى المكابح الميكانيكية، ولذلك دائما ما يتحدث سائقو السيارات الكهربائية عن القيادة بدواسة واحدة.

وإلى جانب تجربة القيادة الخالصة وهدوء المحرك أثناء القيادة، تمتاز السيارات الكهربائية ببعض الخصائص التي ترتبط بالمحرك الكهربائي بشكل غير مباشر، ومنها زيادة المساحة المخصصة للركاب.

ويؤكد المختصون أن ذلك يحصل نظرا لأن المحركات الكهربائية أصغر من محركات الاحتراق الداخلي، وبالتالي فإنه يتم تركيبها مع البطاريات في قاع السيارة.

واستنادا على ذلك فإن الطرز، التي تم تطويرها للمحركات الكهربائية خصيصا توفر مساحة أكبر للركاب بشكل ملحوظ.

ويقول فرانك فيلش، مدير التطوير بشركة فولكسفاغن، إن سيارة آي.دي 3 الكهربائية تأتي بأبعاد مثل سيارة غولف، ولكن مقصورتها الداخلية مثل شقيقتها باسات.

وتروج شركة تسلا لسيارتها موديل واي من خلال إمكانية تجهيز سيارتها المدمجة بصف مقاعد ثالث، بالإضافة إلى إمكانية استعمال مقدمة السيارة كصندوق أمتعة، على غرار السيارات الرياضية، التي يتم فيها تركيب المحرك في الخلف أو في المنتصف، مثل بورشه 911.

وتخطو الموديلات الكهربائية خطوات متطورة للغاية في ما يتعلق بتصميم مقصورة القيادة نظرا لأنها لا تحتوي على بعض المكونات الموجودة في السيارات التقليدية، ولذلك يكثر وجود الشاشات الكبيرة والشاشات اللمسية في السيارات الكهربائية.

ويختلف مفهوم البيان والاستعلام بين الطرازات النظيفة، ولكن يمكن لقائد السيارة التحكم في شحن السيارة الكهربائية عبر تطبيق الهواتف الذكية، ويسري ذلك أيضا على استعمال التيار الكهربائي من محطة الشحن لتدفئة السيارة أو تبريدها قبل الانطلاق بالسيارة.

ويمتاز الجيل الجديد من السيارات ذات المحركات الكهربائية بانخفاض تكاليف الصيانة وذلك لاستغنائها عن تغيير الزيت على سبيل المثال.

ويعتقد الخبراء أن تكاليف صيانة سيارة كهربائية تقل في المتوسط بنحو 20 إلى 30 في المئة عن مثيلتها المعتمدة على محرك احتراق داخلي، فضلا عن التكاليف الأقل للرحلة الواحدة.

ويختلف مدى سير السيارات الكهربائية على الطرقات السريعة حيث تزيد مقاومة الهواء، وتعد الأنظمة المعتمدة على التيار الكهربائي مثل التدفئة والمكيف من العوامل التي تؤثر على الاستهلاك أيضا.

وعند انخفاض الطاقة فإن السيارة الكهربائية تحتاج إلى إعادة شحن البطارية، والتي لا توجد في الغالب في محطات التزود بالوقود العادية، وهذا قد يسبب إزعاجا لصاحب السيارة أو قائدها.

17