التجارة العالمية تنمو بوتيرة تخالف التوقعات

 الاقتصاد العالمي تعرض لهزة كبيرة خلال 2020، والذي شهد الإغلاق الكبير وتوقف الإمدادات العالمية بسبب مخاوف الإصابة بفايروس كورونا.
الأربعاء 2021/10/06
التعافي مسألة وقت

جنيف – اكتسبت تجارة البضائع العالمية زخما كبيرا في الآونة الأخيرة وتجاوزت الذروة التي سجلتها قبل انتشار الجائحة رغم مشاكل الإمدادات المستمرة، لكن منظمة التجارة العالمية ترى أن قوة الانتعاش ستعتمد على سرعة استكمال حملات التطعيمات ضد كورونا.

وبحسب آخر تقديرات المنظمة، يتوقع أن يسجل حجم التجارة العالمية في السلع نموا بنسبة 10.8 في المئة بنهاية العام الجاري على أن تنخفض في العام المقبل لتبلغ قرابة 4.7 في المئة.

وهذه الأرقام تخالف توقعات سابقة حينما قالت المنظمة في مارس الماضي إنها ترجح ارتفاع التجارة حول العالم بنحو ثمانية في المئة فقط هذا العام على أن تبلغ نحو 4 في المئة بنهاية 2022.

وقالت المديرة العامة لمنظمة نغوزي أوكونغو إيوالا في مؤتمر صحافي “يمكننا أن نتوقع انتعاشا كبيرا نظرا لحجم التراجع التجاري الذي واكب بداية وباء كوفيد – 19 في 2020، عندما تقلص حجم التجارة العالمية للبضائع بنسبة 5.3 في المئة”.

نغوزي أوكونغو إيوالا: نتوقع انتعاشا بواقع 10.8 في المئة بعد تراجع بنحو 5.3 في المئة

وتعرض الاقتصاد العالمي لهزة كبيرة خلال 2020، والذي شهد الإغلاق الكبير وتوقف الإمدادات العالمية بسبب مخاوف الإصابة بفايروس كورونا، مما ألقى بتصنيفات ائتمانية سلبية على الشركات حول العالم. ويتوقع خبراء المنظمة أن يعود هذا النمو إلى المعدلات المعتادة مع استئناف تجارة السلع للمسار الذي كانت عليه قبل الجائحة.

ومع ذلك رأوا أن القضايا المتعلقة بالعرض مثل نقص أشباه الموصلات والتراكم في الموانئ يمكن أن تضغط على سلاسل التوريد وتؤثر على التجارة في بعض القطاعات لكن لا يتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الشركات العالمية.

وتقول المنظمة إن التوقعات الحالية قريبة من السيناريو المتفائل الذي ورد في آخر التقديرات التجارية، إلا أن احتمالات سيناريو تشاؤمي تسود الآن، خاصة بسبب التوتر في سلاسل التوريد العالمية واحتمال عودة الوباء، حيث يشير خبراء منظمة إلى بلوغ التضخم ذروات متوقعة.

وبالإضافة إلى هذه المخاطر تشعر المنظمة بقلق من التفاوت الحاد في نمو التجارة بين منطقة وأخرى. ويبدو خصوصا أن مناطق الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأفريقيا تتجه نحو أضعف انتعاش على صعيد التصدير.

وقالت إيوالا إن “الأرقام التجارية هي أحدث دليل على أن عدم المساواة في الحصول على اللقاحات يؤدي إلى تفاقم الاختلافات الاقتصادية بين المناطق”.

وتم إنتاج وإعطاء أكثر من ستة مليارات جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 في جميع أنحاء العالم. لكن إيوالا عبرت عن أسفها لأنه لم يتم حتى الآن تطعيم أكثر من 1.4 في المئة من السكان في البلدان ذات الدخل المنخفض، مقابل 58 في المئة في الدول الغنية.

وفي مايو الماضي، توقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ارتفاع معدل نمو التجارة العالمية من حيث القيمة بنسبة 16 في المئة خلال 2021 بمقارنة سنوية، لكن ذلك تعتمد على الحد من القيود المرتبطة بالجائحة.

Thumbnail

وذكر خبراء أونكتاد في تقرير حينها أن التوقعات تعتمد على الاتجاه الإيجابي المستمر في أسعار السلع الأساسية وحزمة التحفيز المالي من الاقتصادات المتقدمة وظروف الاقتصاد الكلي والمالية الداعمة.

ومع اقتراب المؤتمر الوزاري الثاني عشر للمنظمة والذي سيعقد من الثلاثين من نوفمبر وحتى الثالث من ديسمبر المقبلين، دعت إيوالا الأعضاء إلى “إظهار الوحدة والاتفاق على رد قوي من المنظمة على الوباء من شأنه أن يضع الأسس لإنتاج أسرع للقاحات وتوزيع أكثر عدلا”. وأضافت “من الضروري الحفاظ على الانتعاش الاقتصادي العالمي. سياسة التطعيم هي بالفعل سياسة اقتصادية وتجارية مهمة”.

وبناء على اقتراح من الهند وجنوب أفريقيا، تجري منظمة التجارة العالمية مفاوضات منذ 2020 بشأن إعفاء اللقاحات وغيرها من العلاجات المضادة لفايروس كورونا من حقوق الملكية الفكرية لتسهيل الحصول عليها.

وهذا المبدأ الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية، تعارضه مجموعات الأدوية العملاقة وبعض الدول الأوروبية التي تؤكد أن إبرام اتفاقات بين المؤسسات ممكن ويتزايد بما في ذلك في أفريقيا.

واعترفت إيوالا بأنه “موضوع صعب”، لكنها أضافت “نأمل أن نتمكن من التوصل إلى حل وسط معقول بشأن مسألة الملكية الفكرية ونأمل أن يكون هناك حل عملي يلقى قبول الطرفين”.

وأكدت أن أعضاء المنظمة يعملون “بجد” للتوصل قبل المؤتمر الوزاري إلى اتفاقات في مجالات عدة، بما في ذلك المساعدات المالية التي تشجع الصيد الجائر وهو موضوع تتناقش البلدان حوله منذ أكثر من 20 عاما.

10