البنك الدولي يعاضد جهود المغرب نحو التصدي لندرة المياه

مؤسسة التمويل الدولية تعلن عن قرض قيمته 108 ملايين دولار لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات.
الجمعة 2024/09/20
لا حياة دون ماء

تلقى المغرب دعما جديدا لبرنامجه المتعلق بمشاريع توفير المياه، باعتبارها على رأس الأولويات لتعزيز البنية التحتية ومرافق الشبكة المحلية، وسط تحديات المناخ التي تسببت في ندرة هذا المورد، مما انعكس على المخزونات وأثر على القطاعات الحيوية.

الرباط - قدم البنك الدولي عبر ذراعه مؤسسة التمويل الدولية تمويلات لشركة الفوسفات المغربية (أو.سي.بي) لإقامة مشروع يهدف إلى معالجة نقص المياه بزيادة الإمدادات المستدامة لإنتاج الأسمدة ولفائدة المزارعين والأسر مع دعم إنتاج محاصيل ذات قيمة مضافة عالية.

وسيسهم المشروع في دعم أولويات الحكومة في مجال التنمية المستدامة، وضمان مستقبل أكثر صمودا وآمن غذائيا في قارة أفريقيا.

وأوضح الطرفان في بيان مشترك صدر بواشنطن الجمعة الماضي أنه “بهدف زيادة إمدادات المياه المستدامة أعلنت مؤسسة التمويل الدولية عن قرض قيمته 108 ملايين دولار لمجموعة المكتب الشريف للفوسفات”.

وهذا المشروع حسب الرئيس التنفيذي لشركة الفوسفات مصطفى التراب، يعكس التزام المجموعة بالتنمية المستدامة والابتكار.

وقال إنه “من خلال تأمين مصادر موثوقة من المياه المحلاة، فإننا لن نتمكن فقط من ضمان استمرارية نمو أنشطتنا، بل سنوفر في الوقت ذاته موارد أساسية للسكان”.

مختار ديوب: مشروع أو.سي.بي يؤكد تذليل التحديات المعقدة للتنمية
مختار ديوب: مشروع أو.سي.بي يؤكد تذليل التحديات المعقدة للتنمية

وأضاف إن “المبادرة تتماشى بشكل كامل مع رؤية المجموعة لتعزيز القدرة على الصمود والتكيف، وكذا الأمن الغذائي في كافة أنحاء إفريقيا، مبرزا أنه “وبالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، سنمهد السبيل نحو مستقبل مستدام ومزدهر”.

وفي ظل الاجهاد المائي الذي يواجهه المغرب، وتحديات الجفاف والتغيرات المناخية، تراهن أو.سي.بي على إستراتيجية محكمة لمواجه هذه المعضلة، وتشمل هذه إطلاق الشركة من المشاريع الهادفة إلى معالجة وتحلية المياه العادمة.

وتطمح أو.سي.بي عبر المشاريع الواعدة التي ستوفر سعة إجمالية تقدر بنحو 106.7 ملايين متر مكعب سنويا، مواجهة التحدي الكبير الذي تشهده البلاد بسبب ندرة المياه عن طريق استخدام المياه البديلة، وتجنب تصريف المياه العادمة لحماية الطبقة المائية من التلوث.

ويدعم القرض بناء خط لأنابيب المياه بطول 219 كيلومترا ومحطة ضخ لنقل المياه المحلاة من محطات التحلية الحالية، وتلك المرتقب إنشاؤها من قبل شركة الفوسفات بالجرف الأصفر على المحيط الأطلسي، إلى مواقع الإنتاج التابعة لها في مدينة خريبكة.

ويوفر خط الأنابيب الذي تصل سعته الإجمالية السنوية إلى 80 مليون متر مكعب لشركة أو.سي.بي موردا مستداما وموثوقا للمياه، فضلا عن توفير المياه للمزارعين والشركات والمستهلكين في خريبكة وضواحيها.

واعتبر مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، أن “هذا المشروع المبتكر الذي تنجزه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط يظهر كيف يمكن للشركات تطوير حلول لمعالجة التحديات المعقدة للتنمية”.

المشروع سيسهم في دعم أولويات الحكومة في مجال التنمية المستدامة، وضمان مستقبل أكثر صمودا وآمن غذائيا في قارة أفريقيا

وأبرز أنه “من خلال دعم بناء خط الأنابيب، ستمكن مؤسسة التمويل وأو.سي.بي من تلبية احتياجاتها من المياه، وتوفير موارد حيوية للسكان ودعم إنتاج محاصيل ذات قيمة مضافة عالية، مما يساهم في ضمان مستقبل أكثر صمودا وآمن غذائيا”.

ويندرج خط الأنابيب في إطار برنامج المياه للشركة الحكومية، الذي يعمل على إنجازه ذراعه أو.سي.بي غريبن ووتر والهادف إلى تزويد المجموعة بالمياه غير التقليدية بنسبة 100 في المئة بحلول نهاية سنة‫ 2024.

وكشف تقرير قدمه وزير التجهيز، نزار بركة في مجلس النواب، أن مستوى المياه الجوفية انخفض خلال عامي 2022 و2023 بسبب الاستغلال المفرط لها، وعلى إثرها اتخذت الحكومة عددا من الإجراءات ضمن مخطط عمل استعجالي تضمن عددا من التدابير.

وأوضح أنه من بين تلك التدابير إنجاز مشاريع تحلية مياه البحر لتزويد المدن الساحلية، ومواصلة برنامج إعادة استعمال المياه العادمة لري المساحات الخضراء وملاعب الغولف، إضافة إلى تجهيز محطات متنقلة لتحلية مياه البحر.

مصطفى التراب: ملتزمون عبر توفير المياه بالتنمية المستدامة والابتكار
مصطفى التراب: ملتزمون عبر توفير المياه بالتنمية المستدامة والابتكار

وتوقع البنك الدولي في تقريره حول رصد الوضع الاقتصادي بالمغرب أن يشهد الاقتصاد تباطؤا معتدلا في عام 2024، بسبب ضعف المحصول الزراعي.

كما رجح أن ينخفض معدل النمو الاقتصادي إلى 2.9 في المئة، ويرجع ذلك أساسا إلى انكماش القيمة المضافة الزراعية بنسبة 3.3 في المئة، نظرا للظروف المناخية السيئة التي شهدها الموسم الماضي.

وبحلول سنة 2027، وبفضل استثمارات تبلغ قيمتها الإجمالية 611 مليون دولار، تسعى أو.سي.بي إلى إنتاج 560 مليون متر مكعب سنويا من مياه التحلية، و60 مليون متر مكعب ‫سنويا من المياه المعالجة للمساهمة في تنمية الأرياف والمدن الصناعية.

وإلى جانب التكنولوجيات الجديدة، التي ستساهم‫ في تخفيض احتياجات الشركة من المياه، فإن ذلك سيضمن تلبية احتياجاتها ‫لعملياتها الصناعية، وأيضا توفير فائض إمدادات لفائدة السكان، وبالتالي تعزيز قدرتها على التكيف في مواجهة تغير المناخ.

ويتماشى المشروع، الذي يدعم أولويات المغرب في مجال التنمية المستدامة بشكل وثيق مع إستراتيجية البنك الدولي بالمغرب، التي تولي أهمية خاصة لقضايا المناخ.

ومن المرتقب أن يتم، بحلول سنة 2030، تزويد خط الأنابيب حصريا من خلال المصادر المتجددة، مما سيساهم في تحسين الوصول إلى موارد المياه المستدامة وتعزيز القدرة على التكيف في مواجهة الصدمات المناخية.

وتتعاون مؤسسة التمويل الدولية وأو.سي.بي منذ سنة 2021، من أجل تطوير أنظمة غذائية مستدامة في أفريقيا، وبناء محطات للطاقة الشمسية، ووحدات لإنتاج الأسمدة الخضراء، وتعزيز المساواة بين الجنسين.

وتعمل المؤسسة بالمغرب منذ أكثر من 60 سنة. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، خصصت أكثر من مليار دولار لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

11