البحث عن الهيبة يطبع مواجهة برشلونة وريال في الكلاسيكو

الفريقان يدخلان موقعة الأحد في أجواء مختلفة عن مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي في ديسمبر الماضي.
الأحد 2020/03/01
معركة متواصلة

سيكون ملعب “سانتياغو برنابيو” الأحد مسرحا لصراع محتدم بين قطبي إسبانيا ريال مدريد وضيفه برشلونة في لقاء كلاسيكو بدأ يفقد الكثير من نكهته قياسا بوضعية الفريقين رغم موقعهما في صدارة الترتيب.

مدريد - يتطلع برشلونة إلى استغلال الوضع المهزوز لغريمه التقليدي ريال مدريد من أجل تأكيد سطوته على الكلاسيكو، وذلك حين يحل ضيفا عليه الأحد في المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.

ويدخل الفريقان موقعة الأحد في أجواء مختلفة عن مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل السلبي في ديسمبر الماضي بعد إرجائها قرابة شهرين من موعدها الأصلي بسبب الاحتجاجات الكتالونية المطالبة بالاستقلال عن مدريد.

لكن غياب التوتر السياسي لا يخفف الضغوط على الفريقين لاسيما ريال مدريد الذي تنازل الأسبوع الماضي عن الصدارة لغريمه الكتالوني بخسارته أمام ليفانتي 0 – 1 خارج ملعبه، قبل أن يتبع هذه النتيجة التي تلت سقوطه في فخ التعادل مع ضيفه سلتا فيغو (2 – 2)، بخسارة بين جماهيره الأربعاء في ذهاب الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنجليزي (1 – 2).

وفي المقابل، استعاد برشلونة تدريجيا شيئا من مستواه بقيادة مدربه الجديد كيكي سيتين بعد بداية متعثرة مع خليفة إرنستو فالفيردي وسقوط أمام فالنسيا 0 – 2 في الدوري ثم خروج من مسابقة الكأس على يد أتلتيك بلباو (0 – 1)، إذ فاز في المرحلة الماضية على إيبار 5 – 0 بفضل رباعية للأرجنتيني ليونيل ميسي، ثم عاد الثلاثاء من إيطاليا بتعادل مع نابولي 1 – 1 في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال.

وفي ظل فارق النقطتين الذي يفصل بين برشلونة وغريمه الملكي الذي لم يذق طعم الفوز في الدوري على البلوغرانا في ملعبه منذ 25 أكتوبر 2014 (3 – 1)، ترتدي مباراة الأحد أهمية مضاعفة للفريقين اللذين فقدا، وإن كان بشكل متفاوت، الكثير من هيبتهما المحلية والقارية بحسب ما رأى المهاجم السابق لريال الأرجنتيني خورخي فالدانو في حديث لراديو “أوندا سيرو” الإسباني.

وقال المدرب والمدير العام السابق لريال عن لقاء الأحد “سيكون مواجهة بين بطتين عرجاوَين. الفريقان في وقت سيء حاليا، هذا هو الواقع”، معتبرا أن “تحسن وضع برشلونة على علاقة بتدهور ريال وليس بسبب برشلونة نفسه”، في إشارة إلى تصدر النادي الكتالوني لترتيب الدوري نتيجة خسارة ريال.

صراع مفتوح على الزعامة المحلية لا يخلو من ضغوط قارية
صراع مفتوح على الزعامة المحلية لا يخلو من ضغوط قارية

وبعد خسارة الأربعاء في “برنابيو” أمام مانشستر سيتي، كتبت صحيفة “ماركا” المقربة من النادي الملكي “الأمور تبدو حقا قاتمة”، مضيفة “الخلاصة الوحيدة التي يمكن التوصل إليها، أن فريق ريال الحالي ليس على قدر المستوى”.

ولا تبدو الأمور أكثر إشراقا في المقلب الآخر، لاسيما في ظل لعنة الإصابات التي تلاحق حامل اللقب الذي سيلعب لفترة طويلة من دون هدافه الأوروغوياني لويس سواريز والفرنسي عثمان ديمبيلي، ما دفعه إلى إجراء تعاقد استثنائي مع الدنماركي مارتن برايثوايت من ليغانيس.

وتذمر لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس من وضع الفريق، قائلا “للأسف، لا نملك عمقا في الفريق (أي لا نملك لاعبين بدلاء)، والسبب يعود إلى (سوء) التخطيط”.

وجمع برشلونة وريال معا 108 نقاط حتى الآن في ثاني أدنى مجموع لهما منذ 2007 حتى هذه المرحلة من المستوى (أدنى مجموع لهما منذ 2007 كان الموسم الماضي بـ105 نقاط بعد 25 مرحلة).

وفي ظل اعتماد برشلونة على نجمه وقائده ميسي أكثر من أي وقت مضى من أجل الوصول إلى الشباك، نجح دفاع ريال إلى حد كبير في التغطية على العقم الهجومي الذي يعاني منه الفريق على الرغم من المستوى الملفت الذي قدمه الفرنسي كريم بنزيمة في المراحل الأولى من الموسم.

وما زال النادي الذي سيفتقد مجددا نجمه البلجيكي إدين هازارد بسبب كسر في كاحله الأيمن سيبعده على الأرجح عما تبقى من الموسم، يعاني من تبعات السماح للبرتغالي كريستيانو رونالدو بالرحيل إلى يوفنتوس الإيطالي في صيف 2018.

ومن المؤكد أن ريال ليس وحده الذي خسر نجما كبيرا بحجم رونالدو، فبرشلونة خسر أيضا البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي، كما أصبح من دون أسطورتيه تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا اللذين قررا إنهاء مسيرتيهما في قطر واليابان تواليا.

الدوري الإسباني خسر جيلا ذهبيا من اللاعبين الذين طغى نجمهم على موقعة الكلاسيكو وعجز بدلاء لهم عن الظهور بنفس الهالة

وخسر الدوري الإسباني جيلا ذهبيا من اللاعبين الذين طغى نجمهم على موقعة الكلاسيكو، وعجز بدلاء لهم عن الظهور بنفس الهالة، على غرار الويلزي غاريث بايل الذي يعاني حتى الآن من أجل فرض نفسه في تشكيلة مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان.

وبعد أن كانا الوجهة الحلم لغالبية النجوم الكبار، وجد ريال وبرشلونة نفسيهما مقيدين بقواعد اللعب المالي النظيف، وفي منافسة مالية غير متوازنة مع أندية مثل باريس سان جرمان الفرنسي أو مانشستر سيتي الإنجليزي.

وأبرز دليل على ذلك أن هازارد أصبح الصيف الماضي أول لاعب يوقع معه ريال بمبلغ أكثر من 60 مليون يورو منذ الكولومبي جيمس رودريغيز في 2014، في حين كشف المدير التنفيذي لبرشلونة أوسكار غراو أن النادي الكتالوني مضطر هذا الموسم إلى تخفيض مجموع رواتب لاعبين بحدود 18 مليون يورو.

لكن من غير المرجح أن يدوم هذا الوضع لفترة طويلة، لاسيما إذا تحققت التوقعات ونجح ريال مدريد في استقطاب الفرنسي كيليان مبابي من سان جرمان الصيف المقبل، وعودة نيمار إلى غريمه برشلونة.

وفي ظل استمرار ميسي في تألقه غير المحدود، قد ينجح برشلونة في حملته القارية والفوز بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ 2015، كما باستطاعة ريال العودة وقلب الطاولة على مانشستر سيتي رغم صعوبة المهمة. لكن حتى حينها، فإن مباراة الأحد هي عبارة عن مبارزة بين فريقين فقدا الكثير من هيبتهما، متعثرين في مرحلة انتقالية، مع الأمل في العودة إلى أمجاد الماضي قريبا.

23