البابا فرنسيس يستثمر احتفالات عيد الميلاد بالدعوة إلى حلحلة النزاعات في العالم

البابا يندّد بهجمات “المجموعات المتطرفة” وخطف المؤمنين في أفريقيا ويحثّ قادة جنوب السودان على الالتزام باتفاق السلام.
الخميس 2019/12/26
يركع الحبر الأعظم لينشد السلام وحقن الدماء في العالم

الفاتيكان – وجه البابا فرنسيس الأربعاء رسالته التقليدية السنوية بمناسبة عيد الميلاد للسنة السابعة منذ بدء حبريته والتي استعرض فيها النزاعات في العالم، أمام آلاف من المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

ويلقي الحبر الأعظم هذه الرسالة التقليدية إلى “المدينة والعالم” مرتين في السنة، في عيدي الفصح والميلاد.

وتحدث بابا الفاتيكان فرنسيس الأول ورفاقه من الزعماء الدينيين من إنجلترا وأسكتلندا عن الأوضاع المضطربة التي تعيش على وقعها بعض الدول الأفريقية سواء التي باتت ملاذا آمنا للإرهابيين أو تلك التي تعيش خلافات سياسية.

وحث البابا ومرافقيه بالمناسبة قادة جنوب السودان على الالتزام باتفاق السلام. ووقع رئيس أساقفة كانتربري جاستين ويلبي والقائد السابق للكنيسة البريسبيتارية في أسكتلندا، القس جون تشالمرز، بشكل مشترك نداء  الأربعاء الموجه إلى أطراف النزاع في جنوب السودان.

وجاء في النداء “في موسم عيد الميلاد هذا وفي بداية عام جديد، نود أن نعرب لكم ولجميع شعب جنوب السودان عن أطيب تمنياتنا للسلام والرخاء لديكم، وأن نؤكد لكم تقاربنا الروحي وأنتم تسعون جاهدين لتنفيذ اتفاقيات السلام سريعا”.

وتأسست جنوب السودان في عام 2011 عندما صوت شعبها لصالح الانفصال عن السودان. لكن الانقسام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار أشعل حربا أهلية في عام 2013 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.

وبموجب اتفاق لتقاسم السلطة وقعه الزعيمان في سبتمبر 2018، جنبا إلى جنب مع زعماء المعارضة الآخرين، من المقرر أن يعود مشار إلى منصب نائب الرئيس، ولكن تم تأخير تنفيذ الاتفاق. وكان ينبغي تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بحلول 12 نوفمبر، لكن الموعد النهائي تأجل لمدة 100 يوم.

وكانت رسالة الأربعاء غير عادية، حيث تم نشرها قبل ساعات من إطلاق البابا رسالة أوربي إيتوربي (إلى المدينة والعالم) التقليدية بمناسبة الكريسماس، والتي يستخدمها عادة للدعوة إلى السلام العالمي. ومن جهة أخرى ندّد البابا في رسالته بهجمات “المجموعات المتطرفة” وخطف المؤمنين في أفريقيا.

دعوة إلى السلام
دعوة إلى السلام

ودعا الحبر الأعظم في ساحة القديس بطرس “بالطمأنينة للمضطهدين بسبب إيمانهم خصوصا المبشرين والمؤمنين المخطوفين وضحايا هجمات الجماعات المتطرفة خصوصا في بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا”.

وبعيدا عن القارة السمراء التي ترزح تحت وطأة الحروب الأهلية والتهديدات الإرهابية كان للأزمة السياسية في فنزويلا حضور قوي في رسالة البابا للمدينة والعالم. وأكّد البابا فرنسيس أن الشعب الفنزويلي “المنهك” يجب أن يحصل على “المساعدة التي يحتاج إليها”، وسط أزمة سياسة واقتصادية وعقوبات تضرب البلد الأميركي اللاتيني. وصلى الحبر الأعظم في صلاته لعيد الميلاد “لتشجيع الشعب الفنزويلي الحبيب المنهك بسبب التوترات السياسية والاجتماعية وضمان حصوله على المساعدة التي يحتاج إليها”.

ولم يتوقف عند الخوض في هذه القضايا بل تطرق إلى الأوضاع المضطربة التي يشهدها الشرق الأوسط داعيا في رسالته الأسرة الدولية إلى “ضمان الأمن في المنطقة وخصوصا في سوريا”. ودعا الحبر الأعظم في ساحة القديس بطرس أيضا إلى إيجاد مخرج للأزمة في لبنان الذي وصفه بأنه “بلد التعايش بانسجام”.

وفي رسالته السابقة هذه السنة، في أبريل الماضي عبر البابا عن “حزنه” بعد اعتداءات سريلانكا التي أوقعت أكثر من 250 قتيلا وحوالي 500 جريح في أحد الفصح، مؤكدا قربه من “كل ضحايا عنف وحشي كهذا”. ووجه البابا حينذاك نداء أيضا من أجل “وقف القتال الذي يدمي ليبيا” وعبّر عن أسفه لوقوع الشعب السوري “ضحية نزاع يطول”. كما تحدث عن أطفال اليمن الذين “أنهكهم الجوع والحرب”.

وأعرب كذلك الحبر الأعظم عن تعاطفه مع جميع أولئك الذين يضطرون إلى الهجرة والتعرض لـ”أشكال لا توصف من الإساءة والاسترقاق من كل نوع والتعذيب في معسكرات الاعتقال اللاإنسانية”.

5