الانتخابات خيار اضطراري لا يحمل معه حلا للأزمة في إسرائيل

بنيامين نتنياهو يحاول النأي بحزبه عن المسؤولية في استمرار الأزمة الراهنة بعد فشله وبيني غانتس في تشكيل ائتلاف حكومي.
الثلاثاء 2019/12/10
طريق مسدود

تل أبيب – تنتهي، الأربعاء، مهلة الـ21 يوما الممنوحة للكنيست الإسرائيلي لتكليف أحد أعضائه بتشكيل حكومة بعد فشل كل من رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه الرئيسي زعيم تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس في تشكيل ائتلاف حكومي، ما يفتح الباب أمام خيار مرّ وهو إجراء انتخابات ثالثة في أقل من عام، قد لا تحمل معها الحل.

واتفق حزب الليكود وتحالف “أزرق أبيض” مساء الأحد على إجراء الانتخابات القادمة في الثاني من مارس القادم، إذا ما لم يتم التوصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي.

ويتبادل زعيم الليكود اليميني نتنياهو ورئيس هيئة الأركان السابق غانتس اللوم بعد وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود في انتشال البلاد من أزمة سياسية تعصف بها منذ أشهر.

ولن تختلف الانتخابات المقبلة إن أجريت، عن انتخاباتي سبتمبر وأبريل اللتين لم تفضيا إلى تشكيل حكومة جديدة.

وأظهر استطلاع جديد للرأي، الاثنين، أن حزبي الليكود وأزرق أبيض سيصلان مرة أخرى إلى طريق مسدود إذا أجريت انتخابات اليوم.

وأشار الاستطلاع، الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إلى أن “أزرق أبيض” سيحصل على 35 مقعدا، في حين سيحصل ” الليكود” على 34 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.

وفي محاولة للنأي بحزبه عن المسؤولية في استمرار الأزمة الراهنة، قال نتنياهو، الأحد، في مؤتمر نظمته صحيفة إسرائيلية يمينية “قدّمنا عرضا تلو الآخر ولم نحصل على شيء”.

ويرفض غانتس العمل تحت مظلة نتنياهو وقيادته، خاصة في ظل اتهامات الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء.

وقال غانتس، الذي حضر المؤتمر أيضا، “يعتقد الناس أن أعمال الفساد يمكن أن تُغفر بسبب ظرف سياسي أو آخر. دعم الأشخاص لرئيس الوزراء يعميهم” عن رؤية الوضع على حقيقته.

وفي محاولة أخيرة سعى نتنياهو نهاية الأسبوع لإقناع غانتس بجدوى إجراء انتخابات مباشرة على رئاسة الوزراء، بيد أن الأخير رفض العرض.

ومنح كل من غانتس ونتنياهو بعد انتخابات سبتمبر، مدة 28 يوما لمحاولة التفاوض على تشكيل ائتلاف عملي في النظام السياسي النسبي في إسرائيل. لكن أيّا منهما لم ينجح في الحصول على دعم أكثر من نصف أعضاء البرلمان (الكنيست) البالغ عددهم 120.

وفي خطوة غير مسبوقة أحال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين اختيار مرشح مناسب لتشكيل ائتلاف حكومي إلى البرلمان لعلّه ينجح في تجنّب إجراء انتخابات جديدة. وتنتهي مهلة الـ21 يوما الممنوحة للبرلمان الساعة 11.59 من مساء الأربعاء.

وإذا لم يُجمع أعضاء البرلمان على شخص واحد، فسيتم إجراء الانتخابات الجديدة. ومن الناحية النظرية، يمكن لأي عضو في البرلمان محاولة الحصول على الدعم اللازم، لكن يبقى كل من نتنياهو وغانتس المتنافسين الواقعيين.

ويمكن لزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، الذي يشغل حزبه 8 مقاعد في البرلمان، أن يدعم أحد المتنافسين. لكن ليبرمان يرفض ذلك حتى الآن، ويتّهم غانتس بأنه يعتمد على دعم الأقلية العربية في إسرائيل، ويرفض دعم نتنياهو للأحزاب اليهودية المتشددة.

ويفضل زعيم “إسرائيل بيتنا” تشكيل حكومة وحدة تضم فقط الليكود وأزرق أبيض وحزبه، لكن المحادثات تعثّرت لأسابيع. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين، إلى تطورات طفيفة في مفاوضات يجريها “إسرائيل بيتنا” مع الليكود، ولكن متابعين يستبعدون فرضية نجاح تلك الجهود، خاصة وأن ليبرمان لا يريد أن يكون القشة التي تنقذ نتنياهو.

ووجّه المدعي العام الإسرائيلي الشهر الماضي اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا فساد لنتنياهو الذي ينفيها جميعها. وذهب الأمر بنتنياهو، الذي يصارع من أجل البقاء في منصبه، إلى اتهام وسائل الإعلام والشرطة والقضاة في البلاد بالتنكيل به.

ولم يتم تحديد موعد لمحاكمة رئيس الوزراء لكن من المرجح أن يكون العام المقبل. ويمكن لرئيس الوزراء أن يبقى في منصبه بموجب القانون الإسرائيلي.

وإذا حدث ذلك، يتعيّن على نتنياهو الكفاح من أجل قيادة حزب الليكود في هذه الانتخابات. ودعا أحد منافسي نتنياهو في الحزب ويدعى جدعون ساعر إلى إجراء انتخابات لرئاسة الحزب قبل أي انتخابات تشريعية جديدة.

2