الاستقرار السياسي في الجزائر يبدأ من هاشتاغ

تغريدات أطلقها ناشطون جزائريون تلتقي "انتقادات" لمعارضين يدعونهم فيها إلى عدم التحدث باسم الشعب الجزائري لتبرير مواقفهم من الأزمة الداخلية في البلاد.
الثلاثاء 2019/09/24
فريق كل كلامه "لا"

معركة حامية الوطيس على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر بين رافضين لتنظيم الانتخابات ومتمسكين بها.

الجزائر- تصدر هاشتاغ #ما_تهدرش_باسمي (لا تتكلم باسمي)، الإثنين، الترند على تويتر، رغم محدودية انتشار الموقع في الجزائر، بعد أن أطلقه ناشطون ردا على معارضين في الخارج وحتى في الداخل تحدثوا عن وجود رفض شعبي لانتخابات الرئاسة المقررة في 12 ديسمبر المقبل.

وجاء هذا الهاشتاغ، بعد أيام من مظاهرات الجمعة الـ31 للحراك، التي خرج خلالها الآلاف بعدة مدن جزائرية لإعلان تمسكهم بتغيير النظام والقطيعة مع الممارسات السابقة للسلطة الحاكمة بعد دعوة رئيس البلاد الناخبين للاقتراع.

وتوالت تعليقات لمعارضين جزائريين في الداخل والخارج على هذه المظاهرات مفادها أن الشعب أعلن رفضه لانتخابات 12 ديسمبر ودعا آخرون لإلغائها.

والتقت أغلب التغريدات التي أطلقها الناشطون الجزائريون حول “انتقادات” لمعارضين في الداخل والخارج (مرفوقة بصورهم) يدعونهم فيها إلى عدم التحدث باسم الشعب الجزائري لتبرير مواقفهم من الأزمة الداخلية في البلاد.

أما العربي زيطوط المعارض الجزائري المقيم بلندن فكتب معلقا على الهاشتاغ “الحنوشة (الثعابين) أطلقوا هاشتاغ ما تهدرش باسمي.. خلاص سنترك الجاهل الخائن هو من يتحدث باسم الجزائر”. لكن مغردا قال:

وكتب آخر:

Dz36191440@

الجزائر لا يمكن أن تختزلها في ساحة البريد المركزي ولا في لايفات زيطوط ولا في تغريدات حفيظ دراجي ولا في حوارات مصطفى بوشاشي ولا في حركات طابو البهلوانية ولا في تطبيل زبيدة عسول ولا في مجون أميرة بوراوي ولا في نفاق غاني مهدي ولا في خبث رشيد نكاز ولا في انتهازية ايت العربي. #ما تهدرش_باسمي.

وسخرت صفحة من زيطوط فكتبت:

وتعيش الجزائر جدلا حول انتخابات 12 ديسمبر رغم شروع السلطة العليا للانتخابات رسميا في التحضير لها فيما فاق عدد الشخصيات التي قدمت أوراق ترشحها 30 مترشحا.

والأربعاء الماضي، صرح قائد أركان الجيش أحمد قايد صالح أن غالبية الشعب تريد التخلص من الوضع الراهن بأسرع وقت، متوقعا مشاركة كثيفة في انتخابات الرئاسة القادمة؛ لأن “كافة ضمانات نزاهتها تحققت”.  وقال مغرد:

Louis_joseph_ga@

فريق يتكلم بعقلانية وبحكمة يناقش بكل أدب ويشرح الوضع بكل موضوعية… وفريق كل كلامه (لا) ولا شيء يعجبه إن طلبت منه حلول يقولك (نتا لحّاس) أو يسبك أو…. #الجزاير_تنتخب #ما_تهدرش_باسمي.

وتزامن تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية في الجزائر مع ظهور نتائج الدور الأول لنظيرتها التونسية، وقد تصدر مرشحان من خارج النخبة المعروفة النتائج، في مفاجأة أثارت تساؤلات بشأن إمكانية تكرار الأمر في الجارة الغربية.

تلك النتائج خلفت موجة تعليقات بين نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر. وتنوعت التعليقات والمنشورات بين الطرافة والدعوة إلى الاقتداء بالتجربة التونسية وبين استحالة تحقيقها على أرض الواقع. وقال الإعلامي الجزائري قادة بن عمار على صفحته بفيسبوك:

وتونس هي الوحيدة التي حظيت بانتقال ديمقراطي سلس من بين دول عربية عديدة شهدت عام 2011 ثورات شعبية أطاحت بأنظمتها الحاكمة، ومنها مصر وليبيا واليمن.

وأرجع لزهر ماني، ناشط جزائري، تأهل كل من قيس سعيّد (61 عاما)، أستاذ قانون دستوري، ونبيل القروي (56 عاما)، رجل أعمال وإعلام، إلى الدور الثاني من السباق نحو قصر قرطاج الرئاسي إلى أن “الانتخابات جرت في شفافية وكانت نزيهة”.

واستطرد “في انتخابات مثل هذه أين يتواجد ضمن المترشحين لها، رئيس حكومة ووزير دفاع سابق، وينجح فيها أستاذ جامعي.. أبشر إنّها كانت نزيهة”.

ومنذ استقالة بوتفليقة (1999-2019)، يطالب الجزائريون عبر احتجاجات أسبوعية بضمان إجراء انتخابات نزيهة. وتابع ماني أن “الخطابات الدينية وخطابات دغدغة العاطفة الوطنية لم تعد تجدي نفعا”. وأرجع ذلك إلى أن “الجدية والواقعية وتاريخ كل مرشح معروفة عند العام والخاص في عصر الرقمنة”.

الجزائر تعيش جدلا حول انتخابات 12 ديسمبر رغم شروع السلطة العليا للانتخابات رسميا في التحضير لها فيما فاق عدد الشخصيات التي قدمت أوراق ترشحها 30 مترشحا

وللمرة الأولى منذ استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962 أُنشئت هيئة مستقلة تُعنى بالتنظيم والمراقبة والإشراف على الانتخابات. وكانت العملية الانتخابية من صميم مهام الحكومة، ممثلة في وزارة الداخلية، ثم أُقحم القضاء عام 2012، في عملية فرز الأصوات ومراجعة سجلات الناخبين، بمساعدة لجنة للمراقبة كانت تضم ممثلين عن الأحزاب، ثم تحولت إلى هيئة تضم مستقلين.

وبخصوص إمكانية تطبيق التجربة التونسية في الجزائر، قال يوسف حنطابلي، بروفيسور في علم الاجتماع، إن “ظروف البلدين تختلف عن بعضها، كما تتباين ظروفهما في
الانتخابات”.

وأضاف حنطابلي أن “السيناريو التونسي لا يمكن استنساخه أو تقليده في الجزائر لسبب بسيط، هو أنّ تجربة الانتخابات التونسية الحالية مرتبطة بمسار ما يسمى بالربيع العربي وثورة 2011 بهذا البلد”.

19