الاستحقاق البلدي يختبر موقف الليبيين من ملف الانتخابات

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا وصول إجمالي الناخبين المسجلين للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية إلى 120 ألفا و188 ناخبا، وقالت إن عدد المسجلين من الذكور بلغ 91 ألفا و224 ناخبا، والإناث 28 ألفًا و964 ناخبة. ودخلت ليبيا مرحلة الاستعدادات العملية للانتخابات البلدية التي تعتبر خطوة مهمة على طريق حلحلة الأزمة السياسية والتوجه نحو الاستحقاقين البرلماني والرئاسي.
ودعت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الأشخاص الراغبين في الترشح للمرحلة الأولى لانتخابات المجالس البلدية بالبدء والاستعداد وتجهيز القوائم والمستندات المطلوبة لدخول الاستحقاق الديمقراطي المحلي، ونبهت إلى قرب فتح باب تسجيل المرشحين، والذي ترجح مصادر مطلعة أن يتم خلال الأسبوع القادم.
وكانت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بدأت قبل ثلاثة أسابيع في التجهيز لانتخابات 60 مجلسا بلديا في مختلف مناطق ليبيا كمرحلة أولى لسياق يشمل 124 مجلسا، وشرعت في عملية تسجيل الناخبين استعدادا لانتخابات المجالس البلدية.
وحسب القوائم التي نشرتها المفوضية، فإن القائمة الأولى تـشمل 31 في المنطقة الغربية، و12 في المنطقة الشرقية، و17 في المنطقة الجنوبية. ويشير المراقبون إلى أن الاستحقاق البلدي المطروح حاليا بقوة يمثل فرصة مهمة لجس نبض الشارع واختبار موقف الليبيين من ملف الانتخابات بعد عشر سنوات من آخر استحقاق برلماني تم تنظيمه في يونيو 2014.
◙ الموقف في الشارع الليبي يتراوح بين الأمل واليأس والتجاهل، لكنّ جانبا كبيرا من الشارع يرى أن البلاد تحتاج إلى التعجيل بتنظيم الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني
ويرى المراقبون أن الموقف في الشارع الليبي يتراوح بين الأمل واليأس والتجاهل، لكنّ جانبا كبيرا من الشارع يرى أن البلاد تحتاج إلى التعجيل بتنظيم الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني القادرين على التعبير عن إرادة الشعب وترجمتها في التداول السلمي على السلطة.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي إن رئيس المجلس محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة أكدا على ضرورة نجاح الانتخابات البلدية من خلال دعم المفوضية العليا للانتخابات وتوحيد الأجهزة الحكومية المختلفة للتنسيق مع المفوضية، واتفقا على ضرورة التنسيق لتوحيد الجهود الدولية لدعم الانتخابات وفق قوانين عادلة وقابلة للتنفيذ، واحترام إرادة الشعب.
كما بحث الدبيبة مع القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري دعم الجهود المحلية والدولية لنجاح الانتخابات البلدية، حيث اعتبرا أن هذه الخطوة إيجابية في دعم الحياة السياسية في البلاد.
وقال مصدر حكومي إن الدبيبة أصدر تعليماته لكافة المؤسسات الحكومية للتعاون مع المفوضية العليا للانتخابات، كما أصدر القرارات اللازمة لدعم وزارة الداخلية والمفوضية ماديا لنجاح المهمة الموكلة إليهما. وفي الأثناء، أطلع رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي و17 سفيرا أوروبيا على مستجدات العملية الانتخابية لانتخابات المجالس البلدية .
وخلال جلسة إحاطة عقدها بالمركز الإعلامي للمفوضية بالعاصمة طرابلس أكد السايح أن “عرض هذه المستجدات هو ترسيخ لمبدأ الشفافية من أجل إطلاع المجتمع الدولي على مراحل تنفيذ العملية الانتخابية” معتبرا أن “المفوضية تعكس رغبة الشعب الليبي في ممارسة حقه في التصويت وصناعة القرار”.
ومن جانهم، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء بلجيكا والبرتغال ورومانيا والسويد والنمسا والتشيك وبولندا وبلغاريا وإيطاليا ومالطا وهولندا واليونان وألمانيا وإسبانيا والمجر وفرنسا، وممثلو بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتخابات في ليبيـا، على دعمهم للمفوضية في سبيل توفير ظروف مثالية لإجراء انتخابات المجالس البلدية وفق أعلى المعايير الدولية حسب منشور المفوضية.
ويراهن فاعلون أساسيون في الداخل الليبي وشركاء خارجيون على تطوير أداء المجالس البلدية المنتخبة في إطار العمل على تكريس فاعلية الحكم المحلي بما يساهم في التأسيس الفعلي للديمقراطية التعددية وفق دستور 1951 الذي لا يزال الكثير من الليبيين ينادون بالعودة الى اعتماده بعد فشل أغلب الفرقاء السياسيين والاجتماعيين في تبني مسودة دستور جديد للبلاد.
◙ يراهن فاعلون أساسيون في الداخل الليبي وشركاء خارجيون على تطوير أداء المجالس البلدية المنتخبة في إطار العمل على تكريس فاعلية الحكم المحلي
وتقول المفوضية العليا للانتخابات إنها تسعى من خلال رسائلها وبرامجها المخصصة للشباب لرفع الوعي بأهمية المشاركة في العملية الانتخابية، كما تشجع كل من تنطبق علية الشروط أن يبادر بعملية التسجيل؛ لكي يتمكن من ممارسة حقه في الانتخاب. وتسعى المفوضية الى إقناع النساء الليبيات بالانخراط بقوة في العملية الانتخابية وتلافي ظاهرة ضعف الإقبال على الترسيم في لائحة الناخبين.
وكانت المفوضية عقدت الأربعاء اجتماعا لبحث آليات رفع نسبة تسجيل النساء في سجلات الناخبين، وذلك استعدادا لإجراء انتخابات المجالس البلدية، وكذلك الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقبة، بحسب ما نشرته المفوضية عبر صفحتها على فيسبوك.
وقالت عضو مجلس المفوضية رباب حلب إن “الاجتماع جاء في إطار بحث المزيد من الآليات لرفع مستويات التسجيل بسجل الناخبين، ورصد المعوقات التي تعترض عملية التسجيل، خاصة تسجيل المرأة”، مشيرة إلى ضعف نسبة مشاركة النساء في التسجيل بسجلات الناخبين. وفي سياق متصل، أطلقت منظمات المجتمع المدني حملات توعوية لتعزيز مشاركة المواطنين في عملية التسجيل لانتخابات المجالس البلدية، في إطار برنامج “شركاء من أجل الانتخابات”.
وبحسب بيان عبر صفحة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على فيسبوك، انطلقت حملة موسعة في بلديات النواحي الأربع بالتعاون مع منظمة “الشراكة المجتمعية” وشبكة “ليبيا لتنمية الديمقراطية”، بإشراف منسق التوعية والتواصل بمكتب الإدارة الانتخابية، حيث جرى التركيز خلالها على المؤسسات التعليمية والمستشفيات.
كما أطلقت مؤسسة “عطاء الخير” حملتها التوعوية في المنطقة الجنوبية، انطلاقا من بلدية تراغن، من أجل تشجيع المواطنين على التسجيل، وتوضيح آليات التسجيل في سجل الناخبين لانتخابات المجالس البلدية. وأكدت المفوضية أن جهود منظمات المجتمع المدني تستمر للرفع من نسبة المشاركة في العملية الانتخابية، وتوضيح أهمية الانخراط فيها، وأهميتها في بناء البلدية وتوفير الخدمات للمواطنين.