الاتحاد للطيران تختبر برنامجا يمسح البصمة الكربونية في أسطولها

تجارب برنامج إيكو ديمونستراتور ستتم على طائرات الاتحاد للطيران طراز بوينغ 787 – 10 وذلك بالتعاون مع وكالة ناسا وبوينغ.
الخميس 2020/08/27
تقنيات مبتكرة وواعدة في مجال الاستدامة

دخلت مجموعة الاتحاد للطيران في بداية مسار طويل لتحقيق هدف تقليص البصمة الكربونية في أسطولها، والذي ينسجم مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الضارة الملوثة للبيئة عبر الإعلان عن استعدادها لاختبار برنامج مبتكر لهذا الغرض، وذلك بالتعاون مع وكالة ناسا ومجموعة بوينغ الأميركية العملاقة.

 أبوظبي - كشفت مجموعة الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي الأربعاء أنها ستبدأ خلال الأسبوع الجاري باختبار طائرتها بوينغ 787 – 10 دريملاينر في إطار برنامج “إيكو ديمونستراتور” المستدام.

وتعتبر هذه الخطوة أحدث مبادرة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد وبوينع والتي ترتكز على إيجاد حلول مبتكرة لتحديات الاستدامة الأساسية التي تواجه قطاع الطيران.

كما أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها برنامج إيكو ديمونستراتور طائرة بوينغ 787 – 10 العملاقة منذ بدء اختبار الطائرات عام 2012.

ويحتوي هذا البرنامج على أجهزة خاصة تمكن الطائرة من تعزيزالسلامة والحد من الانبعاثات الكربونية والضوضاء.

وسيسجل البرنامج الذي يضم حوالي 1500 مكبّر للصوت تم تركيبها على البدن الخارجي لطائرة بوينغ 787 وعلى الأرض، أحدث المعلومات المفصّلة خلال سلسلة من الرحلات حول العالم.

ويُتوقع أن يعزز التعاون بين وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومجموعة بوينغ الأميركية العملاقة الإمكانيات في معرفة مستويات الضوضاء الصادرة من الطائرة، كما سيمكّن الطيارين من استخدام طرق متطورة للحد منها، إضافة إلى تطوير تصاميم طائرات أقل ضجة.

ونسبت وكالة أنباء الإمارات إلى راسل توماس، رئيس المهندسين في وكالة ناسا قوله إن “ناسا تعمل على أبحاث حول المصادر الفردية للضوضاء التي تصدرها الطائرة، وتفاعلاتها مع بدن الطائرة، وكيف تجتمع مع بعضها في صوت الطائرة الكامل”.

ويوفر هذا الاختبار الفريد من نوعه والمصمّم خصيصا لدراسة الضوضاء، البيئة المناسبة لقياس كل هذه العوامل، ما سيكون أساسيا لتطوير قدراتنا لتصميم طائرة أقل ضجة وضوضاء.

وقال محمد عبدالله البلوكي الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في شركة الطيران الإماراتية إن “مشاركة الاتحاد للطيران في برنامج إيكو ديمونستراتور هذا العام ترتكز على مبادئ الابتكار والاستدامة الأساسية مع دعم الأبحاث وتطوير شركائنا لنقل الابتكار من المختبر إلى العالم الحقيقي للاختبار”.

ويعتبر المسؤولون في الاتحاد للطيران أن الاستدامة البيئية ليست مجرد خيار أو مشروعا مؤقتا يوضع على الرف حين لا يتوافق مع خططنا أمام التحديات التي تواجهنا.

وأكد البلوكي أن “الاتحاد للطيران مهتمة بالمشاركة في البرنامج والعمل مع شركائها من أمثال بوينغ وناسا وسافران من أجل اختبار أحدث التقنيات واستكشاف فرص السماء الزرقاء لتعزيز كفاءة المجال الجوي وتقليل استخدام الوقود، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”.

وأضاف “تبقى الاستدامة أولوية بالنسبة للاتحاد بالرغم من الأزمة التي نعاني منها جراء انتشار جائحة فايروس كورونا المستجد، وهذه مبادرة واحدة انطلقنا فيها منذ بداية الجائحة للاستمرار في تعزيز الاستدامة في قطاع الطيران”.

وتظهر الدراسات أن معظم الشكاوى تتعلق بضوضاء الطائرات عند اقترابها من المطار للهبوط، علما أن ربع نسبة الضوضاء ينتج من أجهزة الهبوط.

تعزيزالسلامة والحد من الانبعاثات الكربونية والضوضاء
تعزيزالسلامة والحد من الانبعاثات الكربونية والضوضاء

ويرتكز مشروع آخر من برنامج إيكو ديمونستراتور على اختبار عدة الهبوط معدّلة باستخدام أنظمة الهبوط من سافران لتكون أكثر هدوءا.

وقال راي لوتر كبير المهندسين في برنامج إيكو ديمونستراتور إن “تعاوننا مع ناسا وسافران أساسي لتعجيل الابتكار والتسريع من مهمة البرنامج في تعزيز الاستدامة في قطاع النقل الجوي ونتطلع إلى بدء الاختبار بعد عام كامل من التخطيط”.

وسيتم إجراء رحلتين يقوم خلالها الطيارون ومراقبو الحركة الجوية ومركز عمليات شركة الطيران بمشاركة المعلومات الرقمية في وقت واحد واستخدام نظام عملت ناسا على تصميمه باسم “نظام إدارة الوصول”.

وتعزز هذه الأدوات من السلامة من خلال تقليل عبء العمل وازدحام الترددات اللاسلكية، وتحسين فعالية استخدام أفضل الطرق للرحلة للحد من استهلاك الوقود والانبعاثات والضوضاء مع دعم نظام النقل الجوي للجيل المقبل الذي وضعته إدارة الطيران الفيدرالية.

وفي إطار مبادرة مجموعة بوينغ للسفر الآمن لمواجهة جائحة كورونا، سيتم اختبار عصا بالأشعة فوق البنفسجية لتحديد مدى فعاليتها في تعميق مقصورات ومقاعد الطائرات.

وسيتم استخدام مزيج من الوقود المستدام على الرحلات التجريبية، مما يقلل بشكل كبير من البصمة البيئية لقطاع الطيران.

ومن المتوقع أن يستمر برنامج الاختبار في منشأة بوينغ في ولاية مونتانا الأميركية لعشرة أيام تقريبا قبل تسليم الطائرة إلى الاتحاد في أواخر شهر سبتمبر المقبل.

وظهر في الفترة الماضية اهتمام كبير بتجارة البصمة الكربونية بين الشركات، التي يُفرض عليها بالقانون في بعض الدول، الالتزام بنسبة محددة من الانبعاثات.

وقد اضطرت عدة شركات لا تستطيع الالتزام بتلك الأهداف إلى شراء البصمة الكربونية من شركات أخرى لديها فائض في البصمة الكربونية.

11