الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية هيكل جديد لتنظيم الفعاليات السينمائية الكبرى

رئيس الاتحاد عزالدين شلح: نحاول أن نكون حلقة وصل بين المهرجانات.
السبت 2022/09/24
مهرجانات السينما العربية تحتاج إلى تعاون

عشرات السنين مرت على وجود المهرجانات السينمائية العربية، قدمت خلالها الكثير من الفائدة سواء لقطاع السينما أو لجمهوره، ولا شك أن كثيرا من نقاط الخلل والضعف تخللت هذه التظاهرات، وأضعفت من تأثيرها. وفي عصر الإنترنت صارت لهذه المهرجانات أشكال أخرى وأطروحات جديدة، مما استلزم تجديد الرؤى التنظيمية لها، لكي تواكب لغة العصر. وهذا ما تبحث فيه “العرب” مع رئيس الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية عزالدين شلح.

لماذا تكون المهرجانات السينمائية، وما هي القيمة الفنية المضافة التي يمكن أن تقدمها؟ ولماذا تنظم الدول والهيئات المحلية والدولية هذه المهرجانات؟ وكيف تبدو هذه الفعاليات في زمن الإنترنت؟ أسئلة كثيرا ما تدور في ذهن الجمهور السينمائي.

معروف أن أول مهرجان سينمائي في العالم وجد في إيطاليا بفكرة أطلقها موسوليني، فكان مهرجان فنيسيا السينمائي الذي انطلق عام 1932 ضمن فعاليات تعنى بفنون الرسم والعمارة فيما يسمى بينالي. وهو أقدم مهرجان سينمائي عالمي حضر الدورة الأولى منه لويس لوميير بعد عقود من اختراعه للسينما. وفي المحيط العربي، تتجاذب فكرة وجود أول مهرجان سينمائي عدة وجهات نظر بين القاهرة وتونس ودمشق. لكن الثابت أن أول حراك سينمائي بصيغة مهرجان عربي عقد في دمشق عام 1954 مواكبا لمعرض دمشق الدولي في شهر سبتمبر ولكنه توقف من دورته الثانية.

تجارب جديدة

عزالدين شلح: الاتحاد حصن يحمي السينمائيين وخاصة منهم الشباب

حديثا ظهر في الوسط السينمائي العربي تكتل سينمائي عربي جديد، سمي الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية، جمع عددا من المهرجانات السينمائية العربية في داخل الوطن العربي وخارجه، محاولا أن ينظم العلاقة بين المهرجانات السينمائية العربية بشكل أو بآخر.

عن الدافع إلى تأسيس هذا الاتحاد يقول عزالدين شلح رئيس الاتحاد ورئيس مهرجان القدس السينمائي في غزة، لـ”العرب” “بداية تأسيس الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية لم يأت من فراغ، ولا شيء يأتي دون وجود حاجة ورغبة ودوافع تلبي هذا الاحتياج، وأعتقد أن من أهمها الحالة التي تعيشها المهرجانات السينمائية على صعيد الأفلام والتي قل إنتاجها وأصبحت هناك شركات تحتكر التوزيع، وانتشار المنصات الرقمية التي تتوافق أكثر مع هذا الجيل الذي يعيش عصر الإنترنت، ونقص الاهتمام بدعم المهرجانات السينمائية في العديد من الدول، مما ساهم في الرغبة والحاجة إلى الوحدة بتشكيل الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية”.

ويرى شلح أن هذا الاتحاد بمنظومته الشكلية والفنية سيكون حصنا يحمي السينمائيين العرب خاصة الشباب، متابعا “نحن كاتحاد نتطلع إلى تحقيق أهدافنا والمتمثلة في تنظيم العلاقات بين المهرجانات الأعضاء ومحاولة تنظيمها بحيث لا ينعقد مهرجانين في نفس التوقيت، وكذلك تبادل الأفلام والخبرات وورشات العمل وإقامة الندوات. وفي حال نجاح الاتحاد بأنشطته السينمائية المميزة بدوله التي تضم 15 دولة وهي في ازدياد، فسوف يكون جهة لها ثقلها من ناحية، ومن ناحية أخرى سوف يساهم في تلبية احتياجات الأعضاء من المهرجانات السينمائية”.

ويضيف رئيس الاتحاد “لست قلقا من الغد على مستقبل الاتحاد، لسبب أننا اجتمعنا أسبوعيا عبر الزوم لأكثر من عام، ووضعنا النظام الداخلي وتمت مناقشة تفاصيله، وطرحنا نقاطا عديدة وتفاصيل كثيرة ودقيقة، وبالرغم من الاختلاف في بعض النقاط إلا أننا استطعنا تذليل كل العقبات والتوافق، وبدا واضحا إصرار الجميع على النجاح، من خلال إيمانهم بأهمية تشكيل الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية”.

عن التطويرات التي سوف يقدمها الاتحاد من ناحية العمل التقني وهل ستكون صيغة عمله مهتمة بتنظيم المهرجانات أم ورشات العمل أم صناديق الدعم يقول شلح لـ”العرب” “الجميع مشارك في البناء، وأثق أن الجميع سوف يحافظ على تمتين الاتحاد والرقي به وإنجاحه بالمساهمة في تحقيق أهدافه، لأن تحقيق أهدافه يعني تحقيق أهداف كل مهرجان عضو فيه، فمجموع المهرجانات الأعضاء هي باختصار الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية، وهنا سيعرف كل مهرجان الآخر، ليتبادل معه الأفلام والخبرات والندوات، ولكن في إطار موحد عبر كيان يساهم في تنظيم العلاقة لنرتقي جميعا نحو الأفضل”.

وعن آلية العمل التي ستنظم العمل بين المهرجانات العربية الأعضاء يوضح “لدينا في الاتحاد الدولي إلى الآن 21 مهرجانا سينمائيا دوليا من 15 دولة 11 دولة عربية و4 دول أجنبية هي: الجزائر، تونس، المغرب، مصر، ليبيا، سلطة عمان، العراق، الكويت، لبنان، الأردن، فلسطين، هولندا، سويسرا، أيرلندا، الدنمارك، وهناك 5 طلبات مقدمة من مهرجانات سينمائية دولية للانضمام إلى الاتحاد، فنحن نرحب بكل المهرجانات السينمائية التي تلتزم بشروط الانضمام وباحترام النظام الداخلي للاتحاد، وهذا لن يمنعنا من التعامل مع المهرجانات غير الأعضاء، فالعلاقة معها سوف تكون تكاملية وليس تنافسية، فليس هناك ما يمكن التنافس عليه سوى أننا جميعا نود الارتقاء بالسينما لتعكس قضايا تتجلى فيها القيم الإنسانية”.

دولي أم عربي

ف

عن كونه اتحادا سينمائيا دوليا وليس عربيا يقول شلح “حين نقول اتحادا دوليا، فهذا لأن المهرجانات الأعضاء هي مهرجانات عربية دولية تعرض فيها أفلام دولية ويشارك في لجان التحكيم فيها سينمائيون دوليون، كما أن لدينا 4 مهرجانات سينمائية تقام في دول أجنبية، وهذا بدوره يساهم بأن يكون الاتحاد حلقة وصل ما بين المهرجانات التي تقام في دول عربية والمهرجانات التي تقام في دول أجنبية والذي بدوره يساهم في انتشار الفيلم العربي في دول أجنبية، كما يخلق تبادلا ثقافيا بين مجتمعاتنا العربية والدولية”.

ويضيف “لقد اعتبرنا الانطلاق الحقيقي للاتحاد هو المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه عن تشكيل الاتحاد، ومن ثم عملنا في الاجتماع التالي على تقييم الانطلاقة، وبدءنا في تشكيل أول نواة للاتحاد بتشكيل لجنة ثقافية تتكون من ثلاثة أعضاء من الهيئة الإدارية وهم: الناقد السينمائي حمادي جيروم رئيس المهرجان الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء والإعلامي جمال زايدة رئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي والمدير الفني لمهرجان جنيف الدولي للأفلام الشرقية، لوضع خطة سنوية تتخللها العديد من الأنشطة السينمائية بالتعاون مع أعضاء الاتحاد، فهناك العديد من الأفكار التي تم طرحها لتكون ضمن الخطة التنفيذية السنوية، آخذين بعين الاعتبار قدرات وخبرات جميع الأعضاء ليتمكن كل منهم بأخذ دوره في الاتحاد”.

الاتحاد يسعى لتنظيم العلاقات بين المهرجانات الأعضاء وكذلك تبادل الأفلام والخبرات وورشات العمل وإقامة الندوات

ويبين شلح لـ”العرب” أن المهرجانات الأعضاء هي مهرجانات لها مكانتها ووزنها ونشاطها المؤثر كل في دولته، حيث ضمت مديري العديد من المهرجانات السينمائية الهامة في عدة دول عربية على غرار المغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا ولبنان وسلطنة عمان والكويت والعراق وغيرها، إضافة إلى مديري مهرجانات في أوروبا على غرار هولندا وأيرلندا والدنمارك، على أن تتوسع قائمة المنظمين إلى الاتحاد المفتوح لكل المهرجانات السينمائية.

ويذكر أن الهيئة الإدارية للاتحادِ قد تشكلت من تسعةِ أعضاء هم عزالدين شلح رئيس مهرجانِ القدس السينمائي الدولي – فلسطين – رئيسا للاتحاد، عبدالعزيز الصايغ رئيس مهرجانِ الكويت للسينما الجديدة – الكويت – نائبا لرئيسِ الاتحاد، جمال زايدة رئيس مهرجانِ شرم الشيخ السينمائي من مصر أمينا عاما للاتحاد، سردار زنكنه رئيس مهرجانِ كركوك السينمائي الدولي من العراق أمينا للمالية.

كما ضمت الهيئة المديرة، وفق شلح، طاهر هوشى المدير الفني لمهرجانِ جنيف الدولي للأفلام الشرقية – سويسرا- مسؤولَ العلاقات الدولية، أفين برازي رئيسة مهرجانِ كوباني السينمائي الدولي- الدنمارك – مسؤولَ الإعلام، وثلاثة أعضاء هيئة إدارية هم المغربي حمادي جيروم رئيس المهرجانِ الدولي للسينما المستقلة بالدار البيضاء والتونسية رجاء كميشة رئيسة المهرجان الدولي لسينما التحريك وزهرة مفيد من أيرلندا رئيسة مهرجان دبلن السينمائي الدولي.

 أما أعضاء الهيئة التأسيسية للاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية فهم حسن عليليش رئيس مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب من تونس، أحمد الحسني رئيس مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط من المغرب، رمضان المزداوي رئيس مهرجان مزدة السينمائي الدولي من ليبيا، كمال عبدالعزيز مدير مهرجان شرم الشيخ السينمائي من مصر، قاسم السليمي وحميد العامري عن مهرجان مسقط السينمائي الدولي من سلطنة عمان، حسنين الهاني رئيس مهرجان النهج السينمائي الدولي من العراق، نورالدين برابح رئيس مهرجان كردادة الأفريقي للفيلم القصير من الجزائر، كمال عويج رئيس مهرجان بانوراما للفيلم القصير من تونس، العراقي حميد الرماحي رئيس مهرجان السينما المتنقلة، كريم طريدية رئيس مهرجان الفيلم المغاربي من هولندا، قاسم إسطنبولي رئيس مهرجان صور السينمائي الدولي من لبنان، برهان سعادة رئيس مهرجان بتراء السينمائي الدولي من الأردن.

13