الإمارات توسّع شراكتها مع المؤسسات الأممية في مواجهة وباء كورونا

برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية يحظيان بالدعم الإماراتي.
الاثنين 2020/04/27
التفكير بمصير الفقراء في هذه المرحلة العصيبة

الجهود الاستثنائية التي تبذلها دولة الإمارات في التصدي لوباء كورونا خارج نطاق حدودها لا تقتصر على تقديم المساعدات للبلدان المحتاجة للدعم في مواجهة الوباء، بل تشمل أيضا تكثيف التنسيق والتشاور مع الدول والمنظمات الأممية بما يساعد على تأسيس شراكة دولية واسعة النطاق لمجابهة الجائحة والحدّ من آثارها.

أبوظبي - تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة التأسيس لمنهج يقوم على التضامن الإنساني والشراكة الدولية في مواجهة وباء كورونا الذي تحوّل بفعل انتشاره الواسع إلى مشغل دولي من الطراز الأوّل.

ووجّهت الدولة التي قدّمت كمّا كبيرا من المساعدات للعديد من البلدان دعما لها في مواجهة كورونا، جهودها لتوسيع شراكتها مع منظمة الأمم المتحدة، فضلا عن تكثيف اتصالاتها مع عدّة دول للتشاور وتبادل الخبرات في مكافحة الوباء.

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، في هذا الإطار، مع ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، تطورات وباء كورونا على المستويين الإقليمي والعالمي وسبل مواجهته واحتواء آثاره.

الشيخ محمد بن زايد: العالم يواجه تحديا غير مسبوق يتطلب استجابة عالمية فاعلة
الشيخ محمد بن زايد: العالم يواجه تحديا غير مسبوق يتطلب استجابة عالمية فاعلة

وتطرّقت المباحثات التي جرت خلال مكالمة هاتفية، شارك فيها إلى جانب الشيخ محمّد بن زايد، كل من الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، إلى دور البرنامج في التعامل مع تداعيات الوباء وسبل دعم ومساعدة الشعوب التي تعاني من الفقر والمجاعة في ظل مواجهة هذا التحدي.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” عن الشيخ محمد بن زايد تأكيده خلال المكالمة الهاتفية حرص دولة الإمارات على التعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، في تقديم الدعم الإنساني للدول والمجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة في مواجهة وباء كورونا.

وأشار إلى أن العالم يواجه، خلال المرحلة الحالية، تحديا غير مسبوق يتطلب استجابة عالمية فاعلة ومتسقة لمعالجة آثاره ليس فقط على المستوى الصحّي، وإنما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وغيرها، ما يضع على المؤسسات الدولية المعنية مسؤولية كبيرة في هذا الخصوص.

كما أكّد استعداد الإمارات لتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للمتضررين من الأزمات والتوترات والأوبئة خاصة في ظل التحدي الذي تعيشه عدد من المجتمعات الفقيرة والمحتاجة إثر انتشار فايروس كورونا.

وتعقيبا على المكالمة الهاتفية مع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، قال الشيخ محمّد بن زايد في تغريدة على تويتر إنّه بحث مع المسؤول الأممي “التعاون في تقديم المساعدات للمتضررين من الأوبئة خاصة الشعوب التي تعاني من المجاعة في ظل التحدي الذي يعيشه العالم إثر انتشار فايروس كورونا”، مضيفا “أكدت له دعم الإمارات لكافة الجهود والمبادرات الإنسانية لتخفيف وطأة الأزمات عليهم”.

ديفيد بيزلي: الإمارات داعم رئيسي لبرنامج الأغذية العالمي في أوقات الأزمات
ديفيد بيزلي: الإمارات داعم رئيسي لبرنامج الأغذية العالمي في أوقات الأزمات

وتنظر دولة الإمارات إلى قضية تأمين الغذاء كجزء حيوي في المعركة ضدّ جائحة كورونا. وأكّد ذلك ولي عهد أبوظبي عندما قال خلال اجتماع خصّص لتدارس الإجراءات الإماراتية في مواجهة الجائحة “أريد أن أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن دولة الإمارات قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية”، مؤكّدا على اعتبار “الدواء والغذاء خطا أحمر في دولة الإمارات” ويجب تأمينهما “بغض النظر عن أي تحديات سواء كورونا أو غيره”.

وأثنى ديفيد بيزلي على دور الشيخ محمد بن زايد في تعزيز التضامن الإنساني للتصدي لوباء كورونا، مشيرا إلى النهج الإماراتي القائم على تقديم المساعدات للدول في مختلف مناطق العالم لتعزيز قدراتها في مواجهة هذا الوباء، وواصفا الإمارات بالداعم الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي ولدوره في أوقات الأزمات.

وكانت الإمارات قد سارعت في إطار جهودها في التصدي لكورونا على نطاق عالمي، إلى استثمار شراكتها مع منظّمة الصحّة العالمية مستخدمة رصيدها وخبرتها في مجال التعاون مع المنظمة في مكافحة الأوبئة والأمراض في البلدان الفقيرة والمجتمعات الهشّة، وذلك بعد أن أبرز الطابع المفاجئ لانتشار الفايروس المستجّد وحالة الإرباك التي فرضها على الدول والهيئات الأممية والدولية، الحاجة الملّحة لدى منظمة الصحّة العالمية لمقدّرات دولة الإمارات المادية واللوجستية وخبراتها في مجالات العمل الإنساني والإغاثي، لتتمكّن المنظمة من القيام بدورها في مواجهة الجائحة.

وسخّرت الإمارات أسطولها للنقل الجوي لمساعدة منظمة الصحّة العالمية على إيصال المساعدات الطبية بأسرع وقت ممكن إلى عدّة بلدان لمساعدتها على محاصرة الوباء والحدّ من انتشاره.

وإضافة إلى المساهمة المادية للإمارات في شحنات المساعدات التي ترسلها منظمة الصحة العالمية انطلاقا من الأراضي الإماراتية، وضعت الدولة ذاتها بين يدي المنظمة خبرتها بالعمل الإغاثي وما تمتلكه من معطيات حول العديد من الدول والمناطق التي سبق للأذرع الإنسانية للإمارات مثل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن قامت بأدوار إغاثية وإنسانية فيها. وبفضل الدعم الإماراتي تمكّنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من إيصال مساعدات بشكل مبكّر إلى إيران وإلى عدد من بلدان القارة الأفريقية.

3