الإمارات تمنح الأونروا هبة بخمسين مليون دولار

بيير كرينبول: رسالة إماراتية واضحة مفادها أن لاجئي فلسطين ليسوا وحدهم.
الثلاثاء 2019/07/30
لن يغلق باب المدرسة

منحة الخمسين مليون دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاّجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إضافة إلى قيمتها المادية الكبيرة في مساعدة الوكالة على مواصلة القيام بدورها في وقت صعب وحسّاس، فإن لها قيمة اعتبارية لا تقلّ أهمية تتمثّل في الوقوف إلى جانب الأونروا ومساندتها ورفض إلغاء دورها الحيوي في تقديم الخدمات الضرورية للملايين من الفلسطينيين.

رام الله - تلقّت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاّجئين الفلسطينيين “الأونروا” منحة مالية كبيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت حسّاس تُقبل فيه الوكالة على افتتاح موسم دراسي جديد للآلاف من الطلبة، إضافة إلى ما ينتظرها من مسؤوليات كبيرة في مجالات الرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية، في ظلّ الظروف الاستثنائية للأونروا التي تتعرّض لضغوط شديدة تستهدف إلغاء دورها، وتجسّدت بالخصوص في قطع الولايات المتحدة التمويل الذي كانت تقدّمه لها والبالغ 365 مليون دولار سنويا.

ورحّبت العديد من الجهات بالمساعدة بالإماراتية، نظرا إلى ما سيكون لها من أثر في مساعدة الأونروا على مواصلة القيام بدورها في إسداء الخدمات للملايين من اللاّجئين الفلسطينيين، واعتبارا أيضا لما تضمّنته من رسالة بشأن التمسّك بدور الوكالة ورفض إلغائه.

وأعلنت الوكالة، الإثنين، تلقّيها منحة بـ50 مليون دولار من دولة الإمارات. وقال بيير كرينبول المفوض العام للأونروا في بيان “في وقت نعاني فيه من ضغوط شديدة على الوكالة، فإن السخاء الهائل لدولة الإمارات العربية المتحدة يرسل رسالة واضحة مفادها أن لاجئي فلسطين ليسوا وحدهم. فبالإضافة إلى التبرّعات المالية الحاسمة، فإنه أيضا عرض للتضامن من قبل دولة الإمارات، وهو أمر أشعر بالامتنان العميق حياله”.

وذكر بيان الأونروا أنّ الدعم المالي الاستثنائي سيذهب بعيدا في مساعدة الأونروا على المحافظة على برامجها لعام 2019 كما هو مخطط لها، وتحديدا في مجالات الرعاية الصحية الأولية والتعليم والخدمات الاجتماعية، وجميعها حيوية من أجل حياة وكرامة لاجئي فلسطين وركيزة في سبيل إحساسهم بالاستقرار.

وأضاف البيان أنه سبق لدولة الإمارات أن قدمت في العام 2018 مبلغ خمسين مليون دولار ما مكّن الوكالة من فتح مدارسها البالغ عددها 708 للعام الدراسي 2018-2019، وجعل من الإمارات سادس أكبر مانح في ذلك العام.

سامي مشعشع: المنحة الإماراتية المهمة ماليا ومعنويا جاءت في الوقت المناسب
سامي مشعشع: المنحة الإماراتية المهمة ماليا ومعنويا جاءت في الوقت المناسب

وكانت الولايات المتحدة أوقفت في عام 2018 كل التمويل الذي كانت تقدمه للأونروا. وعملت بعض الدول العربية منذ ذلك الحين على تعويض جزء من هذا المبلغ لتمكين الوكالة من الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين.

وثمّن الناطق الرسمي باسم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين سامي مشعشع المنحة التي قدّمتها دولة الإمارات لدعم الوكالة في تقديم المشاريع الصحية للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى تنفيذ البرامج التعليمية للطلبة وضمان حقهم في الحصول على التعليم، ونقلت عنه صحيفة البيان الإماراتية قوله “هذه المنحة في غاية الأهمية على الصعيد المالي والمعنوي، وتتضمّن رسالة للاجئين بأن الإمارات تقف دوما معهم ومع قضيتهم، علاوة على أنها مساندة للوكالة التي سيجدد لها في سبتمبر المقبل لثلاث سنوات مقبلة. وهو أيضا تضامن إماراتي مع الوكالة من الناحية السياسية والمعنوية، وخاصة أنها تعاني من عجز مالي مركب وتفتقد للسيولة المالية”.

وأضاف “نشكر الإمارات على جهودها المستمرة، فالمنحة جاءت في الوقت المناسب وعلى أعتاب التحضير لبدء العام الدراسي لـ526 ألف طالب وطالبة، ونحن بأمسّ الحاجة لهذا الجهد، فالوكالة تعاني من ضغوط هائلة في ما يتعلق بحشد الموارد المالية، والمنحة تسهم في تخفيف العجز الحالي والبالغ 151 مليون دولار”.

ومن جهتها قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” في معرض إعلانها عن المنحة الإماراتية للأونروا إنّ المنحة “تهدف إلى دعم الوكالة في تقديم المشاريع الصحية للاجئين الفلسطينيين، وخاصة الأمهات والأطفال والفئات الضعيفة وتنفيذ البرامج التعليمية للطلاب والطالبات لضمان حصولهم على حقوقهم من التعليم، ومساعدتها على الاستمرار في تقديم خدماتها لأكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعانون من أوضاع إنسانية صعبة”.

ونقلت “وام” عن بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية ثناء الوزارة على استمرار الوكالة “في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين على أكمل وجه، خصوصا في ظل التحديات المالية المتعلّقة بموازنتها”، كما أثنت دولة الإمارات على “مواقف وجهود المانحين الدوليين الذين يعملون على دعم استمرار عمل الوكالة، لاسيما وأنه يقع على عاتقها تقديم الخدمات والمساعدات الأساسية والحيوية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني.. إضافة إلى مساهمتها في بناء مستقبل أفضل للشباب الفلسطيني، من خلال توفير الخدمات التعليمية، وهو ما يتوافق مع سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات، التي ترى أن التعليم يأتي على سلّم أولويات الاحتياجات، لإيمانها بأن قطاع التعليم هو المحرّك الرئيسي لنماء وازدهار الشعوب، في مختلف الظروف والأزمنة”.

ويبلغ مجموع ما قدّمته الإمارات لدعم الخدمات المقدمة للشعب الفلسطيني في العامين السابقين حوالي 364 مليون دولار من ضمنها مساهمة بقيمة خمسين مليون دولار لدعم برنامج التعليم للأونروا خلال العام الماضي 2018، والذي يعدّ أكبر برامج الوكالة، إلى جانب دعم عدد من الخدمات الأخرى مثل الصحة وتوفير فرص العمل للاجئين الفلسطينيين.

كما قدّمت الإمارات في فبراير من العام الماضي 2 مليون دولار لوكالة الأونروا لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة.

وذكّرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيانها بالتزام دولة الإمارات بمواصلة “تأدية واجبها الإنساني لدعم القضايا الإنسانية الملحة حول العالم، واستمرارها في الوقوف مع الشعب الفلسطيني، والإسهام في تقديم الخدمات الأساسية الممكنة له.. والعمل مع الشركاء الدوليين ومؤسسات الأمم المتحدة المعنية في هذا المجال”.

كما تضمّن البيان دعوة إماراتية “للمجتمع الدولي والجهات المانحة إلى مواصلة تقديم المزيد من الدعم المالي لوكالة الأونروا، إضافة إلى الاستمرار في تقديم مختلف أشكال الدعم الذي يخفّف من معاناة الفلسطينيين أينما كانوا”.

3