الإعلام يمثل قاطرة إنجاح الانتخابات في ليبيا

دليل توجيهي لتكريس دور الإعلام الليبي في تعزيز ديمقراطية الانتخابات.
الاثنين 2024/02/26
هل نعيش لنشهد انتخابات

احتضن المركز الإعلامي بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات في العاصمة الليبية طرابلس ندوة فكرية تتناول ملف التعددية السياسية في وسائل الإعلام وأساليب الدعاية السياسية في الحملات الانتخابية، ودور منصات التحقق من الأخبار في تدقيق العمليات المتعلقة بالعملية الانتخابية، ضمن رؤيته لبرنامج الإصلاح الهيكلي والقانوني لقطاع الصحافة والإعلام.

ويسلط القائمون على الإعلام الليبي الضوء على كيفية تقديم تغطية صحفية منصفة لمسارات العملية الانتخابية. إذ يمكن لوسائل الإعلام أن تعزز الممارسات الديمقراطية أثناء الانتخابات من خلال ضمان الشفافية والنزاهة، لذلك بدأت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بطرابلس بتنظيم دورات تدريبية حول آليات رصد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي استعدادا لانتخاب المجالس البلدية.

وتهدف الدورة التدريبية التي نظمتها وحدة الرصد الإعلامي بإدارة التوعية والتواصل، إلى تزويد موظفي الوحدة بالمهارات والمعرفة اللازمة لرصد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي خلال العملية الانتخابية المرتقبة.

كما نظم المركز الليبي لحرية الصحافة السبت، ندوة “الرصد الإعلامي للتعددية السياسية في الحملات الانتخابية” بالشراكة مع مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فيما شارك مدير إدارة التسجيل والعمليات الخارجية وليد سيالة في جلسة مناقشة حول دور مؤسسات المجتمع المدني والبعثات الدولية في مراقبة الانتخابات، مشيرا إلى الأنشطة والفعاليات التي نظمتها المفوضية خلال الفترة الحالية في مجال التوعية الانتخابية والتحضيرات لانتخاب المجالس البلدية.

◙ وسائل الإعلام المتحيزة تغذي الاستقطاب وتحد القدرة التنافسية من خلال تغطية غير متناسبة للحملات الانتخابية

ويمكن لوسائل الإعلام المتحيزة أن تغذي الاستقطاب وأن تحد القدرة التنافسية الانتخابية من خلال تغطية غير متناسبة للحملات الانتخابية. لذلك يسعى المركز الليبي إلى بدء نقاش حول دور الإعلام الليبي في تعزيز ديمقراطية الانتخابات. وأشار رئيس مجلس الأمناء بالمركز الليبي لحرية الصحافة محمد الأصفر في كلمته الافتتاحية إلى دور المركز في التركيز على ملف الانتخابات ضمن رؤيته لبرنامج الإصلاح الهيكلي والقانوني لقطاع الصحافة والإعلام، إيمانا بأن الإعلام يمثل قاطرة إنجاح الانتخابات في ليبيا.

وأكد الأصفر على ضرورة دعم العملية الانتخابية، وأضاف أن المركز يهتم بملف الانتخابات “ضمن رؤيته لبرنامج الإصلاح الهيكلي والقانوني لقطاع الصحافة والإعلام”، وأن الإعلام هو “قاطرة إنجاح الانتخابات في ليبيا”. وتم خلال الندوة التطرق إلى الدليل التوجيهي الأول ”نبـراس” حول المبادئ الأساسية لتغطية إعلامية منصفة للعملية الانتخابية الذي نشره المركز الليبي لحرية الصحافة بعد أن تولى إعداد محتوياته الصحفي التونسي محمد اليوسفي رئيس تحرير القسم العربي لموقع “الكتيبة” المتخصص في الصحافة الاستقصائية.

وكان من المنتظر أن يشارك اليوسفي في فعاليات الندوة، وغادر الجمعة العاصمة تونس في اتجاه طرابلس ، ولدى وصوله مطار معيتيقة تعرض للتوقيف والاحتجاز القسري لمدة سبع ساعات قبل ترحيله إلى بلاده. ونشر اليوسفي تدوينه على صفحته بموقع فيسبوك قال فيها "وصلت.. إلى تونس مرحلا بشكل قسري من ليبيا بعد 7 ساعات من الاحتجاز.. المبرر: لم أحظ بالموافقة الأمنية…التهمة: حامل لصفة صحفي في جواز السفر”، وتابع “شكرا لكل من اتصل واستفسر وحاول المساعدة من نقابة الصحفيين التونسيين إلى المركز الليبي لحرية الصحافة مرورا بكافة الصديقات والأصدقاء من تونس وليبيا”.

وبحسب المركز الليبي لحرية الصحافة فإن الدليل التوجيهي الأول ”نبـراس” الذي يعد الأول من نوعه في المشهد الإعلامي الليبي “يرتكز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والصحافة التفسيرية والصحافة الاستقصائية وصحافة البيانات من أجل صناعة مضامين إعلامية ذات جودة تضمن التعددية والنزاهة، فضلا عن التحقق من المعلومات حتى تكون موثوقة ومن شأنها أن تساعد الناخبين على اتخاذ القرار المستنير في كنف الاستقلالية”.

◙ القائمون على الإعلام الليبي يسلطون الضوء على كيفية تقديم تغطية صحفية منصفة لمسارات العملية الانتخابية

ويسعى الدليل الذي أنجزه الباحث والصحافي محمد اليوسفي إلى تكريس فكرة مساءلة المترشحين في الانتخابات وتجسيد واجب التدقيق والتحري في السير الذاتية والبرامج الانتخابية، بالإضافة إلى ضمان تكافؤ الفرص بين المتنافسين في السباق الانتخابي في ظل حالة ضبابية تمويل وسائل الإعلام الخاصة، وتوظيف مجملها لخدمة أغراض سياسية وأطراف بعينها، ناهيك عن التحكم والتوجيه الحاصل في علاقة بوسائل الإعلام العامة الممولة من أموال الشعب شرقا وغربا”.

ويأتي الدليل التوجيهي ضمن مشـروع “التغطية الإعلامية للانتخابات ما بعد النزاعات المسلحة”، لافتا إلى أنه قام خلال المشروع بتدريب 120 صحفي/ة في 8 مُدن ليبية، طيلة 24 شهراً الماضيين، وبناء نواة فريق للرصد الإعلامي وقد أصدرنا تقريرنا الأول حول (الدعاية السياسية وغياب التعددية في التلفزيون الليبي).

وينقسم الدليل إلى خمسة فصول رئيسية حول الواجبات المهنية والأخلاقية للصحفيين خلال الانتخابات وكيفية التخطيط لتغطية صحفية منصفة وإنجاز تقارير تفسيرية مدفوعة بالبيانات وتحقيقات استقصائية حول الشخصيات المترشحة للانتخابات وصولا لأدوات التدقيق في المعلومات ومكافحة الأخبار الزائفة، ويهدف إلى تمكين الصحافيين من معارف وتقنيات وأدوات ومستلزمات رقمية تساعدهم على اكتساب مهارات من شأنها تطوير أدائهم المهني إلى جانب كسب ثقة الجمهور ولعب دور بناء خلال المواعيد الانتخابية، بالإضافة إلى تجنب أي انحراف مهني قد يهدد عامل المصداقية أو ينحرف بالسياسية التحريرية في تناول العمليات الانتخابية نحو مطبات من شأنها المساس بأخلاقيات المهنة الصحفية.

وبدأت بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات بطرابلس دورة تدريبية حول آليات رصد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي استعدادا لانتخاب المجالس البلدية. وتهدف الدورة التدريبية التي نظمتها وحدة الرصد الإعلامي بإدارة التوعية والتواصل، إلى تزويد موظفي الوحدة بالمهارات والمعرفة اللازميْن لرصد وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي خلال العملية الانتخابية المرتقبة.

5