الإعلام الرسمي الإيراني يتورط في نشر الأخطاء والإشاعات.. فوضى تعكس الارتباك

طهران - نشرت وسائل إعلام إيرانية الاثنين، صورة متداولة، قالت إنها من مكان تحطم طائرة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في محافظة أذربيجان الشرقية. لكن تبين أن الصورة المتداولة تعود إلى تحطم طائرة تدريب في العام 2019 في طهران، وهي ليست المعلومة الخاطئة الوحيدة بهذا الشأن التي أظهرت ارتباك الإعلام الرسمي في البلاد، وكشفت حجم ماكنة الكذب التي تعودت تحريف الحقائق.
ومنذ الإعلان عن تعرض مروحية في الموكب الرئاسي إلى حادثة انتابت الفوضى وسائل الإعلام الإيرانية وتضاربت الأنباء حتى في المصادر الرسمية، فمنها من ذكر أن الطائرة التي تعرضت للتحطم كانت تقل رئيسي ومنها من نفى ذلك، ومنها من ذكر أن الرئيس عاد برًّا.
وبدا واضحا أن المسؤولين أنفسهم تنتابهم الحيرة بشأن الكشف عن المعلومات أو إخفائها في بلد اعتاد التعتيم على الأخبار الحساسة أو الشائكة في البلاد، أو تصدير رواية أخرى منافية تماما للحقيقة لتتناسب مع الأجندة السياسية للبلاد.
فرئيس منظمة الهلال الأحمر للإغاثة والإنقاذ باباك محمودي أعلن اكتشاف مكان المروحية نهار الأحد، قائلا لوكالة أنباء طلبة: “قبل دقائق وصلت الفرق العملياتية المرسلة إلى المكان إلى موقع المروحية التي تحطمت للرئيس والوفد المرافق له، بعد ساعات من البحث”.
حجم الأخبار الكاذبة التي انتشرت في الإعلام الرسمي يكشف حجم ماكنة الكذب التي تعودت تحريف الحقائق
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني، أعلن في وقت سابق الأحد، تعرض مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي لـ”هبوط صعب”، دون أن يكشف عن مصيره.
والأمر نفسه، أشار إليه نائب رئيس الجمهورية الإيرانية للشؤون التنفيذية محسن منصوري، الذي قال إنه تم تحديد موقع حادث المروحية التي كانت تقل الرئيس إيراني من خلال وزارة الاتصالات، مضيفًا “اتصلنا مع اثنين مع مرافقي الرئيس رئيسي في المروحية التي كانت تقلهم على عدة مراحل، ويبدو أن الحادث لم يكن خطيرا”.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن التلفزيون الحكومي أكد العثور على المروحية، ونقل عن مسؤول قوله إن أحد أفراد الطاقم وراكبا واحدا على الأقل تواصلا مع رجال الإنقاذ، لكن خبراء شككوا في هذه الرواية معتبرين أنه من الصعب أن تحدث عملية تواصل باعتبار أن المروحية قد سقطت في منطقة غير مأهولة.
كما ذكر وزير النقل التركي عبدالقادر أورال أوغلو الاثنين، أن نظام الإشارة للطائرة الهليكوبتر التي تحطمت لم يكن مفعلا، أو أن الطائرة لم يكن لديها مثل هذا النظام.
وقبل ساعات من إعلان مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وخلال عمليات البحث عن حطام الطائرة التي كانت تقله، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة زعم ناشروها أنّها لنجاته من الحادث، إلا أنّ الصورة في الحقيقة التقطت خلال زيارته لقرية إيرانيّة عام 2022.
وتظهر الصورة الرئيس الإيرانيّ محاطا برجال أمنٍ وعلى وجهه كمامة وسط جوّ مغبر. وجاء في التعليق المرافق “نجاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقيهما من حادثة تحطّم الطائرة التي كانت تقلّهما”.
وكانت فرق الإنقاذ الإيرانية وصلت إلى مكان تحطم مروحية الرئيس الإيراني ومرافقيه، وأكدت أن لا وجود لعلامات الحياة في المكان. ثم أعلنت السلطات الإيرانيّة، الاثنين، مصرع رئيسي غداة تعرّض المروحية التي كان فيها مع مسؤولين آخرين لحادث في منطقة جبلية بشمال غرب إيران.