"الإسكوتر الكهربائي" مسعف المصريين في زحمة المرور

أمام الازدحام المروري وخاصة في وقت الذروة في أغلب المدن المصرية تتعطل سيارات الإسعاف التي لن يفسح لها المجال بسهولة للمرور، ابتكرت وزارة الصحة المصرية “الإسكوتر الكهربائي” لإسعاف الحالات الخطيرة.
القاهرة – ابتكرت وزارة الصحة المصرية طريقة جديدة للتغلب على التكدس المروري الذي يشكل عقبة أمام إنقاذ الإصابات الخطرة، فأطلقت خدمة “الإسكوتر الإسعافي”، وهو عبارة عن دراجة نارية صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية لتسريع عملية الوصول إلى أماكن الحوادث.
وقال مسؤولون بقطاع الصحة إن إسعاف الدراجة النارية يتماشى مع أهداف الدولة المرجو تحقيقها قبيل قمة المناخ التي من المقرر أن تستضيفها مصر في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، وهذه المدينة السياحية التي تقع على البحر الأحمر ضمن المناطق التي يطبق فيها الإسكوتر الإسعافي.
وجرى إطلاق المرحلة الأولى من التجربة في محافظتي القاهرة والجيزة، وتم تطبيقها في منطقة الساحل الشمالي على البحر المتوسط، وشرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، ومدينة الغردقة الواقعة على البحر الأحمر، لصعوبة تحرك سيارات الإسعاف بين الجبال والتلال والمناطق التي بها مساحة أقل لاستيعاب سيارة أكبر من سيارات الإسعاف التقليدية.
وكان أول طرح لفكرة الإسكوتر الإسعافي في شكل فانتازي من خلال مسلسل “إسعاف يونس” الذي شارك في بطولته الفنان محمد أنور، ودارت أحداثه في إطار كوميدي حول طبيب يقرر أن يؤسس عمله الخاص عبر تطبيق طبي يحمل اسم “إسكوتر كهربائي”، حيث ينقذ مرضاه بالتحرك إليهم بدراجة نارية.
وتعتزم وزارة الصحة في مصر تعميم التجربة عقب نجاحها في المناطق التي تم البدء فيها مؤخرا، حيث تم إطلاق 25 دراجة إسعاف في المرحلة الأولى، وفي المخطط أن تحوي المرحلة الثانية من المشروع مئة دراجة أخرى سوف تصل تباعا إلى المناطق الريفية والمحافظات الحدودية.
وشكلت الحكومة لجنة متخصصة لمتابعة وتقييم الأداء على أرض الواقع وتحديد الموقف من التوسع في فكرة دراجات الإسعاف والأماكن التي تحتاجها بشكل أكبر، وجدوى التنفيذ على أرض الواقع وتجاوب المواطنين مع التجربة، وقياس إلى أي درجة يعتمد عليها الناس لإنقاذهم وذويهم في الحالات الخطرة والحوادث بالغة الصعوبة.
ويرى الخمسيني فكري محمد أن وجود دراجة نارية كإسعاف فكرة جيدة في ظل الزحام المروري في القاهرة، لكن المعضلة في ثقافة وتقاليد المجتمع الذي اعتاد على عربة الإسعاف التقليدية، وقد يكون من الصعب على فتاة أو سيدة في مجتمع شرقي أن تستقل الدراجة خلف شخص غريب عنها ولو كان مسعفا.
وأوضح لـ”العرب” أن هناك مناطق تقع فيها حوادث تتسبب في إصابات عديدة، بعضها خطير ومن الصعب على مسعف يقود دراجة نارية أن ينقذ كل هؤلاء في توقيت واحد، بالتالي لن يكون مفيدا استبدال السيارة بإسكوتر إسعافي.
وترى بعض الأصوات الداعمة للفكرة أن الإسكوتر الإسعافي وسيلة جيدة لتعطل سيارات الإسعاف التقليدية على الطرق الرئيسية بسبب الزحام الصارخ، لكن تصميم دراجة الإسعاف النارية يرهق المسعف لنقل حالة خطرة إلى أقرب مستشفى، فلن يستطيع تثبيتها على الدراجة وقد يسقط المريض على الأرض في أي وقت.
وتختلف دراجة الإسعاف التي أطلقتها مصر عن نظيرتها الموجودة في ولايات أميركية، حيث تم تصميم الدراجة المسعفة لتكون على هيئة سرير صغير يمكن أن يفترشه المريض وتجره الدراجة إلى أقرب مركز طبي.
وقال الاستشاري الطبي محمد عزالعرب لـ”العرب” إن مسعف الدراجة النارية يتدخل لإنقاذ حالات مهددة بتدهور صحتها إذا تأخرت سيارة الإسعاف، مثل ضبط ضغط الدم ووقف النزيف ومراقبة التنفس واستخدام الأدوات التي بحوزته في تقليل خطورة الحالة.
واختارت الصحة المصرية عددا من المسعفين الأكفاء لقيادة الإسكوتر وتدريبهم على تقديم الإسعافات الأولية، ما يكون مفيدا في الحالات التي يصعب دخول سيارات الإسعاف إليها، مثل مناطق الزحام والشوارع والأزقة الضيقة، ويصل مسعف الدراجة النارية إلى المكان في وقت قياسي إلى حين حضور سيارة الإسعاف المجهزة.
ويتميز الإسكوتر بالسرعة وصغر الحجم والسير لمسافة مئة كيلومتر في شحنة الكهرباء الواحدة، ومزود بحقيبة إسعافات بها مستلزمات طبية يحتاجها أي مريض يتعرض لحادث مفاجئ، وتتلقى هيئة الإسعاف بلاغات المواطنين هاتفيا، وبناء على المنطقة وعرض الشارع الذي وقع فيه الحادث يتم تحريك إسكوتر أو سيارة إسعاف.