الأنظمة البيومترية تحول المركبات إلى صناديق ذكية على عجلات

تعمل شركات تصنيع السيارات باستمرار على تغيير مفهوم القيادة، من خلال مبادرات للقيادة بمساعدة الذكاء الاصطناعي وميزات الطيار الآلي وحتى المركبات ذاتية القيادة، لتصل المنافسة إلى شيء آخر اسمه "الأنظمة البيومترية"، رغم أن الأمر مثير للجدل مع وجود احتمالات أقوى لحصول أخطاء أو تعرض الأنظمة إلى القرصنة.
لندن - يقف المهتمون بعالم تصنيع المركبات الحديثة على حقيقة أن التكنولوجيا حولتها إلى عبارة عن صناديق ذكية عملاقة تسير على عجلات مع المئات من أجهزة الاستشعار التي تجمع كل نقطة بيانات يمكن تخيلها الآلاف من المرات كل ثانية.
وتعرف الأنظمة البيومترية على أنها أنظمة تعمل على التعرف أو التأكد من شخصية الأفراد بطريقة آلية، وذلك من خلال صفة أو عدة صفات من صفاتهم الفيزيولوجية أو السلوكية كبصمة الأصبع وطريقة المشي وقد أضحت منتشرة اليوم في معظم القطاعات وليس السيارات فقط.
ويقول المختصون إن التطورات في الاتصال اللاسلكي مثل تلك التي وعدت بها شبكات الجيل الخامس للاتصالات (5 جي) تعمل على تغيير الطريقة التي يتعامل بها السائقون على الطريق.
وتتصل المركبات من جميع الأنواع بالإنترنت ومع بعضها البعض، لدرجة أن الجلوس خلف عجلة القيادة قد يحولها من وسيلة ملائمة للانتقال من نقطة إلى أخرى إلى وسيلة نقل عالية الكفاءة وذات طابع شخصي للغاية.
ويصادف أن يكون ذلك أيضا أكثر أمانا من أي وقت مضى ولكن مع انتقال السيارات والشاحنات المتصلة إلى الطرق السريعة، لا يكفي أن تتمكن من التنقل والاتصال والتواصل والترفيه فحسب، بل يجب أن تكون هذه الموجة الجديدة من وسائل النقل بالسيارات شخصية حيث تحتاج مركبة الغد الذكية إلى معرفة سائقها.
وأخر المهتمين بهذا الجانب، شركة صناعة السيارات الفارهة جينسيس التابعة لمجموعة هيونداي الكورية الجنوبية، والتي أعلنت مؤخرا أنها ستعول على المعلومات البيومترية للتفاعل مع السيارة.
الأنظمة البيومترية تعرف على أنها أنظمة تعمل على التعرف أو التأكد من شخصية الأفراد بطريقة آلية وقد أضحت منتشرة اليوم في معظم القطاعات وليس السيارات فقط
ومن المقرر أن تطرح الشركة خاصية “الاتصال بالوجه” الخاصة بها للسماح لسياراتها بالتعرف على الوجوه البشرية وفتح وإغلاق الأبواب دون الحاجة لاستخدام مفتاح ذكي.
وتطبق جينيسيس أحدث التقنيات المبتكرة في سياراتها لتعزز عملية التواصل بين البشر والمركبات. ومن المتوقع أن تعزز خاصية “الاتصال بالوجه” من راحة الزبائن كتقنية تساعد السيارة على التواصل مع السائقين، إلى جانب نظام المصادقة ببصمة الإصبع.
وسيتم استخدام تقنية جينيسيس الجديدة لتخصيص تجربة القيادة، بالتعرف على السائق من خلال التعرف على الوجوه والمزامنة مع ملفه الشخصي.
ويمكن للسيارة، ما أن تتعرف على الوجه، العمل على راحة قائدها عن طريق الضبط التلقائي لمقعد السائق وعجلة القيادة بناء على تفضيلاته المخزنة مسبقا فيها.
وسيتم أيضا ضبط إعدادات شاشة العرض العلوية (أتش.يو.دي) والمرايا الجانبية ونظام المعلومات والترفيه بناء على إعدادات السائق المخصصة.
ويتميز نظام الاتصال بالوجه من جينيسيس بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لضمان التعرف على الوجه تحت أي ظرف من الظروف بما في ذلك في الليل. وأثناء الطقس المظلم والغيوم، بحيث يمكن للنظام أن يكتشف بوضوح ما إذا كان الوجه مسجلا مسبقا في نظامه أم لا.
ولن يحتاج السائقون، بفضل هذه التكنولوجيا المتقدمة، إلى حمل المفاتيح معهم طوال الوقت، وإذا ترك السائق مفتاحه الذكي في السيارة، فيمكن معها إغلاق السيارة باستخدام نظام التعرف على الوجه، ويتيح ذلك للسائقين
الاستمتاع بالأنشطة الخارجية مثل السباحة أو الجري دون عناء حمل المفاتيح.
كما يمكن لهذه الخاصية تسجيل ما يصل إلى وجهين لكل مركبة، ويمكن تسجيل ملفات تعريف جديدة بسهولة باستخدام المساعد الصوتي، ويتم تشفير الوجوه المسجلة وتخزينها بأمان في السيارة دون مخاطر تتعلق بالأمان، ويمكن حذفها في
أي وقت بما يناسب السائق. ومن جهة أخرى، يمكن للسائقين من خلال استخدام خاصية “نظام المصادقة ببصمة الإصبع” التحكم الكامل في السيارة بناء على المعلومات البيومترية دون هاتف ذكي أو مفتاح ذكي.
ويستطيع السائقون الدخول للسيارة باستخدام تقنية التعرف على الوجه، وبدء تشغيل سيارتهم وقيادتها باستخدام نظام التعرف على بصمات الأصابع.
وأضافت جينيسيس سمة أخرى لتعزيز راحة الزبائن وأمنهم بتوفير مصادقة بصمة الإصبع الأكثر أمانا بدلا من استخدام رمز بي.آي.أن للمدفوعات من داخل السيارة، كما وفرت وضع "فالي" للسيارة. ووسعت من نطاق برنامج "التحكم عبر الهواء" وطورته لاستخدامه في تحديث بعض ميزات السيارة لاسلكيا.
وحتى وقت قريب كان يقتصر عمله على التحكم في نظام المعلومات والترفيه مثل الملاحة والعدادات الرقمية وشاشة العرض الأمامية (أتش.يو.دي).
والآن تم توسيع وتحديث نظام المصادقة ببصمة الإصبع ليشمل مناطق رئيسية أخرى من السيارة، مما يتيح تحديثات برامج إضافية على الأجهزة الإلكترونية الرئيسية بما في ذلك جهاز التحكم المتكامل في السيارة الكهربائية والتعليق والمكابح وعجلة القيادة والوسائد الهوائية.
ويسمح ذلك للسائقين بتحديث برامج سيارتهم دون زيارة مركز الخدمة، بحيث تكون سيارتهم محدثة دائما.
الشركة الكورية تعول على الخوارزميات والاتصالات المتطورة لتخصيص تجربة القيادة في مركبتها الجديدة جي.في 60
وتخطط جينيسيس لتطبيق هذه التقنيات الجديدة، بما في ذلك الاتصال بالوجه، ونظام مصادقة بصمات الأصابع، وتوسيع نطاق استخدام نظام المصادقة ببصمة الإصبع في طرازها جي.في 60 القادم، المقرر إصداره قريبا. كما سيتم بعد ذلك توسيع تطبيق هذه التقنيات تدريجيا في طرازات أخرى.
ويبدو نماذج المركبات الجديدة مثل إصدار جينيسيس هي نتيجة التقارب الهائل للتكنولوجيا المتقدمة المتمثلة في التنقل وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي، حيث أصحبت السيارة “شيئا” متصلا في إنترنت الأشياء، وواحدا يتمتع بجاذبية كبيرة في السوق.
ومع ذلك يفتح هذا التحول المفاهيمي تحديات جديدة عندما يتعلق الأمر بتشغيل السيارة والأمن السيبراني والسلامة على الطرق بالإضافة إلى المخاطر المرتبطة بالقيادة، حيث تخضع السيارات المتصلة أيضا لمزالق الحياة الرقمية الحديثة.
لكن المركبات ليست مثل متصفح الويب أو التطبيق المصرفي، بل إنها آلات فريدة من نوعها، فهي مريحة للغاية ومصممة بالضرورة لتجربة مستخدم مثالية.
وهذا هو السبب في أنه من المهم مع استمرار المركبات في الاتصال بالإنترنت والعمل كأجهزة ذكية متصلة يتم تضمين تقنيات هوية قوية للمصادقة وتحديد الهوية والواجهة الموثوقة في ترقية وسائل النقل الأكبر.