الأمن الصومالي يوقف بث إذاعة ويعتقل موظفيها

مصادر صحافية ترجح أن يكون سبب إيقاف بث إذاعة "مستقبل" هو انحياز تغطيتها في الأحداث الأمنية الأخيرة في مقديشو إلى رأي المعارضة.
الأربعاء 2021/04/28
الحكومة تتنصل من مسؤوليتها تجاه الصحافيين

مقديشو - أعلنت إذاعة "مستقبل" بالعاصمة الصومالية مقديشو أن قوات الأمن أمرت بإيقاف بثها وأوقفت خمسة من موظفيها دون معرفة الأسباب.

وقال أحمد عيسى رئيس إذاعة “مستقبل” الخاصة إن “قوات أمنية اقتحمت صباح الثلاثاء مقر الإذاعة في ناحية هدن وسط مقديشو، وأمرت بإيقاف البث، كما صادرت بعض الممتلكات”.

وأضاف أن “القوات الأمنية استخدمت القوة، وألقت القبض على خمسة من موظفي الإذاعة، واقتادتهم إلى مكان مجهول”.

وأشار عيسى إلى أن أمر إيقاف بث الإذاعة كان “مفاجئا وبدون إشعار مسبق”، موضحًا أنه “لا يعرف سبب استهداف الإذاعة”.

ولم تعلق السلطات الأمنية على خبر إيقاف بث الإذاعة ولا توقيف بعض موظفيها. فيما رجحت مصادر صحافية أن يكون سبب إيقاف بث المحطة هو “انحياز تغطيتها في الأحداث الأمنية الأخيرة في مقديشو إلى رأي المعارضة”.

وليلة الأحد شهدت مقديشو اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وأخرى تابعة للمعارضة أدت إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة، حسب مصادر طبية.

وتوقفت الاشتباكات الاثنين حيث عادت الحياة إلى طبيعتها وتم استئناف حركة التنقل وفتح المحال التجارية.

من جانبه ندد أمين عام نقابة الصحافيين الصوماليين عبدالله مؤمن بـ”إيقاف بث الإذاعة المحلية”، مشيرا إلى أن “احتجاز العاملين فيها من قبل سلطات الأمن، دليل على انتهاك حرية الصحافة”.

أمر وقف بث إذاعة مستقبل الخاصة كان مفاجئا وبدون إشعار مسبق، ولا يعرف مديرها سبب استهدافها

ويسود البلاد منذ فشل المفاوضات بين الحكومة ورؤساء الولايات الفيدرالية حول إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية حالة من الاحتقان السياسي.

لكن الوضع السياسي تأزم بعد تمديد البرلمان ولاية الرئيس محمد عبدالله فرماجو لمدة عامين وهو ما رفضته المعارضة.

وفي مايو الماضي أرسلت نقابات الصحافيين عريضة تتضمن شكاوى الصحافيين للرئيس فرماجو للحد من الانتهاكات التي يواجهها الصحافيون في البلاد، لكن الرئيس اكتفى بالصمت، ثم خرج مدير المكتب الإعلامي للرئيس الصومالي بخطاب لا يلبي بطموحات وتطلعات الصحافيين، حيث أشار إلى أن الحكومة الفيدرالية ليست مسؤولة عما يجري في الولايات الفيدرالية الأخرى لضمان حرية الصحافة.

ويعكس حديث مدير المكتب الإعلامي حالة اضطراب وفشل تواجهها الحكومة الفيدرالية للحد من التعديات والتجاوزات التي يواجهها بعض الإعلاميين ومؤسساتهم.

ويقول صحافيون صوماليون أنهم يواجهون عمليات عنف سواء من جانب الحكومة أو المجموعات الإرهابية وعلى رأسها حركة الشباب.

ولقي الصحافي الصومالي المخضرم جمال فارح آدم مصرعه مطلع مارس الماضي برصاص مجهولين في مدينة غالكعيو وسط البلاد.

وعمل آدم لفترة طويلة في قطاع الإعلام بولاية بونتلاند، وكان مديرا سابقا لإذاعة دلجر في غالكعيو إلا أنه غاب خلال الفترة الأخيرة عن مجال الإعلام.

ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال التي تعتبر الأولى ضد الصحافيين في 2021.

18