الأمم المتحدة: السلم الاجتماعي في لبنان ينهار وقادته ينتظرون بايدن

لبنان يواجه أسوأ أزمة مالية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975/ 1990)، ويرجح أن تتفاقم خلال الأشهر القليلة المقبلة، لاسيما مع استنزاف المصرف المركزي لمعظم احتياطاته من العملة الصعبة.
الثلاثاء 2020/12/29
يان كوبيتش يئس من قادة لبنان

بيروت – هاجم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش قادة لبنان الذين اتهمهم بالتلكؤ في معالجة الأزمة المالية المتفاقمة في البلاد وتداعياتها، بانتظار ما ستحمله لهم الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن.

وقال كوبيتش في تغريدة عبر حسابه على تويتر “الوضعان الاقتصادي والمالي إضافة إلى النظام المصرفي حال من الفوضى، السلم الاجتماعي بدأ بالانهيار، الأحداث الأمنية باشرت بالارتفاع، الهيكل اللبناني يهتزّ، أما القادة السياسيون فيبدو أنهم ينتظرون بايدن”، مضيفا “هذا لبنان، وليس الولايات المتحدة”.

ويواجه لبنان أسوأ أزمة مالية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975/ 1990)، يرجح أن تتفاقم خلال الأشهر القليلة المقبلة، لاسيما مع استنزاف المصرف المركزي لمعظم احتياطاته من العملة الصعبة، وهو ما سيجعله عاجزا عن توفير ثمن المواد الأساسية.

وتتولى منذ أغسطس الماضي حكومة تصريف أعمال إدارة الوضع في البلاد، في ظل عجز القوى السياسية عن التوافق على تشكيل حكومة جديدة، لحسابات سياسية ضيقة، في علاقة بالحفاظ على مكاسبها.

ويؤيد الكثير من المتابعين كلام المسؤول الأممي، حيث إن عددا من قوى لبنان المسيطرة ومنها حزب الله والتيار الوطني الحر، يأملان في أن يتغير واقع الحال بعد تسلم إدارة جو بايدن السلطة في الولايات المتحدة، وكأن بأزمة هذا البلد خارجية، مع أن في عمقها داخلية تتعلق أساسا بعقلية المحاصصة التي طالت كل شيء.

ويرى المتابعون أن تلك القوى تبني قصورا من هواء على إدارة بايدن، التي لم يقدم طاقمها أي مؤشرات على إمكانية تبني مقاربة جديدة بشأن لبنان وليس من المرجح حدوث ذلك لاسيما وأن هناك قناعة دولية مترسخة بأنه لا مجال للمزيد من الدعم المالي لهذا البلد طالما لم يقدم على تنفيذ أي من الإصلاحات المطلوبة منه.

وكانت فرنسا الداعم الأبرز للبنان الفترة الماضية شددت خلال مؤتمر احتضنته لتقييم الاحتياجات الإنسانية للبنانيين الشهر الماضي، بأنه لن يكون هناك أي دعم للسلطة الرسمية في حال لم تأخذ أي إجراءات جديدة للإصلاح ومنها تشكيل حكومة اختصاصيين.

وكان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قدم قبل فترة تشكيلته الحكومية إلى الرئيس ميشال عون بيد أن الأخير رفض المصادقة عليها بدعوى أنه لم يتم استشارته بشأنها.

2