الألمان غاضبون على لوف قبل رحيله

سيضطر يواخيم لوف مدرب ألمانيا للعودة إلى نقطة الصفر لإصلاح الموقف سريعا قبل بطولة أوروبا لكرة القدم هذا العام بعدما خسر بشكل مفاجئ على أرضه أمام مقدونيا الشمالية في تصفيات كأس العالم الأربعاء. وما كان لوف، الذي سيترك تدريب المانشافت بعد بطولة أوروبا المؤجلة من 2020 والتي ستنطلق في يونيو القادم، يتخيل أن تكون النهاية بهذا الشكل.
برلين- تعرض المنتخب الألماني بطل العالم أربع مرات وبطل أوروبا ثلاث مرات لخسارة مفاجئة على أرضه أمام مقدونيا الشمالية بهدفين لهدف في التصفيات المؤهلة لمونديل قطر.
وقال يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني “محبطون تماما”، مشيرا إلى أن فريقه “ظهر منهكا للغاية، لم تكن هناك طاقة في طريقة لعبنا وارتكبنا الكثير من الأخطاء في الهجوم”.
وبدأ لوف رحلة وداع المنتخب الألماني بعد 15 عاما من العمل، بالفوز على أيسلندا ورومانيا. وفاز المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 2014 تحت قيادة لوف كما بلغ الفريق المربع الذهبي ليورو 2016، لكن منذ ذلك الحين خرج الفريق من دور المجموعات لمونديال روسيا 2018 وتجنب الهبوط من دوري الأمم الأوروبي بعد إعادة هيكلة البطولة. وقال لوف “لا يمكننا أن ننسى تماما القوة التي كان يتمتع بها الفريق أو الشعور بأننا في وضعية جيدة لتقديم بطولة جيدة للغاية”.

إيغور أنغيلوفسكي: لقد جعل هؤلاء الرجال أمتنا فخورة مرة أخرى أمام بطل العالم 4 مرات وبطل أوروبا 3 مرات
“يا له من إحراج”، “صدمة رهيبة”، “مفاجأة كريهة”، هي بعض عناوين وسائل الإعلام الألمانية بعد السقوط المذل للمانشافت أمام مقدونيا الشمالية المتواضعة 1 – 2 في تصفيات مونديال قطر 2022.
خطوة إلى الوراء
الخسارة هي الأولى لألمانيا على أرضها في تصفيات كأس العالم منذ سقوطها المدوي أمام إنجلترا 1 – 5 في ميونخ في سبتمبر عام 2001، فتراجعت إلى المركز الثالث (6 نقاط) في مجموعة في متناولها وتضم أرمينيا المتصدرة بفارق الأهداف عن مقدونيا الشمالية (9 نقاط لكل منهما). كما أن الخسارة أنهت سلسلة من 18 مباراة فاز فيها المنتخب الألماني تواليا في تصفيات كأس العالم منذ تعادله مع السويد 4 – 4 عام 2012.
وكان أنصار المنتخب الألماني توسموا خيرا بعد انطلاقة جيدة نسبيا في التصفيات شهدت فوز منتخب بلادهم على أيسلندا 3 – 0 ثم على رومانيا 1 – 0، لاسيما بعد السقوط التاريخي للفريق أمام إسبانيا بنتيجة كارثية 0 – 6 في نوفمبر الماضي خلال مباراة في دوري الأمم الأوروبية. وخرجت صحيفة “بيلد” الواسعة الانتشار بعنوان بالخط العريض “يا له من إحراج”، وأضافت متوجهة إلى مدرب المنتخب الألماني لوف الذي سيترك منصبه في نهاية كأس أوروبا الصيف المقبل “لقد انتهى الأمر يا جوغي”!
وتابعت “السحر الذي تمتع به مدرب المنتخب خلال التتويج بمونديال 2014 انتهى. لا يمكن إنكار ما حقق للمنتخب، لكن وقته انتهى”. أما مجلة “كيكر” فوصفت الخسارة بـ”المفاجأة الكريهة”، وقالت “المنتخب الألماني فقد فخره. بعض اللاعبين لا يلعبون بمستواهم المعتاد”. وأضافت “لا يزال المنتخب الذي بُني من فترة قصيرة في طور تلمس خطواته الأولى”. في حين رأت صحيفة “فاز” التي تصدر في مدينة فرانكفورت أن ما حصل يشكل “صدمة رهيبة”.
بدا لوف متجهم الوجه بعد المباراة وقال “الخيبة كبيرة جدا. إنها خطوة إلى الوراء. لقد ارتكبنا العديد من الأخطاء ولم نجد ثغرة في جدار منتخب مقدونيا الشمالية المنظم”. وأضاف “كما أننا سمحنا للفريق المنافس بشن الهجمات المرتدة ولم نكن نملك السيطرة على زمام المباراة”.
أما لاعب وسط ألمانيا إيلكاي غوندوغان الذي حمل شارة القيادة في غياب حارس بايرن ميونخ مانويل نوير، فلم يجد الكلمات لتعليل أسباب الخسارة بعد المباراة، قائلا “لا أعلم كيف أشرح ذلك. المهمة ليست سهلة. كنا ندرك أنه لا يمكننا الاستخفاف بالخصم ولا أعتقد أننا قمنا بذلك. لم نكن جيدين بما فيه الكفاية الليلة وعلينا أن نكون أفضل أمام المرمى”. وأضاف “هذا الأمر يجب ألا يحصل. لقد وصل المنتخب المقدوني إلى المرمى مرتين وسجل في كل مرة. كان الأمر سهلا جدا”.
وكانت هذه المباراة الأخيرة للمنتخب الألماني قبل خوض غمار النهائيات القارية حيث لن تكون مهمته سهلة أمام البرتغال حاملة اللقب قبل أربع سنوات وفرنسا بطلة العالم 2018 والمجر.
فوز تاريخي
أما مدرب مقدونيا الشمالية إيغور أنغيلوفسكي فوصف فوز فريقه بالتاريخي وقال بعد المباراة “لقد جعل هؤلاء الرجال أمتنا فخورة مرة أخرى أمام بطل العالم 4 مرات وبطل أوروبا 3 مرات”، في إشارة إلى الإنجاز الذي تحقق في نوفمبر الماضي حين حجز المنتخب مقعده في نهائيات كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخه من بوابة الدور الفاصل لدوري الأمم الأوروبية. وأضاف “جميع أفراد الفريق هم أبطالنا، لقد وضعوا الأمة على قدميها”.
المنتخب الألماني فاز بلقب كأس العالم 2014 تحت قيادة يواخيم لوف كما بلغ الفريق المربع الذهبي ليورو 2016
وساهم المهاجم المخضرم غوران بانديف (37 عاما) الفائز في صفوف إنتر الإيطالي بثلاثية تاريخية عام 2010 (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا) وإيليف إيلماس بالفوز التاريخي، علما بأن بانديف كان صاحب هدف التأهل التاريخي في مرمى جورجيا في ملحق دوري الأمم الأوروبية المؤهل إلى النهائيات المقررة في 12 دولة أوروبية من 11 يونيو إلى 11 يوليو المقبلين.