الأكراد يتخلصون من عبء الجهاديين

القامشلي (الحسكة) – أفرجت قوات سوريا الديمقراطية الخميس عن أكثر من 600 سجين سوري كانوا معتقلين لديها بتهم متعلقة بارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية، في إطار عفو عام يتعلق للمرة الأولى بقضايا “إرهاب”.
ويقبع في سجون قوات سوريا الديمقراطية، القوى العسكرية المرتبطة بالإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، الآلاف من المعتقلين المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، بينهم المئات من الأجانب من جنسيات متعددة.
وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية قبل أيام إصدار عفو عام تمّ بموجبه الخميس إطلاق “سراح 631 سجينا ممن حُكم عليهم بتهم الإرهاب وتجاوزت مدة عقوبتهم النصف”.
وقالت أمينة عمر الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية خلال مؤتمر صحافي في مدينة القامشلي (شمال شرق) إنّ “من أطلق سراحهم هم من السوريين” الذين تعاملوا مع التنظيم إلا أنهم “لم يرتكبوا أعمالا إجرامية”.
وأشارت إلى أنه تم الإفراج عنهم “بوساطة وبطلب من رؤساء العشائر” العربية التي تشكل أكثرية في مناطق واسعة يسيطر عليها الأكراد خصوصا في شرق سوريا.
وأوضح الرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية في الإدارة الذاتية عماد كراف أن عدد “المعتقلين السوريين المتهمين بارتباطهم بداعش كان يبلغ 4418 شخصا” بينهم المفرج عنهم حديثا في إطار “أول عفو عام يتعلق بجرائم الإرهاب تصدره الإدارة الذاتية”.
وسبق لقوات سوريا الديمقراطية أن أفرجت عن العشرات من السوريين المتهمين بالارتباط بتنظيم الدولة الإسلامية في سجونها بعد الحصول على ضمانات من زعماء العشائر.
وجذبت هذه القوات عند تأسيسها آلافا من المقاتلين العرب من أبناء المنطقة، في محاولة لاستمالة المكون العربي والتخفيف من الحساسية العربية الكردية في المنطقة التي تمسك الإدارة الذاتية الكردية بمفاصلها.
وأمام سجن علايا في أطراف القامشلي، اصطف العشرات من الأهالي بينهم نساء وأطفال للقاء ذويهم من السجناء وسط حراسة أمنية مشددة.
وقال أحمد الحسين بينما كان ينتظر خروج شقيقه حميد (50 سنة) المتحدر من محافظة دير الزور “أخي موجود في السجن منذ ثمانية أشهر بتهمة تهريب نساء من مخيم الهول”.
وجاء هذا القرار، بعد إعلان الإدارة الذاتية السماح للآلاف من السوريين، من نازحين وأفراد عائلات مقاتلي التنظيم، بالخروج من مخيم الهول المكتظ الذي يؤوي نحو أكثر من 64 ألف شخص، بينهم أجانب.
ومنذ إعلانهم القضاء على “خلافة” التنظيم المتطرف في مارس 2019، يطالب الأكراد، الذين شكلوا رأس الحربة في قتال التنظيم بدعم أميركي، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين. إلا أن غالبية الدول، وخصوصا الأوروبية، تصر على عدم استعادة مواطنيها.